دول » قطر

حملات شعبية في 4 دول خليجية دعماً لغزة.. هل تتوسع لتشمل البقية؟

في 2021/05/23

الخليج أونلاين-

بعد ساعات قليلة من انتهاء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، انطلقت في الكويت، وعُمان وقطر والكويت، حملات شعبية لجمع التبرعات لإعمار القطاع المحاصر، ومساعدته على النهوض وبناء ما هدمه الاحتلال خلال العدوان، وسط تساؤلات حول إمكانية توسعها لتشمل بقية دول مجلس التعاون الخليجي.

وعقب 11 يوماً من العمليات العسكرية، بدأ سريان وقف إطلاق النار في قطاع غزة، بين "إسرائيل" وفصائل المقاومة الفلسطينية، إذ أعلن الجانبان قبولهما مقترحاً مصرياً لوقف إطلاق النار، فجر الجمعة (21 مايو).

وخلف العدوان الإسرائيلي مئات الشهداء وآلاف الجرحى، فضلاً عن تدمير كبير في البنية التحتية من أبراج ومنازل ومبانٍ سكنية، إضافة إلى منشآت اقتصادية تشكل عصب الاقتصاد في غزة.

حملة كويتية

وتهدف الكويت من خلال حملتها الشعبية إلى جمع 100 مليون دولار لصالح قطاع غزة، للمساهمة بشكل أولي في بناء الأبراج التي دمرتها طائرات الاحتلال الإسرائيلي.

ولاقت الحملة الشعبية دعماً رسمياً من الحكومة الكويتية، حيث أطلقت بحضور الوكيلة المساعدة للتنمية الاجتماعية في وزارة الشؤون الاجتماعية الكويتية، هناء الهاجري، ومساعد وزير الخارجية الكويتي لشؤون التنمية والتعاون الدولي ناصر الصبيح، والسفير الفلسطيني في الكويت رامي طهبوب.

ونقلت وكالة الأنباء الكويتية عن الهاجري قولها: إن "الحملة تأتي في إطار التزام دولة الكويت بمناصرة ودعم الأشقاء في فلسطين، والوقوف بجانبهم"، مشيرة إلى أنها "جاءت بتوجيهات من مجلس الوزراء الكويتي".

ولفتت إلى أن "الجمعيات الخيرية تنظم العديد من حملات التبرعات طوال العام من أجل فلسطين كمشاريع دائمة".

وشاركت في الكويت 31 جمعية خيرية كويتية في حملة "فزعة للأقصى"، بهدف جمع التبرعات قطاع لغزة، وجمعت الحملة في يومها الأول أكثر من 7.7 ملايين دولار.

وإلى جانب الحملة السابقة، أطلق الهلال الأحمر الكويتي وعدد من الجمعيات الخيرية -هي "الرحمة وإحياء التراث الإسلامي والنجاة"- حملة تبرعات لنصرة الفلسطينيين تحت شعار "معك يا فلسطين"، وقد شهدت تفاعلاً شعبياً واسعاً، حيث بلغ إجمالي التبرعات خلال ثلاثة أيام أكثر من 3 ملايين ونصف المليون دولار.

وبلغ عدد الوحدات السكنية التي تعرضت للهدم الكلي بشكل كامل خلال العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة 1800 وحدة، والمتضررة جزئياً 16800 وحدة، وفق آخر بيانات نشرتها وزارة الأشغال العامة والإسكان بغزة.

وتسبب العدوان بنزوح أكثر من 120 ألف مواطن من منازلهم بسبب القصف، منهم 50 ألفاً في مراكز الإيواء، وأكثر من 70 ألفاً خارج المراكز لدى الأقارب، في ظل ظروف اقتصادية وإنسانية غاية في التعقيد، فضلاً عن تفشي فيروس كورونا المستجد.

حملة مفتوحة

رئيس رابطة شباب لأجل القدس العالمية، طارق الشايع، يؤكد أن حملة التبرعات التي تم إطلاقها في الكويت مفتوحة لجميع دول الخليج والعالم العربي.

وأوضح "الشايع" في حديثه لـ"الخليج أونلاين" أن الحملة تهدف إلى تأكيد مكانة القضية الفلسطينية ومحوريتها لدى دولة الكويت وشعبها، والمساهمة في رفع المعاناة عن الشعب الفلسطيني المتضرر من الاعتداءات الإسرائيلية، وتوفير الدعم الإيجابي والإعلامي للفلسطينيين.

وأشار إلى أن البحرين أطلقت حملة شعبية لدعم الشعب الفلسطيني، إضافة إلى أن دولة قطر تدعم القطاع بشكل رسمي من خلال الدولة.

ووصلت قيمة التبرعات التي جمعتها الحملة الشعبية الكويتية، حسب الشايع، حتى كتابة هذه السطور، إلى 2,107,467 مليون دينار كويتي (7 ملايين دولار).

