متابعات-
كشفت السلطات الإيرانية عن استضافة قطر محادثات غير مباشرة بين الولايات المتحدة وإيران في الدوحة.
وكانت مصادر مختلفة كشفت في وقت سابق في تصريحات صحافية لعب قطر دوراً حيوياً في تقريب وجهات النظر بين إيران والولايات المتحدة حول الملف النووي.
دور قطري في محادثات الملف النووي الإيراني
وكانت قطر محطة رئيسية في جولة خارجية للرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي لمناقشة القضايا الإقليمية وملفها النووي على ضوء التحركات الدولية الراهنة.
وكان الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي تسلم دعوة رسمية من أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، للمشاركة في قمة الدول المصدرة للغاز، وذلك خلال استقبال وزير الخارجية القطري، الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني.
واعتبر رئيسي أن “أولوية السياسة الخارجية لإيران في العهد الجديد هي تطوير وتعميق العلاقات والتعاون مع دول المنطقة والدول المجاورة”، وأكد أن “طهران ترى أن التعاون الإقليمي يصب لصالح السلام والأمن والتنمية لشعوب المنطقة وترحب بهذا التعاون”.
وسبق أن نشرت “القدس العربي” معلومات عن هذه المساعي، تزامناً وزيارة وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن، إلى إيران، حاملاً رسالة من الأمير تميم بن حمد آل ثاني، بعدما أبدت الدوحة استعدادها لتقريب وجهات النظر بين طهران وواشنطن بشأن الملف النووي.
وكشفت وزارة الخارجية القطرية أن الرسالة تتصل بالعلاقات الثنائيّة وسبل دعمها وتطويرها، دون الحديث عن فحوى الرسالة ومضمونها.
وخلال الزيارة اجتمع الوزير القطري مع نظيره الإيراني محمد جواد ظريف، حيث جرى استعراض علاقات التعاون الثنائي، ومستجدات المنطقة، والموضوعات ذات الاهتمام المشترك.
ونقلت مصادر إعلامية إيرانية عن ظريف تأكيد طهران على “ضرورة التعاون بين دول المنطقة لحل القضايا والتوصل إلى ترتيب إقليمي ومستقر”، مؤكداً أنه “يمكن لقطر لعب دور هام في هذا الإطار”.
كما نقلت أيضاً تصريحات وزير الخارجية القطري عن “استعداد الدوحة لتوسيع العلاقات الثنائية على جميع المستويات بما في ذلك المجال الاقتصادي مع إيران”، مثمناً كل المساعدات التي قدمتها طهران خلال فترة الأزمة الخليجية، في إطار توسيع العلاقات الثنائية وضمن مشاورات منتظمة بين الجانبين.
وكان الوزير القطري كشف في وقت سابق “أن بلاده مستعدة لتسهيل المفاوضات بين الولايات المتحدة وإيران إذا طُلب منها ذلك”، مؤكداً أن المهم بالنسبة للدوحة في ما يتعلق بالوساطة هو التوصل إلى اتفاق.
وفي سياق متصل، قال بن عبد الرحمن إن الوقت قد حان كي تبدأ الدول الخليجية محادثات مع إيران، مؤكدا أن دولا في مجلس التعاون تشاركه أيضا الرغبة في الحوار مع إيران.
وأعرب الوزير القطري عن أمله أن تكون هناك قمة بين إيران ودول الخليج، وقال: “هذه رغبة موجودة أيضا لدى دول مجلس التعاون الخليجي، وأيضا إيران عبّرت أكثر من مرة عن رغبتها في الحوار مع الدول الخليجية”.
مساع قطرية لحلحلة الملف النووي
وتقوم قطر بمساع لدعم المفاوضات حتى التوصل لحل للملف النووي الإيراني.
وسبق أن كشف حميد رضا دهقاني سفير إيران في قطر، خلال كلمة له في إحدى الفعاليات التي حضرتها “القدس العربي” أن “العودة للاتفاق النووي دون أي شروط والتي تتبلور في رفع العقوبات الجائرة، هو مطلب دولي من الولايات المتحدة الأمريكية ونحن جادون ومهتمون بإجراء المفاوضات مع دول 4+1 في فيينا، ونطمح من خلالها إلى رفع العقوبات عبر التزام كافة الأطراف بالاتفاق النووي”.
واستطرد قائلاً: “إن الاتفاق النووي هو حصيلة جهود مضنية وطويلة بذلها المفاوضون الإيرانيون ودول 5+1، قد تحول هذا الاتفاق من خلال قرار صادر عن مجلس الأمن الدولي إلى وثيقة دولية، ويعد خروج الولايات المتحدة منه ليس فقط انتهاكاً لما ورد في هذا الاتفاق وإنما انتهاك للموازين والعهود الدولية المتعارف عليها”.
وسبق أن شدد مسؤول إيراني بارز، أن الاتفاق النووي بين بلاده والدول الغربية بات وشيكاً، لكنه أكد بالمقابل رفض طهران توقيعه إذا لم يشطب الحرس الثوري من قائمة العقوبات.
وجاء التصريح على لسان كمال خرازي مستشار المرشد الإيراني خلال جلسة في منتدى الدوحة.
وقال الدكتور كمال خرازي الذي يشغل منصب رئيس المجلس الاستراتيجي للعلاقات الخارجية الإيرانية، إن الاتفاق النووي بات وشيكا لكنه يعتمد على الإرادة السياسية للولايات المتحدة الأمريكية التي انسحبت من الاتفاق عام 2018.
لكن المسؤول اشترط رفع الحرس الثوري من قائمة الإرهاب قبل أي توقيع على الاتفاق.