الخليج أونلاين-
في خلال يومين شهدت دولة قطر تخرج دفعتين عسكريتين؛ واحدة للطيارين والثانية لمرشحي ضباط القوات المسلحة ووزارة الداخلية والأجهزة الأمنية، في حين ختمت عام 2018 باستعراض عسكري لافت للانتباه، جرى في 18 من شهر ديسمبر.
تلك الصورة تشير إلى أن الدوحة تسعى لبناء قوة عسكرية قوية ومدربة، وهو ما نجحت في الوصول إليه، بحسب مختصين غربيين أكدوا أن قطر أصبحت قوة مهمة في الوطن العربي.
وقال أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني في تغريدة على حسابه بموقع تويتر الخميس: "نفخر بتخريج ثلاثة أفواج جديدة من شبابنا الواعد منتسبي كليات قطر العسكرية والأمنية ليكونوا رافداً إضافياً في خدمة وطننا الغالي ومسيرته نحو مزيد من الأمن والرخاء".
نفخر بتخريج ثلاثة أفواج جديدة من شبابنا الواعد منتسبي كليات قطر العسكرية والأمنية ليكونوا رافدا إضافيا في خدمة وطننا الغالي ومسيرته نحو مزيد من الأمن والرخاء. pic.twitter.com/CAVF6KPiYz
— تميم بن حمد (@TamimBinHamad) January 24, 2019
والأربعاء (23 يناير الجاري) شهدت العاصمة القطرية الدوحة حفلاً لافتاً أقيم في قاعدة العديد الجوية؛ لتخريج الدفعة السادسة من مرشحي كلية الزعيم الجوية، بحضور أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني.
#شاهد | لقطات من الحفل الافتتاحي لتخرّج الدفعة السادسة من كلية الزعيم الجوية بحضور أمير #قطر الشيخ تميم بن حمد pic.twitter.com/Aezz81Ld8l
— الخليج أونلاين (@AlkhaleejOnline) January 23, 2019
كلية الزعيم الجوية وضعت خططاً مستقبلية طموحة؛ حيث تخطط للانتقال إلى الموقع الدائم للكلية. وفي مجال التدريب، ستتم مباشرة اعتماد التدريب التمهيدي كمرحلة من مراحل تدريب الطيران بالكلية، وذلك بعد دخول طائرات "سوبر موشاك" في الخدمة.
ولمواصلة خطط التطوير ستفتتح الكلية تخصصات جوية مساندة أخرى، مثل: المراقبة الجوية (ATC)، والدفاع الجوي (AD)، وتدريب تخصص ضابط تسليح (WSO).
الأكثر لفتاً للانتباه، وهو ما يعد دليلاً على تطوّر هذه الكلية، وصول طلبات التحاق من دول عدة إليها لقبول طلاب هذه الدول للدراسة فيها؛ وذلك بعد السمعة الواسعة التي حققتها الكلية في مجال التدريب والمجال الأكاديمي على مستوى الخليج والإقليم، وتدرس الكلية هذه الطلبات، بحسب صحيفة "الشرق".
#شاهد | قائد كلية الزعيم الجوية يقدم هدية تذكارية لأمير #قطر pic.twitter.com/e5xuPWHGU2
— الخليج أونلاين (@AlkhaleejOnline) January 23, 2019
وتتضمن الخطط المستقبلية أيضاً التوسع في زيادة عدد المرشحين بتخصص الطيران.
كلية الزعيم الجوية بدورها تفرض شروطاً ليست سهلة للمتقدمين للدراسة فيها؛ إذ لا تقبل أي طالب إلا بعد تحقق شروط القبول واللياقة الطبية والتدريب العسكري الأساسي، وتكون مدة الدراسة بالكلية (3-4) سنوات.
ففي السنة الأولى (الدبلوم العسكري) يتلقى المرشح التأهيل العسكري الملائم كضابط طيار في المستقبل.
وفي السنة الثانية يدرس طالب الكلية اللغة الإنجليزية، وهي الأساس واللغة المعتمدة للدراسة بالكلية.
وفي السنة الثالثة تتم الدراسات الأرضية، التي تساعد المرشح في فهم واستيعاب بيئة الطيران وتقنيات الطائرة.
