الخليج أونلاين-
في خضم الأزمة السياسية والاقتصادية التي يعيشها لبنان، وتعثر تشكيل الحكومة، وحاجة اللبنانيين إلى حل ينهي ما يمرون به، سارعت دولة قطر إلى التدخل بهدف إيجاد حل لما تعيشه البلاد، من خلال إعادة تحريك مبادرتها.
وأبدت قطر استعدادها للمساعدة في حل الأزمات التي يواجهها لبنان، إلى جانب الوساطة من أجل الوصول إلى حل يرضي جميع الأطراف اللبنانية.
وضمن جهودها لإيجاد حل للأزمات في لبنان، وصل وزير الخارجية القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن، إلى العاصمة اللبنانية بيروت (الثلاثاء 6 يونيو الماضي)، والتقى الرئيس اللبناني ميشال عون.
وخلال الزيارة، نقل الشيخ محمد بن عبد الرحمن إلى الرئيس اللبناني تأكيد أمير قطر الشيخ تميم بن حمد "استعداد بلاده للمساعدة على حل الأزمات التي يعاني منها لبنان على الصعد كافة".
وجاءت زيارة وزير الخارجية القطري إلى لبنان في وقت تزيد فيه أزمة تشكيل الحكومة من تدهور الوضع الاقتصادي المتردي في البلاد، خاصة مع تهاوي سعر العملة المحلية أمام الدولار (الدولار وصل إلى 17 ألف ليرة في السوق الموازية و15 ليرة في السوق الرسمية).
إحياء المبادرة القطرية
ويهدف التحرك القطري، وفق ما كشف مصدر دبلوماسي لصحيفة "القبس" الكويتية، إلى إحياء المبادرة القطرية التي تسير بثلاثة مسارات، "أولها جمع الأطراف المختلفة العاجزة حتى عن تشكيل حكومة، ودعوتهم إلى حوار، الذي لا يزال مطروحاً وممكن أن يكون في الدوحة، وهذه الفكرة طرحت من قبل، فيما تعتبر هذه الزيارة للتأكيد عليها والدفع من أجل عقدها قريباً جداً".
ويأتي المسار الثاني، حسب المصدر الدبلوماسي، في تقديم المساعدات، "فإذا تحققت الخطوة الأولى فستكون هناك خطوة ثانية عبارة عن ضخ مالي للاقتصاد اللبناني حتى يستعيد عافيته بعد وصول الوضع الاقتصادي بمؤسساته إلى حالة مزرية وعجز البنوك عن صرف الليرة".
والمسار الثالث، وفق المصدر، هو أن الدوحة ترى في توقيع الاتفاقيات الأخيرة مع صندوق الدعم القطري مساعدة المؤسسات المتضررة بشكل محدد بعد كارثة انفجار مرفأ بيروت.
وسيتم التركيز على المسار الثالث في الأيام القادمة حيث هناك مبادرات لبناء مستشفيات متضررة، والهدف من هذا المسار، بحسب المصدر، هو ذهاب المساعدات إلى مستحقيها دون المرور بالقنوات التقليدية، إذ إن الدوحة تعرف أنه إذا مرت المساعدات بهذه القنوات فستتقلص كثيراً، وربما لن تصل إلى أهدافها.
وللزيارة أيضاً، حسب المصدر، جوانب سياسية واقتصادية وإنسانية، والكرة الآن في ملعب المسؤولين اللبنانيين لإبداء جديتهم في القبول بالحوار دون مماطلة، في سبيل الوصول إلى تشكيل حكومة يتم التوافق الفعلي عليها.
طرح حلول
المختص في الشأن السياسي اللبناني، سليمان نمر، يؤكد أن زيارة وزير الخارجية القطري إلى لبنان جاءت للقاء كل الأطراف المختلفة في لبنان، والاجتماع معها، والخروج بتصور لحل للأزمة اللبنانية.
وفي حديثه لـ"الخليج أونلاين"، يقول نمر: "زيارة وزير الخارجية القطري تستهدف بحث مقترحات لحلول، ولم تصل إلى مرحلة طرح حلول، فهو يريد التعرف على موقف الأطراف اللبنانية من المقترحات التي قد يحملها معه".
ويأمل الشعب اللبناني، وفق حديث نمر، أن يأتي الحل للأزمة اللبنانية من دولة قطر، وأن يكون لدى وزير خارجيتها مقترحات وحلول للأزمة، خاصة في ظل التدهور المتواصل للأوضاع الاقتصادية في البلاد.
وحول إمكانية نجاح وزير خارجية قطر في المساعدة في حل الأزمة اللبنانية، يقول نمر: إن "المواقف اللبنانية شديدة التناقض، لا سيما بين رئيس الجمهورية، ومن يمثله جبران باسيل، ورئيس الحكومة المكلف سعد الحريري، حتى إن رئيس مجلس النواب نبيه بري لم يستطع التناقض رغم طرحه الكثير من مشاريع حل الوسط، ولكنه يجابه بموقف متشدد من باسيل".
وعلى عكس الأطراف السياسية، يوضح نمر، فإن "الشعب اللبناني يقبل بالمبادرة القطرية عند طرحها، ولكن الزعامات السياسية لا تأخذ بالحسبان مصلحة الشعب".
وفي أبريل الماضي، أطلق رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب، نداء لإغاثة لبنان، وذلك خلال زيارة رسمية أجراها للدوحة والتقى خلالها أمير البلاد.
وإلى جانب الحلول السياسية، بدأت دولة قطر إرسال مجموعة من المساعدات إلى لبنان، حيث كانت الدفعة الأولى عبارة عن شحنة من المساعدات الغذائية المقدمة إلى الجيش اللبناني، عبر طائرات القوات الجوية الأميرية التابعة للقوات المسلحة القطرية.
وبحسب ما ذكرت "وكالة الأنباء القطرية" (قنا) أعلنت دولة قطر دعم الجيش اللبناني بـ70 طناً من المواد الغذائية شهرياً لمدة عام.
وإلى جانب المساعدات الأخيرة، قدمت قطر للبنان مساعدات إنسانية وغذائية وطبية، وتعهدت بإعادة إعمار عدد من المدارس والمستشفيات والوحدات السكنية التي تضررت أو تدمرت بفعل كارثة انفجار مرفأ بيروت، في 4 أغسطس الماضي.