صحيفة ستارز أند ستربس/جي بي لورانس - ترجمة الخليج الجديد-
أغلقت الولايات المتحدة قواعد مترامية الأطراف في قطر كانت ذات يوم مكانا لمستودعات مكتظة بالأسلحة، ونقلت الإمدادات المتبقية إلى الأردن، في خطوة يقول محللون إنها تجعل واشنطن في وضع أفضل للتعامل مع تهديدات طهران، وتعكس الأولويات المتغيرة للجيش الأمريكي بالمنطقة.
وقال بيان للجيش الأمريكي، الأسبوع الماضي، إن قادة الجيش أغلقوا معسكر "السيلية" الرئيسي في قطر، الشهر الماضي، إلى جانب معسكر السيلية الجنوبي، ونقطة إمداد بالذخيرة تسمى "فالكون".
وكان معسكر السيلية معروفا بين العديد من أفراد الجيش الأمريكي ببرنامجه لـ"الراحة والاستجمام"، الذي استفاد منه حوالي 200 ألف جندي منتشرين بالمنطقة.
فقد استمر البرنامج بين عامي 2002 و2011، وقدم للجنود الأمريكيين الموجودين فى مناطق الحروب كافة سبل الترفيه، بما يشمل رحلات للجولف وللشواطئ.
وأشار بيان الجيش إلى أن المعسكر كان أيضا بمثابة منطقة انطلاق أمامية للإمدادات الأمريكية في الشرق الأوسط؛ حيث احتوى على 27 مستودعا لتخزين الدبابات وناقلات الجند المدرعة، ومجموعة متنوعة من المعدات.
وقال بيان للقيادة المركزية الأمريكية إن الإمدادات من القواعد الثلاث، إضافة إلى مهمة دعم متمركزة هناك، أصبحت الآن جزءا من مجموعة دعم المنطقة في الأردن.
ومعلقا على تلك الخطوة، قال خبير الأمن القومي والسياسة الذي يركز على المنطقة في "مركز السياسة العالمية" بواشطن "كمران بخاري" إن إغلاق القواعد في قطر ونقل المهمة إلى الأردن يمكن أن يفيد الولايات المتحدة في النزاعات المحتملة مع إيران.
وتتفاوض إدارة "جو بايدن" حاليا على صفقة مع إيران لضمان عدم تمكن الأخيرة من تطوير أسلحة نووية. وكانت الإدارة السابقة، بقيادة "دونالد ترامب" انسحبت من الاتفاق النووي متعدد الأطراف الذي تم توقيعه عام 2015 مع إيران، ووصفت القيود المفروضة على طهران في إطار الاتفاق بأنها غير كافية.
ويقلل نقل القوات الأمريكية إلى الأردن من خطر تعرضها لهجمات صاروخية من قبل المليشيات المدعومة من إيران.
وقال "بخاري" إن التهديد بضربات صاروخية ضد القوات الأمريكية مثل هجوم العام الماضي على قاعدة "الأسد" الجوية بالعراق، والذي خلف أكثر من 100 جريح، هو أداة مهمة في استراتيجية طهران التفاوضية.
وأوضح: "تريد الولايات المتحدة حرمان الإيرانيين من نقطة القوة تلك في المفاوضات".
وأضاف: "إذا كان الإيرانيون يشيرون إلى أن قواعدك في مدى صواريخهم، فإن ذلك يقلل من قدرتك على التفاوض".
ويأتي إغلاق القواعد الثلاث في قطر أيضا، بينما تقوم الولايات المتحدة بتحويل الموارد في جميع أنحاء منطقة مسؤولية القيادة المركزية الأمريكية.
ويشمل ذلك الانسحاب الأمريكي من أفغانستان بعد 20 عاما من التواجد هناك، وكذلك سحب 8 بطاريات باتريوت المضادة للصواريخ من العراق والكويت والأردن والسعودية.
ومع مغادرة القوات لأفغانستان، كان الهدف المعلن للولايات المتحدة هو تحويل تركيزها العسكري من مكافحة التمرد والصراعات في الشرق الأوسط إلى مواجهة منافسين أقوياء قريبين، مثل الصين.
وقال "أندرو واتكينز"، كبير محللي شؤون أفغانستان في "مجموعة الأزمات الدولية"، وهي مؤسسة فكرية غير ربحية مقرها بروكسل: "الأمر يتعلق باستراتيجية التحول إلى آسيا بشكل حقيقي هذه المرة".
والأسبوع الماضي، قال بيان للجيش الأمريكي إن الولايات المتحدة ستواصل استخدام قاعدة "العُديد" الجوية في قطر ، وهي مركز رئيسي للقيادة المركزية بالمنطقة.