يسعى البعض من الموظفين لأخذ إجازاتهم مع بداية شهر رمضان المبارك نظراً لشعورهم بالتعب ورغبتهم في الحصول على قسط من الراحة خلال نهار رمضان وإحساس البعض بعدم الرغبة في العمل، ولعلّ هذا الشعور الذي يلاحظ لدى عدد ليس بقليل من الموظفين خاصة في القطاع الحكومي قد يؤثر بالسلب على إنهاء معاملات المراجعين من جوانب مختلفة، سواء في إنجاز المعاملة أو في أسلوب الموظف مع المراجع خلال فترة صيامه، ما يعكس في النهاية صورة غير لائقة للموظف خاصة ممن يعملون داخل الوزارات والمؤسسات الخدميّة.
ورغم امتلاك البعض هذا الشعور الرامي إلى الراحة والجلوس في المنزل والرغبة بعدم الذهاب للعمل نجد نماذج أخرى مغايرة تتمتع بكافة نشاطها خلال الشهر الكريم كما أن تعاملها مع الجمهور لا يختلف في رمضان عن الأيام العادية حيث الابتسامة لا تفارق وجوههم عند إنهاء معاملات الجمهور؛ ما يُعطي دلالة ومؤشراً خاصة لغير المسلمين أن الصيام يعدّ استمتاعاً للمسلم وراحة له وليس العكس، وهذا أمر في غاية الأهمية، لذلك لا بد أن يحرص كل موظف على نبذ الكثير من العادات السيئة خلال نهار الشهر الكريم داخل وظيفته مثل الكسل والخمول والانشغال في أمور أخرى من شأنها تعطيل آليات العمل، لذلك يجب أن يعلم الموظف جيداً أن دوام الموظف الذي ينحصر في 5 ساعات خلال الشهر المبارك يعدّ فترة ليست بطويلة، وبالتالي لا تحتاج إلى هذا الكسل من قبل البعض شرط أن يحافظ الإنسان على ساعات نومه وينظم أوقات حياته خلال هذه الأيام المباركة.
فمن المعروف أن أفضل أوقات الأداء للموظف تكون في ساعات الصباح الأولى وعندما يبدأ دوامه متأخراً فإن أداءه سيقلّ بالإضافة إلى أن تأخره في الدوام سيؤدّي إلى تحوّله إلى إنسان عصبي، ورمضان شهر العمل والإنجاز لذا يجب علينا الالتزام بدوامنا في مؤسساتنا ووظائفنا وشركاتنا وورش عملنا، فخلال هذا الشهر الفضيل نحقق الذي لا نقدر على تحقيقه في الأيام العادية، حيث إن رمضان كان على الدوام شهر الانتصارات الذي حدثت فيه أبرز المعارك في تاريخنا الإسلامي، ولو كان شهراً للانصراف للعبادة فقط لما حقق السلف الصالح هذه الانتصارات في المعارك الفاصلة في تاريخنا، حيث إن بعض التقديرات تكشف انخفاض معدّلات الأداء والإنتاجية لدى البعض من الموظفين داخل وظيفتهم في شهر رمضان المبارك والتي قد تصل أحياناً إلى أدنى مستوياتها المطلوبة، فهناك ارتفاع في طلب الإجازات السنوية في بعض الجهات، حيث يحرص البعض من الموظفين على أن يستفيد من أرصدة الإجازة التي لديه في هذا الشهر وهناك من يقوم بترحيلها من أجل أن يحصل على الإجازة خلال هذه الأيام.
بالإضافة إلى أن البعض من هم على رأس العمل لا يلتزمون بالإنتاجية والحضور في ساعات الدوام الرسمية على الرغم من تقليصها إلى خمس ساعات يومياً؛ ما يخلق مفهوماً سلبياً لدى الآخرين بأن شهر رمضان مرتبط بالكسل والتقاعس عن العمل والتعلل بتعب الصيام وهذا أمر خطأ وغير حقيقي، لذلك يجب أن نحرص جميعاً على إظهار أدائنا إلى الأفضل في هذا الشهر الفضيل، تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال، وكل رمضان والأمة الإسلامية في أحسن حال.
سلمان السليطي- الراية القطرية-