الخليج أونلاين- 

شهدت الإمارات العربية المتحدة خلال العام 2022، العديد من الأحداث التاريخية أبرزها وفاة رئيسها السابق الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، وتولي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان الحكم لتبدأ البلاد مرحلة سياسية جديدة.

كما طوت الإمارات عدة خلافات سياسية مع دول المنطقة، وحققت نمواً وأرقاماً اقتصادية متميزة.

وفي هذه السطور نستعرض أبرز المحطات التي عاشتها الدولة الخليجية خلال العام الذي شارف على طي صفحاته.

رئيس جديد

في 13 مايو 2022، أعلنت الإمارات وفاة رئيس الدولة الشيخ خليفة بن زايد، الذي كان بعيداً عن الأضواء منذ نحو 10 سنوات قبل وفاته نتيجة المرض.

وفي 14 مايو بايع حكام إمارات دبي والشارقة وعجمان ورأس الخيمة والفجيرة وأم القيوين، حاكم أبوظبي الشيخ محمد بن زايد رئيساً للدولة، ليكون الرئيس الثالث منذ تأسيس الدولة عام 1971.

ونقلت وكالة الأنباء الإماراتية أن الشيخ محمد بن زايد "يعرب عن تقديره للثقة الغالية التي أولاه إياها إخوانه أصحاب السمو الشيوخ أعضاء المجلس الأعلى للاتحاد حكام الإمارات، راجياً المولى عز وجل أن يوفقه ويعينه على حمل مسؤولية هذه الأمانة العظيمة وأداء حقها في خدمة وطنه وشعب الإمارات الوفي".

طي الخلافات

وخلال 2022 شهدت العلاقات الإماراتية الخارجية قفزة نوعية، حيث طبعت علاقاتها مع كل من قطر وتركيا وإيران، بعد سنوات من الخلاف العاصف.

ففي 15 مايو 2022 قام أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، بزيارة أبوظبي لتقديم التعازي إلى الشيخ محمد بن زايد بوفاة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، وهي الأولى له منذ العام 2017.

وفي 5 ديسمبر 2022 زار الرئيس الإماراتي، بدعوة من الشيخ تميم، العاصمة القطرية الدوحة، حيث جرى بحث سبل تعزيز العلاقات، وتعزيز التضامن الخليجي ودعم الأمن والاستقرار بالمنطقة، إضافة إلى تبادل التهاني بالمناسبات الوطنية وتحقيق الإنجازات في البلدين.

كما هنأ الشيخ محمد بن زايد الشيخ تميم بن حمد آل ثاني والشعب القطري على نجاح استضافة بطولة كأس العالم لكرة القدم 2022، معتبراً إياه "نجاحاً وفخراً لجميع دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية والعالم العربي عامة".

وشهدت كذلك العلاقات بين الإمارات وتركيا نقلة نوعية خلال العام الجاري، بعد فترة قطيعة وخلاف كبير، توجت بزيارتين للرئيس التركي رجب طيب أردوغان للإمارات؛ في فبراير 2022 حيث استقبل بحفاوة كبيرة وأبرمت سلسلة اتفاقيات بين البلدين، وفي مايو من العام نفسه لتقديم التعازي بوفاة الشيخ خليفة بن زايد.

على الصعيد نفسه، أعلنت الإمارات، في أغسطس الماضي، تعيين سفير لها في إيران بعد 7 سنوات من إعلانها سحبه وتوتر العلاقات بينهما بسبب حرب اليمن.

وأكد بيان وزارة الخارجية الإماراتية حينها أن تعيين السفير سيسهم في تحسين العلاقات بين البلدين، بما يسهم في دعم أمن واستقرار المنطقة.

واستقبلت الإمارات كذلك رئيس النظام السوري بشار الأسد، في مارس الماضي، في أول زيارة يقوم بها الأخير لدولة عربية منذ 11 عاماً، وهي الزيارة التي لاقت استنكاراً وإدانة واسعة حيث عبرت المعارضة السورية عن رفضها "محاولات الإمارات شرعنة الأسد".

دعم للمجتمع

على الصعيد الداخلي شهدت الإمارات العديد من الإصلاحات الداخلية، بما يتماشى مع التطورات السياسية والاقتصادية التي شهدتها.

أبرز هذه التطورات كان في يونيو الماضي، عندما أصدر رئيس دولة الإمارات قراراً بشأن معاملة أبناء المواطنات الإماراتيات معاملة المواطنين في قطاعي التعليم والصحة، بعد سنوات طويلة من المطالبة بذلك.

وعلى الصعيد المعيشي أصدر الرئيس الإماراتي، في يوليو 2022، قراراً بإعادة هيكلة "برنامج الدعم الاجتماعي لمحدودي الدخل" ليصبح برنامجاً متكاملاً بمبلغ 28 مليار درهم (7.62 مليارات دولار)، مخصصاً للسكن والتعليم والعاطلين عن العمل والمواطنين فوق سن 45 عاماً.

كما أقر مجلس الوزراء الإماراتي قانوناً لرفع نسبة التوطين تصاعدياً بمعدل إجمالي لا يقل عن 10% حتى عام 2026، وذلك بهدف خلق فرص وظيفية سنوياً للمواطنين في القطاع الخاص ومختلف القطاعات الاقتصادية.

نمو اقتصادي

وخلال العام 2022، واصلت الإمارات تحقيق نمو اقتصادي، حيث أعلن المركز الاتحادي للتنافسية والإحصاء، في 7 ديسمبر، ارتفاع الناتج المحلي الإجمالي في النصف الأول من عام 2022 بنسبة 8.5% إلى 817.2 مليار درهم (222.5 مليار دولار).

وبحسب التقرير فإن الناتج المحلي غير النفطي بالأسعار الثابتة سجل نمواً متقارباً عند 7.8% وبقيمة تلامس 592 مليار درهم (161.2 مليار دولار).

وحسب التقرير، استحوذت أنشطة تجارة الجملة والتجزئة على الحصة الكبرى من الناتج المحلي الإجمالي لدولة الإمارات بنسبة لامست 13%، ثم الصناعات التحويلية 10.8%، والأنشطة المالية والتأمين 8.1%.

وأشار التقرير إلى أن قطاع التشييد والبناء استحوذ على 8%، والأنشطة العقارية على 5.5%، فيما نما قطاع العقارات بنسبة 8.7%، وتجارة الجملة والتجزئة 7.2%.

وسبق أن قال صندوق النقد الدولي، في نوفمبر 2022، إن الاقتصاد الإماراتي يشهد نمواً قوياً على المدى القريب يتجاوز 6% في العام الحالي.

وأوضح الصندوق أن النمو القوي للإمارات يأتي بفضل تعافي النشاط المحلي، في حين يدعم ارتفاع أسعار النفط تحقيق فوائض كبيرة في رصيد المالية العامة والرصيد الخارجي.

وفي 11 ديسمبر أعلن وزير الدولة الإماراتي للتجارة الخارجية، ثاني الزيودي، أن بلاده صدَّقت مع "إسرائيل" على اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة بين أبوظبي و"تل أبيب".

وأشار الزيودي إلى أن "الاتفاقية ستُلغي أو تخفض الرسوم على 96% من المنتجات؛ ما يوفر دفعة قوية لقطاعاتنا الصناعية والخدمية".

غزو الفضاء

وواصلت الإمارات، خلال 2022، مشروعها الطموح بغزو الفضاء الذي كان قد بدأ قبل سنوات، ففي 11 ديسمبر انطلق المسبار الإماراتي "راشد"، في رحلة من المقرر أن تصل إلى سطح القمر في غضون خمسة أشهر، أي في أبريل المقبل.

وتسعى دولة الإمارات، التي تمتلك بالفعل قمراً اصطناعياً يدور حول المريخ، لاستكشاف القمر أيضاً لتكون أول دولة عربية تحقق هذا الإنجاز العلمي.

ويزن "راشد" 10 كيلوغرامات، وانطلق برفقة إنسان آلي ياباني شبيه بالأطفال، من قاعدة "كيب كانافيرال" الواقعة في ولاية فلوريدا الأمريكية، على متن الصاروخ "فالكون 9"، التابع لشركة "سبيس إكس" الأمريكية.

وسيعمل المسبار على استكشاف القمر والبحث في طبقاته الطوبوغرافية لمدة 10 أيام، وتتخذ المركبة مساراً بطيئاً ومنخفض الطاقة في طريقها للقمر، بناءً على تصميمها المعد للعمل بأقل قدر من الوقود، بهدف توفير المال وترك مساحة أكبر للحمولة، ومنح فرصة الإتيان بعناصر من سطح القمر.