دول » الامارات

الأبرز في المنطقة.. ماذا تعرف عن ميناء "جبل علي" الإماراتي؟

في 2021/07/12

الخليج أونلاين-

أثار الحريق الضخم الذي اندلع مؤخراً في ميناء جبل علي الإماراتي مؤخراً تساؤلات بشأن تأثير مثل هذه الحوادث على المنطقة التجارية التي تعتبر الأهم في منطقة الخليج والشرق الأوسط، فيما بدأت الحكومة الإماراتية تحقيقاً للوقوف على ملابسات الحادث.

ويلعب ميناء ومنطقة  "جبل علي"، في إمارة دبي، دوراً بارزاً في الاقتصاد الإماراتي بالنظر إلى ما يحتويه من شركات ومنشآت تعمل في خدمة السفن وحركة التجارة العالمية.

ويضم الميناء والمنطقة التجارية نحو 210 مصانع وشركات تعود لأكثر من 130 دولة حول العالم في مقدمتها السعودية والكويت.

وتعرض الميناء (الأربعاء 7 يوليو) لحريق ضخم بعدما اشتعلت النيران في سفينة حاويات كانت ترفع علم جزر القمر، قبل أن تتمكن السلطات الإماراتية من السيطرة عليه، دون أن تتأثر حركة العمل.

وقالت شرطة دبي في بيان إن الحريق نجم عن وجود مواد قابلة للاشتعال على متن السفينة التي تتسع لـ130 حاوية، والتي كانت ترسو على أحد أرصفة الميناء.

وأعلنت الشرطة فتح تحقيق بالحادث للوقوف على ملابساته لكنها عزته بشكل مبدئي إلى ارتفاع درجات الحرارة أو حدوث احتكاك في حاوية من بين 3 حاويات على متن السفينة كانت تحمل مواد قابلة للاشتعال.

وقالت وكالة الأنباء الإماراتية الرسمية إن الانفجار أدى إلى موجة اهتزازية عبر مدينة دبي، تسببت في اهتزاز الجدران والنوافذ بأحياء على بعد 25 كيلومتراً من الميناء، وكان الانفجار قوياً بما يكفي لرؤيته من الفضاء بواسطة الأقمار الصناعية.

ولم يتضح على الفور حجم الأضرار التي لحقت بالميناء المترامي الأطراف والبضائع المحيطة، في حين أظهرت لقطات تم تداولها على مواقع التواصل الاجتماعي رماداً وأنقاضاً متناثرة.

توقيت لافت

على الرغم من عدم وجود شبهة جنائية حتى اللحظة في الحادث، فإنه يتزامن مع حرب إسرائيلية إيرانية مكتومة تتخذ من المياه ساحة لها، وهو ما يلقي بظلال من الشك حول الحادث؛ خاصة أن الميناء يعتبر بوابة المنتجات الإسرائيلية للخليج، بعد اتفاقات التطبيع التي وقعت العام الماضي.

ومؤخراً، أصدرت المملكة العربية السعودية قرارات جديدة بشأن الإعفاءات الجمركية على السلع المستوردة من دول مجلس التعاون، وهي القرارات التي ستحول دون قدرة الإمارات على تصدير كثير من السلع القادمة من دول منشأ أخرى، إلى المملكة، ومن بينها القادمة من "إسرائيل".

وبعد اتفاق التطبيع كانت دولة الاحتلال تعول على كثيراً على تحويل الإمارات إلى بوابة تجارية يمكنها من خلالها غزو السوق الخليجية، بالنظر إلى أهمية منطقة جبل علي في حركة التجارة بالمنطقة.

وأعلنت الإمارات، في ديسمبر 2020، أن ميناء "جبل علي" استقبل أول حاوية بضائع قادمة من ميناء أشدود "الإسرائيلي".

وفي أبريل الماضي، تعرضت سفينة إسرائيلية لهجوم بصاروخ أمام سواحل ميناء الفجيرة الإماراتي، وذلك بعد يوم واحد من اتهام طهران لتل أبيب بالوقوف وراء عملية تخريب منشأة "نطنز" النووية الإيرانية.

منطقة تجارة عالمية

وتبعد منطقة جبل علي عن وسط مدينة دبي بنحو 30 كيلومتراً، كما يصنف الميناء ضمن أكبر عشرة موانئ في العالم، حيث يرتبط بأكثر من 180 خطاً للشحن البحري.

