دول » قطر

استثمارات قطر الخارجية.. ثروة ضخمة تجوب أنحاء العالم

في 2019/11/29

الخليج أونلاين-

حققت دولة قطر نجاحات قياسية في مجال الاستثمارات الخارجية، حتى باتت تمتلك شبكة استثمارات واسعة متنوعة شملت جميع قارات العالم، وهو ما أسهم في تنوع اقتصاد الدوحة وخلق قوة ناعمة لها وحضوراً مهماً في ميادين الاقتصاد والسياسة.

ولم يكن حجم الاستثمارات وانتشارها بأنحاء العالم هو العنصر الوحيد المهم بالنسبة لقطر، إذ إن نوعية ومدى نجاح هذه الاستثمارات كان الخيار الأهم، ومن ثم فقد عملت الدوحة على دراسة فرصها الاستثمارية بعناية فائقة ودققت بصفقاتها حتى باتت تمتلك مجموعة من أنجح الأعمال الاقتصادية على المستوى الدولي.

320 مليار دولار

ويقف وراء هذه الاستثمارات جهاز الاستثمار القطري، أحد المساهمين في تحقيق رؤية قطر 2030، من خلال سعيه الحثيث إلى تنويع مصادر دخل البلاد، وزيادة الاستثمارات طويلة الأجل، وتحقيق التنمية المستدامة.

وبحسب تصنيف معهد صناديق الثروة السيادية الأمريكي، فإن جهاز قطر للاستثمار، الذي يملك أصولاً حول العالم تبلغ قيمتها قرابة الـ 320 مليار دولار، يعد عاشر أكبر صندوق ثروة سيادي في العالم.

ولعل من أهم الاستثمارات القطرية، متجر "هارودز" في لندن، الأكثر شهرة في العالم، فقد امتلكته الدوحة عام 2010، وبلغ حجم إيراداته خلال السنوات التسع الماضية 3.1 مليارات جنيه إسترليني، 50٪ منها أرباح صافية لقطر.

كذلك استحوذت شركة "كتارا" للضيافة القطرية على فندق "Burgenberg" السويسري الفاخر، وأعادت تجديده مقابل 500 مليون يورو.

ويعد الفندق أحد أبرز التحف المعمارية في جنيف، ومن المتوقع أن تجني "كتارا" أرباحاً طائلة من هذا الاستثمار، بحسب موقع "WirtschaftsWoche".

وتملك قطر 10٪ من أسهم شركة "بورشة" الألمانية للسيارات، التي تندرج تحت مظلة مجموعة "فولوكسفاجن".

وقد حققت المجموعة في أول 9 أشهر من العام الجاري أرباحاً قيمتها 14.8 مليار يورو، كما سجلت إيرادات تاريخية وصلت إلى 186.5 مليار يورو.

وإضافة إلى ما سبق، فقد استحوذ جهاز قطر للاستثمار على 3.3% من أسهم شركة "Sirius Minerals" البريطانية.

وقالت وكالة "بلومبيرغ" الاقتصادية الأمريكية إن جهاز قطر للاستثمار أصبح يمتلك 3.3% من أسهم الشركة التي تعتزم استخراج "البولي هايليت" من منجم يزيد عمقه على 1.6 كيلومتر، ومن المتوقع إنتاج البوتاس الأول في 2021.

كما اشترى جهاز قطر للاستثمار حصة بقيمة 200 مليون جنيه إسترليني في شركة (سيفرن ترينت) للمياه البريطانية.

ووفق صحيفة "this is money" البريطانية فإن الصفقة تزيد من احتمال استحواذ جهاز الاستثمار بالكامل على شركة المياه.

وقالت الصحيفة: إن "الصندوق السيادي القطري استحوذ على 4.2% من الشركة البريطانية التي تعد إحدى الشركات العملاقة في مؤشر فوتسي للشركات الناشئة، فيما تبلغ قيمة الشركة نحو 4.6 مليارات جنيه إسترليني".

وبالمجمل فقد بلغت استثمارات قطر في كل من أمريكا وأوروبا وآسيا نحو 165 مليار دولار، حصة أمريكا وأوروبا منها نحو 135 مليار دولار، في حين تبلغ حصة آسيا نحو 30 مليار دولار، من ضمنها 10 مليارات دولار في الصين و13 مليار دولار في روسيا.