وتشرف على حملة "فزعة الأقصى"، وفق الشايع، وزارتا الشؤون الاجتماعية والخارجية في الكويت، حيث سيتم صرف الأموال على الفئات المتضررة في المناطق الفلسطينية من خلال الجهات المعتمدة لدى وزارة الخارجية، وجميع عمليات التحويلات المالية والصرف يتم التدقيق عليها من قبل الوزارتين.

ويوضح أن مجال الدعم سيكون في عدة مجالات؛ منها الجانب الصحي والطبي، والمتمثل في توفير المستلزمات الطبية، وتجهيز المستشفيات، وغرف الطوارئ، والعمليات، وتوفير الأدوية الضرورية.

كما تشمل الحملة، حسب الشايع، الجانب الإيوائي، وهو ما يرتبط بتأمين المسكن، والإيواء للمتضررين من الاعتداءات الإسرائيلية، ويشمل توفير طرود المبيت، وتجهيز المباني اللازمة للإيواء، والجانب الغذائي، وتوفير كل ما يتعلق من الطرود والسلال الغذائية للأسر والأفراد في مختلف المناطق الفلسطينية.

ويشارك في الحملة، كما يؤكد الشايع، 31 جمعية خيرية رسمية معتمدة ومسجلة في وزارة الشؤون الاجتماعية في الكويت، إضافة إلى أن الحملة مرخصة.

مساهمة قطرية

وإلى جانب الحملة الكويتية، خصصت جمعية "قطر الخيرية" 5 ملايين دولار لتوفير الاحتياجات الإنسانية العاجلة للفلسطينيين الذين يتعرضون لعدوان إسرائيلي في قطاع غزة والضفة الغربية المحتلة، فيما أعلن "الهلال الأحمر القطري" تخصيص مليون دولار للغرض نفسه.

وفي بيان لها قالت قطر الخيرية، 15 مايو 2021، إن المبلغ المخصص لدعم الغزيين يأتي ضمن حملة "أغث فلسطين".

ودعت الجمعية الجمهور إلى التبرع في الحملة الإغاثية، والمساهمة في تخفيف معاناة الفلسطينيين؛ عبر توفير الخدمات الصحية العاجلة للمتضررين، وتوزيع حقائب النظافة الشخصية والوقاية من وباء كورونا.

وفي اليوم ذاته أعلن الهلال الأحمر القطري تخصيص 3 ملايين و650 ألف ريال قطري (مليون دولار أمريكي) من صندوق الكوارث استجابة للأحداث الأخيرة في فلسطين.

كما أطلق الهلال الأحمر القطري حملة ثانية تحمل شعار "كلنا فلسطين"، وتهدف إلى جمع ما قيمته 60 مليون ريال قطري (16.48 مليون دولار أمريكي) لصالح نحو 593 ألف فلسطيني خلال 6 أشهر.

وعلى مستوى الدعم الرسمي أعلن رئيس اللجنة القطرية لإعادة إعمار غزة، السفير محمد العمادي، أن اللجنة قامت بتوزيع مساعدات إغاثية عاجلة لأهالي الشهداء والمتضررين بفعل الظروف الحالية في قطاع غزة.

وقدمت المساعدات النقدية، حسب "العمادي"، 17 مايو، لذوي الشهداء في جميع محافظات قطاع غزة، ولأصحاب المنازل المهدمة بالكامل، وكذلك المنازل غير الصالحة للسكن.

وتمت عملية التوزيع من خلال نقاط توزيع في محافظات القطاع الخمس، بإشراف كامل من طواقم اللجنة القطرية وبالتنسيق مع الجهات الحكومية المختصة.

وفي البحرين أطلقت حملة شعبية من أجل جمع تبرعات لقطاع غزة، وحملت اسم "البحرين معكم"، وهدفها تقديم مساعدات طبية، وإغاثية لسكان قطاع غزة.

وانطلقت الحملة البحرينية بمشاركة مجموعة من الجهات والجمعيات الأهلية في البحرين.

حملة في عُمان

وكانت الشركة الوطنية العمانية للهندسة والاستثمار (أُونك) قد أطلقت بالتعاون مع الهيئة العُمانية للأعمال الخيرية حملة إغاثة لنصرة الأقصى، تستمر حتى نهاية مايو الجاري، وتهدف إلى جمع التبرعات المالية عبر تطبيق الشركة "Bill&Pay".

وانطلقت الحملة في 14 مايو 2021، وجمعت 100 ألف ريال عُماني (260 ألف دولار أمريكي) خلال 72 ساعة، فيما يقترب المبلغ حالياً من 200 ألف ريال (520 ألف دولار).

وتؤكد الهيئة العُمانية للأعمال الخيرية أن المبالغ المالية التي تجمع ستذهب مباشرة لإعمار قطاع غزة المتضرر من جراء قصف وعدوان جيش الاحتلال الإسرائيلي.

وأوضحت أن المساعدات العُمانية لأي دولة خارج السلطنة "لا تُعطى للحكومات، ويتم توزيع المساعدات عبر المكاتب الرسميه التابعة للهيئة في ‎فلسطين أو عن طريق سفارة السلطنة".