أما في السنة الرابعة، التي يكون فيها الطيران العملي، فيدرَّب المرشح على أجهزة "السموليتر" ومشبه الطائرة، ومن ثم الطيران الفعلي مع مدرب مؤهل، وبتقييم غاية في الدقة، وبعدها يباشر المرشح برحلات الطيران منفرداً.
ويُمنح المرشح بعد اجتيازه دورة الطيران بنجاح شهادات الدبلوم العسكري الجوي، والبكالوريوس في العلوم الجوية، وشهادة الطيران.
- كلية أحمد بن محمد العسكرية
الخميس (24 يناير الجاري) تخرجت الدفعة الـ14 من مرشحي ضباط القوات المسلحة ووزارة الداخلية والأجهزة الأمنية القطرية الأخرى بكلية أحمد بن محمد العسكرية.
التخرج حضره، إلى جانب أمير البلاد الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، عدد كبير من الوفود الدولية.
وفي تأكيد لأهمية هذه الكلية، على الرغم من أنها حديثة العهد، فقد تضمنت الدفعة خريجين من الكويت والسودان إلى جانب القطريين.
جانب من كلمة اللواء الركن فهد بن مبارك الخيارين قائد كلية أحمد بن محمد العسكرية
— تلفزيون قطر (@QatarTelevision) January 24, 2019
#تلفزيون_قطر pic.twitter.com/bp0EXVvsI8
كلية أحمد بن محمد العسكرية تدار بشكل كامل من قبل طاقم قطري خالص، بحسب ما ذكر قائد الكلية، اللواء الركن فهد مبارك الخيارين.
اللواء الخيارين أشار إلى أن الكلية تطمح إلى التوسع مستقبلاً في هذا الأمر لتستقطب المزيد من الكفاءات الوطنية، وفقاً لما قاله في حوار نشرته مجلة "الطلائع" القطرية في يوليو الماضي.
وحول خلفية كلية أحمد بن محمد العسكرية، قال الخيارين إنها فكرة خالصة للأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، طُرحت في السبعينيات؛ حيث "كان يتمنى إقامة كلية تخدم الوطن والمنطقة العربية في المجال العسكري".
وأنشئت الكلية رسمياً سنة 1996، واستقبلت أول دفعة بتاريخ 14ديسمبر 1996، ويعتبر هذا التاريخ أول افتتاح رسمي لها.
تضم الكلية عدة تخصصات، ولديها مناهجها التعليمية المعتمدة من وزارة التعليم والتعليم العالي، ولها نفس القيمة الأكاديمية لنظيراتها من الكليات والأكاديميات العالمية، كأكاديمية SANDHURST البريطانية، وكلية SAINT CYR الفرنسية، وأكاديمية WEST POINT الأمريكية، وأكاديمية الدفاع اليابانية، وغيرها من الأكاديميات العريقة، وفق ما يقول اللواء الركن فهد مبارك الخيارين.
وذكر أن "الكلية تضم بين فصولها ومختلف مرافقها العديد من المرشحين ضباطاً من عدد من الدول الشقيقة والصديقة، منها الأردن والسودان والكويت وجزر القمر وتونس وموريتانيا، وغيرها".
الخيارين أعرب عن اعتقاده بأن "كلية أحمد بن محمد العسكرية تعتبر أفضل كلية عسكرية بالشرق الأوسط، وهي تعتمد برنامجاً تعليمياً، وبرنامجَ إدارة موظفين، لا مثيل لهما في الكليات التي زرتها، كما لديها نظام تكنولوجي يحتوي على معلومات المرشحين، يمكن من خلاله للطالب أن يتابع دروسه أونلاين، سواء كان تواجده داخل الدولة أو خارجها".
واستطرد قائلاً: "اختصاراً؛ فإن الكلية تقوم بتخريج قادة مسلحين بالعلم، يتم إعدادهم وتدريبهم وتأهيلهم وتعليمهم وفق أحدث نظم التدريب وأرقى الخطط الأكاديمية في الكليات والأكاديميات العسكرية العالمية".
- عمل عسكري منظم
في 18 ديسمبر الماضي شهدت قطر أكبر عرض عسكري في تاريخها.