ووفقاً لبيانات وكالة "بلومبيرغ" الأمريكية، فإن القطاع المالي يمثل 55.4% من استثمارات قطر الخارجية، ونحو 18.5% لقطاع الاستهلاك، و9% لقطاع الخدمات والمواد، ونحو 5.6% للصناعة، و4.8% للاتصالات، و4.3% للسلع الاستهلاكية، و1.8% لقطاع التكنولوجيا والطاقة، وتمثل القطاعات الأخرى 0.6%.

وتمثل البنوك، بحسب "بلومبيرغ"، نصيب الأسد من استثمارات قطر بنحو 40.8%، فيما يمثل قطاع تصنيع السيارات نحو 15.1%، والخدمات 9%، و7.6% في المؤسسات المالية، ونحو 3.6% للقطاع العقاري والطاقة.

كيف يتخذ القرار الاستثماري القطري؟

ويقول المحلل الاقتصادي مصطفى عبد السلام، في تصريح لـ"الخليج أونلاين": إن "قطر تملك صندوقاً سيادياً دولياً يديره جهاز قطر للاستثمار، وتقدر استثماراته بنحو 340 مليار دولار، وهذا الصندوق تكونت إيراداته من النفط والغاز الطبيعي وفوائضهما المالية، التي زادت خاصة خلال سنوات الطفرة، أي ما قبل عام 2013".

ويضيف عبد السلام: "كان للصندوق دور مهم في كسر الحصار المفروض على قطر من قبل 4 دول عربية وخليجية منذ 5 يوليو 2017؛ من خلال الدخول في استثمارات تلبي احتياجات السوق المحلية، خاصة مشروعات الأغذية".

ويتابع: "كذلك فقد كان للصندوق دور في تحقيق فوائض مالية ضخمة لقطر عبر الاستحواذ على فرص استثمار عالمية متميزة ومتنوعة ومرتفعة العائد ومنخفضة المخاطر".

ويشير إلى أن الصندوق القطري يراعي عدة اعتبارات عند إدارة فوائض أمواله، أبرزها التأني في القرار الاستثماري، وضرورة توافر عنصر الأمان في الشركة التي يضخ أمواله بها، والتأكد من ضعف عنصر المخاطرة في الأدوات التي يستثمر بها.

ويوضح في حديثه لـ"الخليج أونلاين"، أن هذه العوامل دفعت الصندوق للاستثمار في الأسواق الكبرى، خاصة الأمريكية والأوروبية، وتتصدر العقارات مجالات استثمارات الصندوق بالعديد من دول العالم أبرزها في بريطانيا، والتي تقدر حالياً بنحو 40 مليار جنيه إسترليني (52 مليار دولار).

استثمارات متنوعة

ومن أهم استثمارات قطر في بريطانيا، وفق عبد السلام، الاستحواذ على برج "شارد" الذي يعد أطول مبنى في أوروبا، ومتاجر "هارودز" و"كناري وارف" و"سينسبري" وغيرها من الاستثمارات القوية بالمملكة المتحدة.

ويبين عبد السلام أن قطر تسعى لاستكمال استثمارات بالولايات المتحدة بقيمة 45 مليار دولار نفذت منها نحو 60%، من بينها 10 مليارات دولار في قطاع البنية التحتية.

ويقول المختص الاقتصادي لـ"الخليج أونلاين": "الإحصاءات تشير إلى أن استثمارات قطر في أمريكا وقارة أوروبا بلغت نحو 135 مليار دولار ونحو 30 مليار دولار في آسيا بما فيها 10 مليارات دولار في الصين و13 مليار دولار في روسيا، ليصبح إجمالي استثمارات قطر في أوروبا وأمريكا وآسيا نحو 165 مليار دولار".

وبشكل متواصل يبرم جهاز قطر للاستثمار صفقات ناجحة في أسهم شركات قطاعات الفندقة والصحة والتكنولوجيا والشركات الناشئة والطاقة والنفط والسندات والمتاجر وشركات التجزئة، كما يقول عبد السلام.

ويستثمر الصندوق القطري أمواله في شركات وبنوك عالمية كبرى، منها "دويتشه بنك" و"باركليز" و"بنك أوف أميركا" و"كريدي سويس" السويسري و"فولكس فاجن" للسيارات، وهذه الاستثمارات توفر عوائد ضخمة للصندوق القطري، الذي يعد واحداً من أبرز صناديق الثروة السيادية الأكثر نشاطاً في العالم، بحسب عبد السلام.