متابعات-
أصدر رئيس الإمارات خليفة بن زايد آل نهيان مرسوماً، اليوم الثلاثاء، يقضي بإعادة تشكيل المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي برئاسة أخيه محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي ونائب القائد الأعلى للقوات المسلحة.
القرار الجديد صدر رغم عدم ظهور رئيس دولة الإمارات وحاكم إمارة أبوظبي خليفة بن زايد على وسائل الإعلام منذ بداية عام 2018، في ظل تكتم كبير على وضعه الصحي، وسيطرة تامة من قبل محمد بن زايد على حكم البلاد.
وضم المرسوم الجديد عضوية اثنين من أبناء محمد بن زايد (خالد وذياب) اللذين يشغلان مناصب أخرى في الدولة؛ في إشارة أخرى إلى محاولة ولي عهد أبوظبي تقوية نفوذه بالدولة.
وفي إطار إعادة ترتيب أوراق الإمارة، أصدر محمد بن زايد مرسوماً يقضي بتشكيل لجنة أبوظبي للشؤون الاستراتيجية التي تتبع للمجلس التنفيذي، بحسب وكالة "وام" الإماراتية.
وينص القرار على عضوية نجله خالد بن محمد بن زايد، نائباً لرئيس اللجنة، والأمين العام للمجلس التنفيذي، ورئيس جهاز الشؤون التنفيذية، ورئيس مكتب أبوظبي التنفيذي، ورئيس دائرة المالية.
وتضمن قرار بن زايد إعادة تشكيل اللجنة التنفيذية التابعة للمجلس التنفيذي، برئاسة خالد بن محمد بن زايد أيضاً.
ويعتقد كثير من متابعي الشأن الإماراتي على وجه الخصوص أن ولي عهد أبوظبي، محمد بن زايد، يقترب من تنصيب نفسه رئيساً للبلاد، في ظل غياب شبه مستمر للرئيس الحالي خليفة بن زايد، الذي لا يُسمع اسمه إلا مع القرارات الرسمية التي يفرض القانون صدورها باسمه.
وينظر هؤلاء إلى ولي عهد أبوظبي على أنه الحاكم الفعلي للبلاد، خاصة أنه صاحب الحضور الدائم والتأثير في كل القرارات والمغامرات التي تخوضها، لا سيما المتعلقة بسياسات البلاد الخارجية التي غالباً ما تأتي مقرونة باسمه.
وظهر خليفة بن زايد (تولى الحكم في نوفمبر 2004) لأول مرة بعد أسبوع من الإعلان عن مرضه عام 2014، كاشفاً قدرته على الحركة والكلام، ثم ظهر يتقبّل التهاني بعيد الفطر في يونيو 2017 من الحكام، ونواب الحكام، وولاة العهود، إلا أنه ظهر بشكل يختلف عمَّا يعرفه عنه الإماراتيون؛ بل وجاء في ظل كثرة التشكيك في أنه ما زال على قيد الحياة أو أنه تحت الإقامة الجبرية.
وفي 29 يناير 2018 ظهر الشيخ خليفة بن زايد وهو يتقبّل التعازي بوفاة والدته، في أول ظهور علنيّ له (آنذاك) منذ 7 شهور، والثاني له منذ أربعة أعوام.
ولا ينفي الظهور النادر حقيقة أن ولي عهد أبوظبي هو الممسك فعلياً بزمام الأمور، وأنه هو صاحب كل القرارات التي تصدر باسم شقيقه، فضلاً عن أنه هو من يقوم بكل الجولات الرسمية، ويستقبل كل الضيوف الرسميين الذين يزورون الإمارات، ويُجري المباحثات كافة على كل الأصعدة.
وفيما بدا أنه مقدمة لانتقال الحكم إلى ولي العهد، أصدر رئيس الإمارات مرسوماً أميرياً، في سبتمبر 2017، عيَّن بموجبه محمد بن زايد آل نهيان رئيساً للمجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي، بجانب ولاية عهد الإمارة، وولاه منصب نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة.