دول » الكويت

هل رحيل الحكومة يصلح الأوضاع؟

في 2016/04/19

وليد عبدالله الغانم- القبس الكويتية-

«فلترحل الحكومة» افتتاحية القبس يوم الأحد 2016/4/17، والتي انطلقت من الفشل الحكومي في تمرير مشروعها للإصلاح الاقتصادي على خلفية تعاملها مع قضايا شرائح الكهرباء ورفع سعر البنزين وعبث العلاج بالخارج، كأمثلة صارخة على الهدر في المصروفات الأساسية للدولة.
أحيي افتتاحية القبس، كونها واجهت المتسبب الأول في تدهور أوضاع الدولة العامة، وهي السلطة التنفيذية المسؤولة عن كل صغيرة وكبيرة في البلد، من بداية حمل أم المواطن بالمواطن في بطنها، وحتى دفن مواطن دولة الكويت في بطنها أيضاً، فحكومتنا مسؤولة عن المواطن من البطن الأول إلى البطن الأخير، ولكن السؤال هنا: هل ستنصلح الأوضاع العامة إذا رحلت هذه الحكومة؟
عشرات السنين ذهبت من عمر الوطن، وعشرات الحكومات رحلت عنا، وها نحن كما كنا، بل وتغيرت أمانينا من النظر إلى المستقبل والطموح للأفضل إلى الرغبة ببقاء الأوضاع على ما هي عليه، والخوف من استمرار انتكاستها وتدهورها أكثر وأكثر، وبينما كانت الدول المشابهة لأوضاعنا تتحدث عن التنمية الحقيقية والاهتمام بالعلم وصناعة اقتصادات عميقة ومتينة ومتماسكة بعيداً عن النفط، صارت حوارات الكويتيين، خصوصاً الشباب منهم، عن خطر خطط الخصخصة الغامضة، وشراء العقار في الخارج والهجرة وعمر الدولة وقدرتها على الاستقرار في الأمد القريب – لا البعيد – وهي أفكار غريبة جداً لم يكن الكويتي يتصورها، فضلاً عن التفكير بها قبل عقود قليلة، فهل ستتغير هذه الأفكار بمجرد تغيير الحكومة؟
أصدقوهم القول وقولوا إن تغيير الحكومة تلو الحكومة لن يصلح الأحوال ما لم تغير مناهجها في الإدارة العامة، وتفعيل القوانين وتطبيقها على الكبير قبل الصغير، وتحقيق العدالة الاجتماعية وتفعيل الثواب والعقاب، ومحاسبة حقيقية للفاسدين والمخربين، وتكليف قيادات متخصصة وكفؤة والابتعاد عن المحاصصة، ونشر ثقافة صادقة لحب الوطن، قوامها العطاء والأمانة ورعاية المال العام، والإخلاص والمساواة، وبغير ذلك فتغيير الحكومات لن يفيدنا بشيء سوى تغيير الأسماء والأشكال، وهذه أزمة الوطن الغالي والمواطن الفقير.. والله الموفق.