دول » قطر

ماذا قال وزير خارجية قطر عن قتلة خاشقجي وتنحي بن سلمان؟

في 2019/02/20

متابعات-

قال وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، إن على السعوديين أن يبيّنوا للعالم كيف يتعاملون مع المسؤولين عن جريمة اغتيال الصحفي جمال خاشقجي.

وأضاف آل ثاني، في مقابلة له مع صحيفة "هندسبلات" الألمانية، نشرتها مساء أمس الثلاثاء، بشأن ما إذا كان يتعين على ولي العهد السعودي محمد بن سلمان التنحي عن منصبه، بعد الشبهات التي تحوم حول إعطائه أمر اغتيال الصحفي جمال خاشقجي: "هذا ليس شأننا، لكن على السعوديين أن يبيّنوا للعالم كيف يتعاملون مع المسؤولين عن هذه الجريمة، وعلى المجتمع الدولي أن يتأكّد من تقديم المسؤولين عن هذه الجريمة إلى المحاكمة".

وتصدّرت قضية خاشقجي الرأي العام الدولي منذ مقتله داخل قنصلية بلاده في إسطنبول بأكتوبر الماضي؛ وتسببت في توتر علاقات الكثير من الدول مع المملكة، وسط اتهام أطراف مختلفة بن سلمان بالتورط شخصياً فيها، وهو ما تنفيه الرياض، في حين تؤكده تقارير وكالة الاستخبارات الأمريكية (CIA).

استقطاب مضحك

وفي السياق ذاته، ذكر الوزير القطري أن "الاستقطاب في منطقتنا وصل إلى حدٍّ مضحك أمام العالم بأَسره"، مشيراً إلى أننا "بحاجة إلى الاستقرار وليس إلى حجج جديدة للصراعات"، لكنه استدرك بالقول: "إننا لا نملك السيطرة على بعض الحكّام غير المسؤولين في المنطقة، وهناك إلى جانب قرار فرض حصار على قطر، بعض القرارات غير المسؤولة السيئة لنا جميعاً في هذه المنطقة من العالم".

ووصف وزير الخارجية القطري اتهام البعض (في إشارة إلى السعودية والإمارات والبحرين ومصر) بلاده بتمويل الإرهاب بأنه "مضحك"، مضيفاً: "نُتّهم نحن بتمويل الإرهاب وفي الوقت نفسه قطر هي مركز للتحالف الدولي ضد الإرهاب".

مستقبل الحصار

ورداً على سؤالٍ بشأن موعد فك الحصار المفروض على دولة قطر، قال محمد بن عبد الرحمن: "عليكم توجيه هذا السؤال إلى دول الحصار، نحن من جانبنا طلبنا منهم منذ البداية إثبات اتهاماتهم بقرائن ودلائل ملموسة، ولكن شيئاً من ذلك لم يحدث".

وتابع قائلاً: "العالم كله يعرف الآن أن هذا الحصار لا يرتكز على أساس، ولا طائل منه"، مبيناً أن بلاده "رصدت بالأرقام الخسائر والأضرار الناجمة عن الحصار الجائر، وإنها ستطالب بتعويضات عنها من خلال دعاوى قضائية أمام المحاكم الدولية".

وشدد الوزير القطري على أن "دول الحصار خرقت معاهدات واتفاقيات دولية، وسوف يتوجب عليها دفع ثمن ذلك".

سباق نووي

وبشأن القضية النووية الإيرانية وموقف دول الخليج منها، خاصة بعد إلغاء الرئيس دونالد ترامب الاتفاق النووي معها في مايو الماضي، أكد محمد بن عبد الرحمن أن بلاده "لا تريد سباق تسلح نووي في منطقة الخليج".

كما اعتبر أن الاتفاق النووي بين إيران والدول الكبرى كان نجاحاً كبيراً ولا بد من استمراره، مضيفاً: إن "أي أسئلة تتخطى مسألة الملف النووي لا بد من توجيهها إلى طهران، والتفاوض معها بشأنها".

