متتبعات-
اشتركت الإمارات في بيان مع أطراف أخرى أبدوا فيه قلقهم بشأن الأعمال القتالية المستمرة في طرابلس الليبية، ودعوا إلى العودة إلى "العملية السياسية"، في تغير لافت في سياسة أبوظبي التي دعمت اللواء خليفة حفتر، المتسبب الرئيسي في اشتعال المواجهات.
وفشل هجوم حفتر الذي بدأه في أبريل الماضي ضد حكومة الوفاق المعترف بها دولياً، بعد مقاومة عنيفة من القوات الشرعية، لتفشل معه مساعي الإمارات في إيصاله إلى السلطة، بعد أن تسببت في انقلابه على اتفاق سابق رعته بنفسها.
وفي إشارة إلى الضغط الدولي الذي مورس على أبوظبي، التقى مبعوث الأمم المتحدة إلى ليبيا غسان سلامة، بوزير الخارجية الإماراتي عبد الله بن زايد في أبو ظبي، أمس الثلاثاء، لمناقشة سبل "إنهاء القتال في ليبيا والعودة إلى العملية السياسية".
وأكد مبعوث الأمم المتحدة في تغريدة على "تويتر" "أهمية الالتزام بخريطة طريق موحدة لإعادة توحيد الليبيين، ومساعدتهم على الاتفاق والمصالحة"، على حد وصفه.
2/1 التقى الممثل الخاص للأمين العام غسان سلامة وزير خارجية دولة الإمارات العربية المتحدة الشيخ عبدالله بن زايد، في إطار زيارة إلى أبو ظبي تهدف للبحث مع كبار المسؤولين في السبل الآيلة لوضع حد للإقتتال الدائر في #ليبيا والعودة للعملية السياسية. pic.twitter.com/gcMJNj8qIy
— UNSMIL (@UNSMILibya) July 16, 2019
وأعلنت منظمة الصحة العالمية، في بيان لها الاثنين، أن عدد قتلى هجوم حفتر على طرابلس ارتفع إلى 1093 شخصاً بينهم مدنيون، في حين أصيب نحو 5752 منذ شهر أبريل الماضي.
كما كشفت عن نزوح أكثر من 100 ألف شخص من العاصمة الليبية، نتيجة الاشتباكات المستمرة.
دول تدعو للعملية السياسية
وحول استمرار القتال في ليبيا، أصدرت كل من مصر وفرنسا وإيطاليا والإمارات والمملكة المتحدة وأمريكا بياناً مشتركاً، أمس الثلاثاء، أكدت فيه قلقها بشأن الأعمال العدائية المستمرة في طرابلس ودعت إلى العودة إلى "العملية السياسية التي تتوسط فيها الأمم المتحدة".
ووفقاً للبيان، تشعر الحكومات الست بالقلق من "الجماعات الإرهابية" التي تحاول "استغلال الفراغ الأمني في البلاد".
وقالت الدول الست في بيانها: إنه "لا يمكن أن يوجد حل عسكري في ليبيا"، ودعت "جميع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة" إلى "منع شحنات الأسلحة المزعزعة للاستقرار" إلى ليبيا.
وأعربت حكومات الدول الست عن دعمها جهود مبعوث الأمم المتحدة غسان سلامة لدعم الاستقرار في ليبيا.
وتمكنت قوات حفتر من دخول 4 مدن رئيسة تمثل غلاف العاصمة، كما توغلت في الضواحي الجنوبية لطرابلس، لكنها تعرضت لانتكاسات وتراجعت في أكثر من محور.
وتعاني ليبيا، منذ 2011، صراعاً على الشرعية والسُّلطة، يتركز حالياً بين حكومة "الوفاق" وحفتر، الذي يقود الجيش في الشرق.
وكانت الإمارات أقرت بدعمها هجمات مليشيا حفتر على العاصمة الليبية، واصفة حكومة الوفاق المعترف بها دولياً بـ"الإرهابية".
ويسعى حفتر الذي تدعمه مصر أيضاً لإقامة "ديكتاتورية عسكرية" شبيهة بنظام جاره الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي المدعوم من أبوظبي هو الآخر، بحسب ما تقول تقارير غربية.
وكشفت حكومة الوفاق الليبية عن إعداد فريق خبراء قانوني ملفاً جنائياً؛ تمهيداً لتقديم دعاوى قضائية في المحاكم الدولية ضد الإمارات، بسبب دعمها لقوات حفتر عسكرياً.