متابعات-
نشرت وكالة الأنباء الإماراتية "وام"، مساء أمس الأربعاء، لقطات لرئيس البلاد الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، خلال تلقِّيه التهنئة بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك، وتزامناً مع انتقادات تواجهها البلاد بسبب تدخلاتها السلبية في دول عربية عدة.
وهذا الظهور هو الأول له منذ ديسمبر الماضي، خلال احتفال بلاده باليوم الوطني، وكان واضحاً عليه هذه المرة للغاية آثار المرض.
وبحسب "وام"، فإن اللقاء الذي جرى في قصر البطين بأبوظبي، حضره إضافة إلى محمد بن زايد ومحمد بن راشد، الشيخ حميد بن راشد النعيمي حاكمُ عجمان، والشيخ سعود بن راشد المعلا وحاكم الفجيرة، والشيخ سعود بن صقر القاسمي حاكم رأس الخيمة.
#فيديو_وام | #رئيس_الدولة يتقبل التهاني من #حكام_الإمارات وأولياء العهود ونواب الحكام بشهر #رمضان المباركhttps://t.co/1SmTPQPbcu pic.twitter.com/MFGJ2Bopur
— وكالة أنباء الإمارات (@wamnews) May 8, 2019
ماذا يريد محمد بن زايد؟
وظهر محمد بن زايد في صورة وهو يقبّل يد أخيه غير الشقيق، رئيس البلاد خليفة بن زايد، وسط نظرات استغراب من أحد الجالسين بجانبه، لاقت انتشاراً على وسائل التواصل الاجتماعي.
وتعلن الإمارات بين الفينة والأخرى عن مغادرة رئيسها إلى الخارج في زيارة خاصة، دون تحديد وجهتها أو أهدافها، أو بث صور له خلال المغادرة أو الوصول، ودون إعلان طبيعة مرضه، في حين يستغل ولي عهد أبوظبي المرض في السيطرة على القرار السياسي بالبلاد.
ويغيب الرئيس الإماراتي (71 عاماً)، الذي يحكم البلاد منذ 2004، عن أية أنشطة رسمية علنية، منذ تعرُّضه لوعكة صحية بعد جلطة ألمَّت به (حسب الإعلان الرسمي) في 24 يناير 2014.
ولا ينفي الظهور النادر حقيقة أن ولي عهد أبوظبي هو الممسك فعلياً بزمام الأمور، وأنه صاحب كل القرارات التي تصدر باسم شقيقه، فضلاً عن أنه هو من يقوم بكل الجولات الرسمية، ويستقبل كل الضيوف الرسميين الذين يزورون الإمارات، ويُجري المباحثات كافة على كل الأصعدة.
ويعتقد كثير من متابعي الشأن الإماراتي، على وجه الخصوص، أن ولي عهد أبوظبي يقترب من تنصيب نفسه رئيساً للبلاد، في ظل غيابٍ شبه مستمر للرئيس الحالي، الذي لا يُسمع اسمه إلا مع القرارات الرسمية التي يفرض القانونُ صدورها باسمه.
وينظر هؤلاء إلى ولي عهد أبوظبي على أنه الحاكم الفعلي للبلاد، خاصة أنه صاحب الحضور الدائم والتأثير في كل القرارات والمغامرات التي تخوضها، لا سيما المتعلقة منها بسياسات البلاد الخارجية، التي غالباً ما تأتي مقرونة باسمه.
وفيما بدا أنه مقدمة لانتقال الحكم إلى ولي العهد، أصدر رئيس الإمارات مرسوماً أميرياً، في سبتمبر 2017، عيَّن بموجبه محمد بن زايد آل نهيان رئيساً للمجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي، بجانب ولاية عهد الإمارة، وولاه منصب نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وسط شكوك في صدور القرارات من دون علم الرئيس.
ويأتي ظهور الرئيس الإماراتي، وسط حالة استياء وانتقادات عربية ودولية للدور الإماراتي المشبوه بدول عربية، حيث تسعى إلى بسط نفوذها في اليمن، ودعم استمرار الصراع بليبيا، وإدامة الأزمة الخليجية وحصار قطر المستمر منذ 2017.