دول » قطر

صفقات ضخمة.. تعرّف على القدرات العسكرية البحرية لقطر

في 2020/02/08

الخليج أونلاين-

تشهد القوات المسلحة القطرية، في السنوات الأخيرة، طفرة متنوعة في مجال التسليح، وتطوراً غير مسبوق في تاريخها الحديث، لإحداث نقلة نوعية وقفزة واسعة مقارنة بعدة جيوش بالمنطقة.

وبالرغم من التحديات التي تشهدها منطقة الخليج، والحصار المفروض على قطر منذ يونيو 2017، فإن ذلك لم يمنع قيادة قطر من تعزيز قواتها بالأسلحة المختلفة، التي تعزز قدراتها في مواجهة أي تهديدات.

ونجح الجيش القطري في عقد صفقات مهمة وفاعلة مع دول مختلفة في إطار تجهيز قواتها البحرية، والتي كان أبرزها مؤخراً صفقة الغواصات والبوارج، لتنضم إلى قائمة طويلة من الصفقات والتحديثات التي تقوم بها الدوحة داخل قواتها المسلحة.

غواصات وحاملة طائرات

وتستعد قطر لتكون أول دولة خليجية تقوم بتشغيل غواصات بحرية وحاملة طائرات، في إطار سعيها لتعزيز قدراتها العسكرية.

وذكرت مجلة "فوربس" الأمريكية، في 4 فبراير 2020، أن قطر "ستصبح أول دولة خليجية تقوم بتشغيل غواصات وحاملة طائرات، بعد أن وقعت صفقة قيمتها 5 مليارات يورو مع شركة الدفاع الإيطالية العملاقة "فينكانتيري" لبناء سفن حربية وغواصات متطورة، وإنشاء قاعدة بحرية خارجية.

وأكدت المجلة أن إيران هي المشغل الوحيد حالياً في الخليج العربي لهذه الغواصات، باستثناء الغواصة البحرية الأمريكية أو الغواصة الأوروبية المنتشرة هناك.

صفقتا 2017 – و2016

في أغسطس 2017، أعلن وزير الخارجية القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، توقيع صفقة لشراء سبع قطع بحرية من إيطاليا بقيمة خمسة مليارات يورو (5.91 مليارات دولار) في إطار اتفاق تعاون عسكري بين البلدين.

وشملت هذه الصفقة حاملة طائرات عمودية كبيرة وأربع سفن حربية وقاربي دورية.

وفي يونيو 2016 قالت شركة "فينكانتييري" لبناء السفن المملوكة للدولة الإيطالية، إنها وقعت اتفاقاً قيمته أربعة مليارات يورو لبناء سفن لقطر.

وفي ذلك الوقت ذكرت الشركة أنها ستمد قطر بأربع سفن حربية وسفينتي دعم، بالإضافة إلى خدمات دعم لقطر لمدة 15 عاماً بعد التسليم.

وأضافت أن كل السفن ستبنى في أحواض سفن إيطالية، وأن عملية البناء ستبدأ عام 2018.

وقال مسؤول بشركة "ليوناردو" الدفاعية آنذاك، إن الشركة ستزود السفن بالأجهزة الإلكترونية وأنظمة الأسلحة مقابل نحو ثلث قيمة الصفقة.

أكبر قاعدة بحرية

ومع الصفقات المستمرة وتحركات الجيش القطري لتعزيز قواته البحرية، افتتحت قطر، في يوليو 2019، أكبر قواعدها البحرية المتخصصة بأمن الحدود وحراسة الموانئ والمنشآت النفطية، في وقت تشهد المنطقة توتراً بين طهران وواشنطن.

233232232323

ودُشّنت قاعدة "الظعاين" في وسط الساحل الشرقي للإمارة في منطقة "سميسمة" على بعد نحو 30 كم شمال الدوحة، قبالة إيران التي تبعد نحو 230 كم عن قطر.

وبحسب وزارة الداخلية القطرية تبلغ مساحة القاعدة نحو 639 ألفاً و800 متر مربع، وهي تضم ميناء بعمق 6 أمتار.

وأوضحت وزارة الداخلية، في حسابها على "تويتر"، أن بين الوظائف الرئيسية للقاعدة "حراسة الموانئ والمنشآت البحرية والصناعية والبترولية"، وكذلك: "تسريع عمليات البحث والإنقاذ للأشخاص".

صفقات "ديمدكس" 2016

على هامش معرض ومؤتمر الدوحة الدولي للدفاع البحري "ديمدكس 2016"، الذي أقيم في مارس من 2016، وقعت قطر عدداً من الاتفاقيات لتعزيز قدراتها البحرية.

