متابعات-
قالت حركة طالبان الأفغانية إن أحد كبار قيادييها التقى بمسؤولين أمريكيين في العاصمة القطرية الدوحة لمناقشة توقيع اتفاقية السلام، في الوقت الذي طالبت فيه باكستان واشنطن بإبقاء وجود في الأراضي الأفغانية لإعادة الإعمار لا القتال.
وذكرت قناة "الجزيرة"، اليوم الجمعة، عن المتحدث باسم المكتب السياسي لحركة طالبان، سهيل شاهين، قوله: إن "الملا عبد الغني برادر نائب الشؤون السياسية للحركة، التقى في الدوحة بالمبعوث الأمريكي زلماي خليل زاد".
وبيّن شاهين أن الطرفين ناقشا توقيع اتفاقية السلام والقضايا المتعلقة بالتوقيع، وأن المفاوضات ستستمر في الأيام المقبلة.
كما قال مصدر للقناة (لم تذكر اسمه): إن "قائد القوات الأمريكية في أفغانستان الجنرال سكات ميلر انضم إلى خليل زاد في مفاوضات الدوحة".
وفي 14 يناير الجاري، قال مصدر في طالبان إن "ممثلي الحركة والولايات المتحدة ناقشوا في الدوحة موعد توقيع اتفاق بين الطرفين وتبادل الأسرى"، مشيراً إلى أن الحركة وافقت على وقف الهجمات الانتحارية، وأن القوات الأمريكية تعهدت بوقف المداهمات الليلية في أفغانستان، بحسب القناة.
وفي سياق متصل، قال وزير الخارجية الباكستاني، شاه محمود قريشي، يوم الخميس، خلال كلمة ألقاها بمركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن: "لا تكرروا ما حدث الثمانينيات.. حتى لو تم إبرام اتفاق ناجح، فإن التحديات ستبقى ماثلة، لذلك يتعيّن على الولايات المتحدة أن تقوم مع أصدقائها وشركائها في التحالف بانسحاب أكثر مسؤولية".
وأردف قريشي، قبيل محادثات مرتقبة سيجريها مع نظيره الأمريكي مايك بومبيو، أنه "من الخطأ إهمال أفغانستان مجدداً كما حدث عقب انسحاب القوات السوفييتية منها"، مطالباً بأن يواصل الأمريكيون انخراطهم هناك بعد انسحاب قواتهم، ولكن "ليس في القتال وإنما في إعادة البناء".
وأوضح قريشي أنه لمس لدى طالبان استعداداً للحد من العنف، لافتاً إلى "أنهم براغماتيون وليسوا حمقى، وهم أيضاً مرهقون".
وكانت طالبان والولايات المتحدة على وشك إعلان اتفاق حول انسحاب أمريكي في سبتمبر الماضي، لكن الرئيس دونالد ترامب أعلن تعليق المفاوضات بسبب أعمال العنف المنسوبة للحركة.
واستؤنفت المفاوضات لاحقاً بين الجانبين في قطر في ديسمبر، لكنها عُلقت بعد الهجوم قرب قاعدة باغرام العسكرية في أفغانستان.
ويتوقع أن يقوم أي اتفاق مع طالبان على ركيزتين أساسيتين: انسحاب عسكري من أفغانستان وتعهد الحركة بعدم إيواء المسلحين.
وتشهد أفغانستان، منذ الغزو الأمريكي عام 2001، صراعاً بين حركة طالبان من جهة، والقوات الحكومية والدولية بقيادة الولايات المتحدة، من جهة أخرى؛ ما تسبب في سقوط آلاف الضحايا المدنيين.
وتشن "طالبان"، التي تسيطر على نصف البلاد تقريباً، هجمات شبه يومية ضد الحكومة، وترفض إجراء مفاوضات مباشرة معها؛ بحجة أنها "غير شرعية"، وتشترط بغية التوصل لسلام معها خروج القوات الأمريكية من البلاد.