متابعات-
نقلت وسائل إعلام سودانية عن ناشطين قولهم إن "طه عثمان"، المدير السابق لمكتب الرئيس السوداني المعزول "عمر البشير"، وصل إلى مطار الخرطوم الدولي، برفقة وفد إماراتي رفيع المستوى.
وأشارت إلى أن الوفد الإماراتي يترأسه وزير النفط "سهيل المزروعي". وكان "عثمان" يُلقب بـ"ظل البشير"؛ نظرا للعلاقة الوثيقة التي جمعته لفترة بالأخير.
ويعد هذا التطور شديد الأهمية نظرا للعلاقات المتقدمة التي تربط "عثمان طه" بقادة نافذين بالجيش السوداني والمجلس العسكري الانتقالي، على رأسهم "عبدالفتاح البرهان"، رئيس المجلس، علاوة على أن "طه" خرج من السودان في 2017 إثر أزمة كبيرة مع "البشير"، بعد اتهامات له بالسعي لضرب العلاقة بين السودان وقطر، بتوجيهات إماراتية سعودية.
ويحمل "طه عثمان" الجنسية السعودية، وله علاقات نافذة بالقيادتين السعودية والإماراتية، ويُنظر له على أنه مهندس إرسال القوات السودانية إلى اليمن للمشاركة في صفوف التحالف، الذي تقوده السعودية هناك لمحاربة الحوثيين.
وتداول ناشطون صورا لـ"طه عثمان"، قائلين إنها تظهره داخل الطائرة التي أقلته إلى الخرطوم، الثلاثاء، وظهر حوله أشخاص يرتدون اللباس الخليجي.
الفريق #طه_عثمان_الحسين
— #راكب_راس (@A_jorara) April 16, 2019
داخل الطائرة قبيل وصوله الخرطوم#لم_تسقط_بعد pic.twitter.com/tfjEaSaj7y
كان ناشطون طالبوا باعتقال "عثمان" والتحقيق معه فور وصوله، باعتباره أحد أبرز أركان نظام "البشير" وصاحب ملفات فساد كبيرة، على حد قولهم.
وتداولوا صورة له قالوا إنها التقطت، الثلاثاء، خلال اجتماعه مع نائب رئيس المجلس العسكري السوداني، "محمد حمدان دقلو" (حميدتي).
الفريق طه يظل سوداني يحق له دخول بلاده والإقامة فيها
— م. هيثم عثمان ابراهيم (@HaythamOsman15) April 16, 2019
ولكن ،،
نسبة لأنه كان من معاوني البشير فيجب اعتقاله فورا والتحقيق معه في كل الجرائم التي كان فيها عونا له.
نطالب المجلس العسكري بإتخاذ الإجراءات القانونية ضده إن كان لديه مصداقية
#لم_تسقط_بعد#اعتصام_القياده_العامه pic.twitter.com/4DuUsuzD2y
سيصل الي البلاد بعد قليل المدعو "طه عثمان الحسين" المدير السابق لمكتب البشير المخلوع والذي متهم بجرائم فساد تقدر بملايين الدولارات وحصل مؤخرا على الجنسية السعودية واصبح مندوبا للقصر الملكي للشؤون الافريقية . ما الذى أتى به ؟هذا ماسيتضح في الساعات القادمة ..#لم_تسقط_بعد pic.twitter.com/jA3Xr7TJPt
— Salma |سلمى(@salma1siddig) April 16, 2019
ويؤشر عودة "عثمان" إلى السودان في هذا التوقيت على إمكانية وجود دور إماراتي سعودي تم إعداده للتدخل في الأحداث الجارية بالسودان حاليا، وهي التحركات التي ينظر لها الثوار السودانيون بمزيج من الريبة والرفض، استنادا إلى أدوار سابقة لعبتها أبوظبي والرياض لإجهاض الثورة المصرية ومحاولات الإضرار بالتونسية.
كانت الإمارات أعلنت، قبل يومين، تأييدها للمجلس العسكري الانتقالي بالسودان، مؤكدة أنها بصدد إرسال مساعدات مالية وإنسانية إلى الخرطوم، بعد طلب المجلس العسكري ذلك.
وسبق بيان الإمارات، بيانا سعوديا بنفس الفحوى، صدر من الديوان الملكي بالرياض.
ووسط تلك التطورات، أجرى أمير قطر "تميم بن حمد"، الإثنين، اتصالا هاتفيا بـ"البرهان"، شدد خلاله على دعم السودان، وذلك وسط اتصالين آخرين من العاهل السعودي الملك "سلمان بن عبدالعزيز"، ورئيس الإمارات "خليفة بن زايد"، وفق ما أعلنت وكالة الأنباء السودانية الرسمية (سونا).
من هو "طه عثمان"؟
ولد "طه عثمان" عام 1964 في منطقة كبوشية بولاية نهر النيل، وينحدر من أسرة تدين بالولاء للطائفة الختمية.
درس الرجل حتى المرحلة ما قبل الجامعية في مدينة شندي، ثم التحق بكلية الآداب جامعة القاهرة فرع الخرطوم، ليحصل منها على درجة البكالوريوس.
والتحق بجهاز الأمن السوداني عام 1997، ليعين ضابطا إداريا، ثم تدرج داخل هذا الجهاز حتى اختياره عام 2000 ضابطا بجهاز الأمن والمخابرات الوطني مع عدد من الضباط الإداريين. بعد ذلك، أخذ يتدرج داخل الأجهزة الأمنية حتى تقلد منصب مدير مكتب "البشير".
كان عام 2012 نقطة فارقة في حياة الرجل السياسية، حين انتزع ثقة "البشير" في أعقاب كشفه لمحاولة انقلاب كان يخطط لها الرئيس السابق لجهاز الاستخبارات السوداني "صلاح قوش"، بالتنسيق مع عدد من ضباط الجيش.
وفي يونيو/حزيران 2015، تم تعيينه وزير دولة ومديرا عاما لمكتب الرئيس برئاسة الجمهورية ومجلس الوزراء، ليحكم قبضته على كل منافذ الدولة ومؤسساتها بصورة شبه كاملة؛ حيث منحه "البشير" صلاحيات لا حدود لها، حسب مراقبين.
كان لمدير مكتب "البشير" دور سياسي لافت للنظر في ملفات عدة، وصاحبه كثير من الغموض، إلى أن فوجئ الجميع بخبر إقالته من منصبه منتصف 2017.
وتعددت الأسباب التي تم تداولها بشأن إقالة مدير "طه عثمان"، بينها ضلوعه في صفقات فساد، فضلا عن الزج باسمه في الأزمة الأخيرة بين دول الخليج وقطر، بمزاعم تسريبه معلومات ووثائق ارتكزت عليها السعودية والإمارات ودول عربية أخرى في اتهامها قطر بدعم الإرهاب.
وذهبت مجموعة أخرى للحديث عن اتهام الرجل بمحاولة قلب نظام الحكم في السودان بالاشتراك مع آخرين لم يسلموا من النقد.