دول » قطر

هل تخلت السعودية عن مرشح "بن زايد" لرئاسة الاتحاد الآسيوي؟

في 2019/03/14

متابعات-

تطورات كبيرة شهدها سباق الترشح لانتخابات الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، المقررة إقامتها في العاصمة الماليزية كوالالمبور، بالسادس من أبريل المقبل، خاصة في ظل هيمنة الأزمة الخليجية على المشهد الرياضي بالقارة الصفراء.

ويتنافس على المنصب الأرفع في الكرة الآسيوية ثلاثة أسماء خليجية، هي: رئيس الاتحاد القاري الحالي، البحريني سلمان بن إبراهيم آل خليفة، ونائبه القطري سعود المهندي، إضافة إلى رئيس هيئة الرياضة بالإمارات محمد خلفان الرميثي.

قطر كانت قد دفعت في اللحظات الأخيرة قبل إقفال باب الترشح، برَجلها القوي في السباق الرئاسي باعتبار ذلك خطوة "تكتيكية"؛ خشية ضغوط سياسية قد تفرضها السعودية والإمارات على البحرين من أجل دفع سلمان بن إبراهيم إلى الانسحاب من الانتخابات الرئاسية للاتحاد الآسيوي؛ ومن ثم ترك الساحة لـ"الرميثي" وحيداً في حال نجح مخطط الرياض وأبوظبي.

ويُعد الرميثي شخصية مقربة بشدة من ولي عهد أبوظبي محمد بن زايد، كما أنه يرأس شرطة العاصمة الإماراتية، علاوة على كونه رئيساً سابقاً لاتحاد الكرة الإماراتي.

الرياض تتخلى عن مرشح "بن زايد"

لكن تطورات حدثت في الأيام القليلة الماضية، دفعت مراقبين إلى التكهن بأن السعودية تخلت عن خطتها المتمثلة بدعم مرشح الإمارات في السباق الرئاسي؛ في ظل التقارب بين الرياض وسلمان بن إبراهيم.

ووافق الاتحاد الآسيوي قبل أيام، على بث مباريات الأندية السعودية داخل المملكة على منصاته الرقمية كـ"فيسبوك" و"يوتيوب"، رغم امتلاك شبكة قنوات "بي إن سبورت" القطرية حقوق البث الحصري لبطولات الاتحاد القاري المختلفة فضائياً وعلى الشبكة العنكبوتية.

كما اعتمد المكتب التنفيذي بالاتحاد الآسيوي لكرة القدم ترشيح السعودي أحمد عيد لعضوية مجلس الاتحاد الدولي للعبة خلفاً للماليزي السلطان عبد الله سلطان عبد الله، الذي قدَّم استقالته من منصبه الدولي.

وحظي "عيد" بتزكية ودعم من رئيس الاتحاد القاري سلمان بن إبراهيم، وموافقة الغالبية العظمى من أعضاء المكتب التنفيذي الآسيوي لشغل عضوية مجلس "الفيفا".

أحمد عيد، الذي تزعم سابقاً رئاسة الاتحاد السعودي، أكد في تصريحات صحفية، أنه يشعر بفخر وسعادة كبيرين بعد الثقة الغالية التي نالها من سلمان بن إبراهيم، مشدداً على دعمه والوقوف بقوة لاستمراره رئيساً للاتحاد الآسيوي لولاية ثالثة.

الرميثي يرفع الراية

"كان متوقعاً ألا يذهب بعيداً"، هكذا علق مصدر خليجي مطَّلع على حظوظ الرميثي في المنافسة على منصب رئيس اتحاد الكرة الآسيوي.

وشدد المصدر المطلع في حديثه لـ"الخليج أونلاين"، على أن الرميثي لم يكن سينجح حتى لو أكمل سباق الترشح ودخل فعلياً غمار الانتخابات، مشيراً إلى وجود إرهاصات تفيد بتغيير خريطة التحالفات الانتخابية.

وفي ظل تلك التطورات وانعدام فرصه في الفوز أساساً، يتجه الرميثي إلى الانسحاب من خوض انتخابات رئاسة الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، لكن لم يصدر حتى ساعة إعداد هذا التقرير، بيان رسمي عن المرشح الإماراتي يفيد بذلك بشكل رسمي.

الإعلامي الكويتي مرزوق العجمي، المختص في الكرة الآسيوية، قال على حسابه بموقع التغريدات القصيرة "تويتر"، إن الرميثي انسحب من سباق الترشح، نقلاً عن مصدر مسؤول في الاتحاد القاري.

وكان الرميثي قد أطلق حملته الانتخابية في 7 مارس الجاري، متعهداً بتطوير الكرة الآسيوية، بحسب ما تضمنه برنامجه الانتخابي.

وأشار العجمي إلى أن القطري سعود المهندي في طريقه للانسحاب أيضاً، بعدما كان قد ترشح للانتخابات تكتيكياً؛ خشية تعرُّض رئيس الاتحاد الحالي لضغوط سياسية تُجبره على الانسحاب لمصلحة المرشح الإماراتي.

ومن المتوقع أن يركز المهندي حملته الانتخابية لنيل عضوية مجلس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا).

كما تساءل رئيس تحرير جريدة "استاد الدوحة" الرياضية، القطري ماجد الخليفي، عن سبب تخلي السعودية عن مرشح الإمارات في انتخابات رئاسة الاتحاد الآسيوي. كما أكد مواطنه خالد جاسم، أبرز الوجوه الرياضية في قطر، أن الرميثي انسحب من السباق الرئاسي، لعلمه اليقيني أن آسيا تقف خلف سلمان بن إبراهيم ونائبه سعود المهندي.

وتعني تلك التطورات تزكية سلمان بن إبراهيم رئيساً للاتحاد الآسيوي لولاية جديدة حتى 2023، في ظل الدعم القوي الذي يحظى به من أغلب الاتحادات القارية، وعلى رأسها قطر، إضافة إلى وقوف الشيخ الكويتي أحمد الفهد الصباح خلفه..

وخلال الكونغرس الأخير الذي انعقد في العاصمة الماليزية كوالالمبور، حظي سلمان بن إبراهيم بدعم 40 اتحاداً وطنياً، وذلك قبل الانتخابات الرئاسية المقبلة، في مشهد بدا إجماعاً على الرجل رغم خطط الرياض وأبوظبي الرامية إلى الوصول لكرسي رئاسة "الآسيوي".

يُذكر أن سلمان بن إبراهيم يرأس الاتحاد الآسيوي للعبة منذ مطلع مايو 2013؛ حين فاز بأغلبية كاسحة بانتخابات الرئاسة، قبل أن تتم تزكيته لولاية كاملة في أبريل 2015 بالبحرين.