خالد عبدالله الزيارة- الشرق القطرية-
تردني بين الفينة والأخرى نصائح من أصحاب التخصص لمواجهة ما تمر به دولنا الخليجية وبالأخص الفرد الخليجي لتجاوز الأزمة الاقتصادية التي تأثرنا بها بسبب هبوط سعر النفط عالميا ، ويبين أصحاب هذه النصائح أنهم لا يقصدون التخويف أو إثارة الهلع لكن لابد أن نكون جاهزين للأسوأ - لا سمح الله - ، والكل يعلم ويحس ما آلت اليه الأوضاع الاقتصادية لدينا بعد إنهيار أسعار النفط لأقل من 30 دولاراً ، مما دعا دولنا الى إجراءات تقشف فوق ما سبق من رفع الدعم عن الوقود.
بالموازاة مع انخفاض أسعار النفط قامت العديد من دول الخليج بخطوات احترازية بخفض حجم الإنفاق لمواجهة تداعيات هذا الانخفاض إلا أن الاجراء الاهم هو البحث عن رؤية موحدة لإدارة الثروات النفطية بما يضمن استدامتها في المستقبل بالتزامن مع العمل على تنويع مصادر الدخل وتنويع قاعدة الاقتصاد.
في قطر مثلنا مثل باقي دول الخليج عمدت حكومتنا في الآونة الأخيرة إلى خفض حجم الإنفاق وتوجيه استثماراتها نحو المشاريع الأساسية وتعزيز مساعي إصلاح منظومة دعم أسعار الوقود ، وفي دول خليجية أخرى تم تفعيل آلية الضرائب لدى البعض وزيادة سقوفها عند البعض الآخر، ولعل ما تمر به دولنا لم يكن مفاجأة وقد مرت المنطقة بأزمات نفطية، لعل أقواها عندما نزلت أسعار النفط منتصف الثمانينيات إلى أقل من 12 دولارا للبرميل.
خبراء الاقتصاد واعون لهذا الأمر فقدم البعض من أصحاب النظرة الثاقبة رؤية اقتصادية للمواطن الخليجي على وجه الخصوص لمواجهة هذا الأمر الطاريء ، ننقل لكم القراء الاعزاء جزءا منها ، فلهم جزاء الاجر والدعاء المستجاب ، ومن بعض النصائح التي نتمنى الإمعان بها وتطبيقها:
إن من يملك السيولة فلا بد أن يحتفظ على الأقل منها بنسبة 50% كسيولة والبعد عن إستثمارها أو صرفها ، الإبتعاد عن اﻹستثمار في الأسهم لأنها ستتجه للعودة لأسعار التسعينيات ، الحذر من اﻹقدام على شراء أية عقارات فالأسعار في قمة التضخم و ما تدفعه اليوم لشراء قطعة أرض قد يشتري لك 3 قطع أراضي في نفس المكان بعد سنة من الآن ، تقليل الصرف على الكماليات مما يمكن أن تستمر الحياة بدونه.
ومن النصائح الأخرى التي قد تبدو بسيطة لكنها جديرة بالتمعن وهي : عدم تغيير سيارتك أو جوالك أو منزلك أو أي شيء تملكه ما دامت تعمل ، يجب األا تضعف أمام رغباتك الشخصية وأترك كل ما لا تحتاج يسير معك وقم بصيانة ما يمكن تصليحه ، لا تضعف أمام زوجتك أو أطفالك وطلباتهم ورغباتهم ، لا تهتم بتعليقات الغير من أقارب أو أصدقاء على اقتصادك وتقشفك أو قِدم موديل جوالك أو سيارتك وبيتك وكن قدوة لهم ليحترموا توجهاتك وفق الظروف الآنية ، حاول أن تستقطع من دخلك 5% شهريا كحد أدنى و ادخره للطوارئ.
آخر تلك النصائح التي اقتبستها من خبير ذي مركز اقتصادي مرموق ألا تحرم مالك ونفسك من البركة بالزكاة والصدقة منه، ومن جانبنا ننصحك بان تفتح باب التفاؤل على مصراعيه ، فوضع السوق متوقع في اﻷيام القادمة ان تتجه جميع أسعار السلع والمواد الغذائية الى النزول عالميا وهو فأل طيب باذن الله.
مطلوب منا جميعا أن نوجه أهالينا ونشرح لهم الهدف من التقشف وهو تأمين مستقبلهم والتوفير لحالات الطوارئ. وسلامتكم