ولفت وزير الخارجية القطري إلى أن دول مجلس التعاون الخليجي رحبت بالاتفاق النووي وكانت تريد المشاركة في المفاوضات، لافتاً إلى أنه في عام 2017، غيّرت بعض دول مجلس التعاون الخليجي موقفها بعد أن جاء ترامب إلى السلطة وأعلن موقفه الرافض للاتفاق.

ورأى أن هذا الاتفاق مهم وضروري، لكنه استدرك قائلاً: "لكن، علينا أن نأخذ المشاكل الإقليمية بين إيران وبعض الدول العربية بالاعتبار، وعدم الانزلاق في مواجهات جديدة، وإلا فسوف ينشأ سباق تسلح نووي خطير في منطقتنا غير المستقرة أصلاً".

وتابع قائلاً: "لو لم تحصل إيران على شيء مقابل تخلّيها عن برنامجها النووي، فسوف تنسحب من الاتفاق النووي، وهنا سوف يشعر الآخرون بأن لديهم أيضاً الحق في امتلاك أسلحة نووية، وعندئذ ستتم عسكرة المنطقة".

الفشل في سوريا

وعن الوضع في سوريا، ندد وزير الخارجية القطري بالمجتمع الدولي "لأنه لم يتحرك ضد بشار الأسد، الذي تخطى ولمرات عديدة خطوطاً حمراء بقتل شعبه واستخدام الأسلحة الكيماوية ضدهم".

وأضاف: "المجتمع الدولي توقف عن التحدث عن حل سياسي في سوريا، وهذا فشل للمجتمع الدولي الذي لم يتعامل مع هذه الأزمة بشكل مناسب".

واعتبر محمد بن عبد الرحمن أن طريقة تعامل المجتمع الدولي مع تلك الكوارث الإنسانية تعد فشلاً في حد ذاته، مستطرداً بالقول: "ليس من الممكن أن يكون منتهى الطموح والآمال هو تقلص العنف"، معتبراً أن "الأهم كان السؤالَ عن سبب قتل الناس في الشوارع، وهم يطالبون بإجراء إصلاحات وبالديمقراطية وبحياة كريمة؟ واليوم لا أحد يتكلم عن حل سياسي، وهذا هو أخطر شيء بالنسبة لمنطقتنا".

يشار إلى أن دولة قطر شددت في أكثر من مناسبة، على أنها ترفض التطبيع مع الأسد، وهو الموقف الذي أشاد به مسؤولون أمريكيون واعتبروه "صواباً".

كارثة اليمن

وعن حرب اليمن، حذر وزير خارجية قطر من أن "اليمن بصدد كارثة إنسانية لا يمكن لأحد أن يقبلها"، مطالباً بوقف القصف فوراً هناك، وأن يأتي جميع أطراف النزاع اليمني، وليس ممثليهم "إيران والسعودية"، للجلوس حول طاولة التفاوض، قائلاً في هذا الصدد: "لا بد من إجراء حوار وطني، وعلى اليمنيين مطالبة الآخرين بأن يبتعدوا".

ومنذ نحو أربعة أعوام، يشهد اليمن معارك طاحنة بين القوات الحكومية المسنودة بتحالف عربي تقوده السعودية من جهة، ومليشيات "الحوثي" التي تسيطر على عدة محافظات، بينها العاصمة صنعاء، من جهة أخرى.

وقتلت الحرب آلاف المدنيين، كما أدت إلى مجاعة كبيرة وانتشار الأمراض ونزوح أعداد هائلة من السكان، في حين اعتبرت الأمم المتحدة أزمة اليمن "الأسوأ في العالم".

وتورطت السعودية والإمارات في جرائم لا إنسانية وثّقتها منظمات دولية، مطالبةً التحالف بوقف مشاركته في حرب اليمن، وإنهاء معاناة اليمنيين.