ويصنف ميناء جبل علي بأنه "محور بوابة" و"رابط حيوي في شبكة التجارة العالمية" يربط بين الأسواق الشرقية والغربية. 

ويقع ميناء جبل علي في الطرف الشمالي من دبي، ويخدم البضائع القادمة من شبه القارة الهندية وأفريقيا وآسيا. ويعتبر الميناء مركزاً عالمياً مهماً للشحن، فضلاً عن أنه يمثل أيضاً شريان حياة لدبي والإمارات المجاورة، حيث يعمل كنقطة دخول للواردات الأساسية.

وتكمن أهمية الميناء في أنه يرتبط بـ140 ميناء حول العالم، وفيه 23 رصيفاً، و78 رافعة لتلبية احتياجات أكبر سفن الحاويات في العالم، حيث تستطيع المنشأة استقبال جميع السفن من أي حجم موجودة في الخدمة حالياً أو قيد الطلب.

ويمتلك الميناء قدرة على التعامل مع حاملات طائرات، وكان أكثر موانئ البحرية الأمريكية ازدحاماً خارج الولايات المتحدة في عام 2017، وفقاً لخدمة أبحاث الكونغرس الأمريكية.

ويعتبر الميناء الإماراتي أكبر ميناء بحري في منطقة الشرق الأوسط، كما أنه المنشأة الرائدة في محفظة موانئ دبي العالمية التي تضمّ أكثر من 65 ميناء ومحطة بحرية تتوزع على قارات العالم الست.

كما يعتبر الميناء ميناءً محورياً لأكثر من 90 خدمة ملاحية أسبوعية، وتم تصنيفه كتاسع أكبر ميناء للحاويات في العالم، وكأفضل ميناء بحري في الشرق الأوسط على مدى عشرين عاماً متتالية.

ويضم الميناء أكبر حوض من صنع الإنسان في العالم فيما تضم المنطقة الحرة بمنطقة جبل علي أكثر من 5 آلاف شركة عالمية.

وفي مارس الماضي، قالت صحيفة "القبس" الكويتية إن هيئة الموانئ الكويتية نسقت مع ميناء جبل علي لاستخدامه كبديل لقناة السويس المصرية التي تعطلت الملاحة فيها بسبب جنوح السفينة "إيفرغيفن"، وهو ما يعكس أهمية الميناء.

أهمية مستقبلية

وتتميز المنطقة الصناعية في "جبل علي" بانعدام القيود على العملة والضرائب على الشركات وضريبة الدخل الشخصي والحد الأدنى من متطلبات رأس المال، حيث لا تضع الإمارات جمارك على منتجات "جبل علي"، كما يمكن الشراء والتجول في المنطقة بشكل سهل وسريع.

كذلك لا تضع السلطات الإماراتية على الشركات والمصانع العاملة في جبل علي أي قيود فيما يتعلق بتعيين العمال، بالإضافة لعدم وجود أي قيود على التجار الذين يدخلون السوق.

ويُعرف عن منتجات وبضائع جبل علي بأنها رخيصة السعر؛ إذ دائماً ما يكون هناك عروض عليها عبر مواقع التسوق المختلفة عبر الإنترنت.

ووفق آخر الإحصاءات المنشورة فقد ساهم الميناء بـ 305 مليارات درهم (83 مليار دولار) مثلت 33.4% من الناتج المحلي الإجمالي لإمارة دبي عام 2017 و10.7% من الناتج المحلي الإماراتي.

الباحث الاقتصادي محمد رمضان قال إن ميناء جبل علي أصبح الميناء الأهم في منطقة الخليج والشرق والأوسط، مشيراً إلى أن التوسعات الجارية فيه حالياً ربما تجعله الأهم في العالم بعد سنوات قليلة.

وفي تصريح لـ"الخليج أونلاين"، لفت رمضان إلى أن ميناء جبل علي أصبح أكبر مرسى في العالم، لافتاً إلى أن أهميته الحالية تتمثل فيما يمكن أن يصل إليه مستقبلاً.

والعام الماضي، أكدت بلدية دبي أن ميناء جبل علي استقبل نحو 305 آلاف حاوية، إذ تبلغ الطاقة الاستيعابية اليومية من الحاويات نحو 1,500 حاوية غذائية يومياً.