شارك في هذا الاستعراض القوات المسلحة البرية والجوية والبحرية، وقوة الدفاع الجوي، والأمن الداخلي (لخويا)، والحرس الأميري، والإدارات الأمنية التابعة لوزارة الداخلية، والكليات العسكرية بالبلاد.
وشهد العرض، الذي وُصف بأنه الأكبر في تاريخ البلاد، أسلحة جديدة نوعيّة؛ منها صواريخ من طراز "باتريوت" الأمريكية، وهي منظومة دفاع جوي صاروخي من نوع "أرض ــ جو" تشارك لأول مرة باستعراض عسكري.
وفي العرض العسكري الكبير شارك عدد ضخم من الآليات والمدرّعات والأسلحة الدفاعية الجديدة الخاصة بكل وحدة عسكرية.
ولفتت الأسلحة الحديثة والمقاتلات والطائرات والمنظومات التكنولوجية، التي شاركت في العرض، أنظار الجمهور العريض الذي اصطفّ على كورنيش الدوحة وأمام الشاشات لمتابعة هذا الحدث.
ويتفق خبراء عسكريون أن العروض العسكرية هي تأكيد لجهوزية وقوة البلاد؛ وهو ما سعت لتبيانه قطر، التي تعرضت في سنين سابقة لمحاولات انقلاب وزعزعة الاستقرار من قبل دول جارة، تفرض عليها حصاراً منذ يونيو 2017.
- قطر قوة عسكرية مهمة بالمنطقة
التخطيط المدروس جعل قطر قوة سياسية وعسكرية مهمة في منطقة الخليج والعالم العربي، بحسب ما قال مختصان فرنسيان لصحيفة "الشرق" القطرية، في يونيو من العام الماضي.
جيولي لوريس، القيادي السابق في حلف شمال الأطلسي (الناتو)، قال إن "تصريحات وزير الدولة لشؤون الدفاع القطري، خالد بن محمد العطية، عن أن بلاده أصبحت من أهم دول المنطقة في نوعية التسليح، هو حديث دقيق".
وأضاف أن "الدوحة اتجهت لاقتناء أحدث الأسلحة والأنظمة الدفاعية في العالم، كما نوعت أسواق استيراد السلاح، وطورت مهارات ضباطها وأفرادها في استخدام هذا السلاح، وأيضاً طورت القدرات التكتيكية للضباط والجنود، ولمسنا ذلك بوضوح خلال مشاركات القوات المسلحة القطرية في حلف شمال الأطلسي (الناتو)".
لوريس قال إنه بسبب أزمة الخليج أظهرت قطر قدراتها "المنفردة بعيداً عن تحالف الخليج" على الصعيد العسكري، وأيضاً أظهرت القوات القطرية مهارات جيدة خلال المشاركة في التحالف الدولي للقضاء على الإرهاب.
وقال: إن هذه المهارات مكتسبة من توسيع نطاق التدريبات المشتركة مع العديد من القوات العسكرية الدولية خلال العام الماضي، فالتدريبات العسكرية الدائمة تؤدي لتنمية المهارات والقدرات القتالية بشكل كبير، وهو ما لم يتوفر للقوات العسكرية في دول الحصار تحديداً، أو لقوات أخرى في المنطقة العربية.
وأضاف أن هذه الأدوات "التدريب والتسليح" صعدت القوات القطرية وجعلتها تتفوق بمراحل كبيرة عن مثيلتها في العالم العربي.
بدوره قال ويلي لاندرو، الكولينيل السابق في قوات حفظ السلام الفرنسية بالعديد من الدول، إن الدوحة تسعى لمد جسور التعاون والانخراط الناجع في التحالفات العسكرية الدولية، سواء حلف الناتو أو التحالف الدولي لمحاربة الإرهاب.
وأشار إلى أن الشراكات المهمة التي أبرمتها قطر على الصعيد العسكري مع الدول الغربية، انعكست بالإيجاب على القدرات والمهارات العسكرية للجيش القطري.
وأكد أن "الدوحة تخطو بسرعة وثقة نحو دور أكثر نجاعة وفاعلية على المستوى العسكري الدولي، بشكل جعلها رائدة في العالم العربي وقوة عسكرية مهمة يسعى الحلفاء الغربيون لتعزيز التعاون المشترك معها".