ووقّعت قطر مذكرات مع عدد من الشركات العالمية في مجال التصنيع الحربي، كان بينها مذكرة تفاهم لمشروع شراء زورق دعم عمليات الغطس بين القوات البحرية الأميرية القطرية وشركة ناقلات قطر (دامن) بمبلغ (42 مليون يورو).

كما تم توقيع مذكرة تفاهم لمشروع شراء عدد من الزوارق الاعتراضية السريعة بين القوات البحرية الأميرية القطرية وشركة "يونجا أونيك" التركية بمبلغ (41 مليون يورو).

كذلك، تم توقيع مذكرة تفاهم لمشروع شراء عدد من زوارق الاقتحام السريعة شاملة التسليح بين القوات البحرية الأميرية القطرية وشركة "زوديك" الأوروبية، بمبلغ (68 مليون ريال قطري).

صفقات 2018

وفي معرض "ديمدكس 2018"، أبرمت قطر مع شركة "الأناضول" التركية اتفاقية تنصّ على بناء 4 سفن تدريب، إضافة إلى واحدة ثانية تم توقيعها مع جامعة "بيريريز" التركية لتشغيل وإدارة الكلية البحرية التي ستتبع القوات البحرية الأميرية القطرية.

الاتفاقيات لم تتوقف عند هذا الحدّ؛ فقد وقّعت القوات الخاصة المشتركة اتفاقية مع شركة تركية لإنشاء قاعدة عسكرية بحرية شمالي البلاد، بعد مناقصة فازت بها شركة "إم دي إس" التركية.

وبموجب الاتفاقية ستنشئ الشركة التركية قاعدة "بروج" للعمليات الخاصة البحرية في منطقة الشمال، وتشمل مركزاً للتدريب والتجهيز للدوريات والعمليات البحرية التدريبية.

الشركة القطرية الجديدة وشركة الدفاع الألمانية "راينميتال"، وقّعتا اتفاقية مع القوات البحرية الأميرية القطرية لتوفير حماية للبنية التحتية الحيوية للمنشآت المختلفة، والدفاع عن المواقع العسكرية والاقتصادية في البلاد، ومن ضمن ذلك أنظمة الأمن والمراقبة المتكاملة.

وعزّزت الشركة القطرية اتفاقية سابقة مع شركة "كنيتيك" البريطانية لإنشاء شركة "BQ Solutions"، التي اتفقت مع القوات البحرية الأميرية القطرية على تقديم المشورة حول أفضل الاستراتيجيات والممارسات في المحيطات والأنشطة التحويلية.

سفن بحرية

في ديسمبر 2017، تسلّم خفر السواحل القطري، سفينة هي الـ 11 من بين 17 سفينة تركية الصنع، اشترتها الدوحة عام 2014، في إطار التعاون الاستراتيجي القائم بين البلدين.

وسلّمت شركة "آريس" التركية لصناعة السفن، الجانب القطري السفينة من طراز "Ares 150 Herkül OPV"، وذلك بحضور مدير عام الأمن العام القطري، اللواء سعد بن جاسم الخليفي.

وتأتي هذه الخطوة في إطار التعاون الاستراتيجي بين الدوحة وأنقرة، اللتين تتوافقان في عدد من الملفّات الهامة، وتقيمان علاقات عسكرية واقتصادية متميزة.

كما تزامن تسليم السفينة مع تحالف قطري تركي بعد أشهر من حصار قطر، من قبل السعودية والإمارات والبحرين، بالإضافة إلى مصر.

هل الحصار سبب تعزيز الجيش بالقدرات العسكرية؟

يقول مسؤولو دفاع قطريون إن عملية التحديث مخطط لها منذ عدة سنوات، وتسبق المقاطعة السياسية والاقتصادية التي تقودها السعودية منذ يونيو 2017.

لكنهم قالوا أيضاً إن الأزمة سلطت الضوء على ضرورة تعزيز القدرات الداخلية، مع التشبث، في الوقت ذاته، بالأمل في انتهاء النزاع الذي تسبب بتصدع مجلس التعاون الخليجي، الذي تأسس عام 1981 لتنسيق الشؤون السياسية والاقتصادية والدفاعية لدول المجلس، وفقاً لوكالة "رويترز".

ونقلت، في نوفمبر 2018، عن وزير الدولة لشؤون الدفاع، خالد العطية، قوله: "لا تريد أن تلقي العبء كله على عاتق أصدقائك وحلفائك… عند مرحلة ما ينبغي أن تقف وتدافع عن نفسك".

فيما قالت البحرية القطرية آنذاك إنه من المتوقع زيادة عدد أفراد البحرية من نحو ثلاثة آلاف إلى سبعة آلاف بحلول 2025.