دول » قطر

كيف يسهم الحوار الاستراتيجي في تعزيز تحالف قطر وأمريكا؟

في 2022/11/25

طه العاني - الخليج أونلاين- 

شهدت العاصمة القطرية الدوحة أعمال النسخة الخامسة من الحوار الاستراتيجي القطري - الأمريكي، لبحث سبل تعزيز التعاون بين البلدين في مختلف المجالات، وتطوير العلاقات الثنائية الاستثنائية التي تعتمد على المصالح المشتركة والاحترام المتبادل.

ويهدف الحوار الاستراتيجي السنوي الذي انطلق أول مرة عام 2018 في واشنطن، إلى بحث آخر المستجدات وتوقيع الاتفاقيات الثنائية وخطابات إعلان النوايا في شتى المجالات التي تهم البلدين.

وفي مارس الماضي أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن، تصنيف قطر حليفاً رئيسياً للولايات المتحدة من خارج حلف شمال الأطلسي "الناتو"، وتمنح واشنطن هذا التصنيف للحلفاء المقربين، الذين لديهم علاقات عمل استراتيجية مع الجيش الأمريكي.

علاقة متينة

ويعد الحوار الخامس بين واشنطن والدوحة من أهم المؤشرات على متانة العلاقات بين البلدين، واستمرار التحالف الاستراتيجي بينهما.

ويؤكد وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، أن الحوار الاستراتيجي كان منصة مهمة في العلاقات القطرية الأمريكية، مشيراً إلى أنه ناقش ملفات مهمة، بينها أزمات ليبيا وإيران وأفغانستان والقضية الفلسطينية.

جاء ذلك في مؤتمر صحفي مشترك عقده الوزيران بالدوحة، في 22 نوفمبر الجاري، بعد انتهاء خامس جلسات الحوار الاستراتيجي بين البلدين، حيث قال الوزير القطري: إن العلاقات بين أمريكا وبلاده "أهم علاقات الدوحة الدولية" خارج المنطقة.

وفيما يتعلق بالملف النووي الإيراني قال بن عبد الرحمن إن الدوحة تفحص حالياً التقارير الواردة بشأن برنامج طهران النووي، مؤكداً أن الدبلوماسية ما تزال هي الوسيلة الأفضل للتعامل.

كما أعرب الوزير القطري عن قلقه إزاء التقارير التي تتحدث عن تزويد الإيرانيين لروسيا بطائرات مسيّرة خلال الحرب في أوكرانيا.

من جانبه، هنأ وزير الخارجية الأمريكي القطريين على استضافة أول مونديال في تاريخ الشرق الأوسط، وقال إن العلاقات بين البلدين حالياً في ذروة قوتها.

وقال بلينكن إن بلاده ممتنة للتعاون القطري في الملف الأفغاني كحليف استراتيجي من خارج الناتو.

وأوضح أن حقوق الإنسان تعتبر ركيزة في سياسة واشنطن الخارجية، مؤكداً أن بلاده ممتنة للإصلاحات التي قامت بها قطر.

الجلسة الافتتاحية

وجرى افتتاح الحوار الاستراتيجي القطري الأمريكي في دورته الخامسة، في 22 نوفمبر 2022، بمشاركة الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، وزير الخارجية القطري، ونظيره الأمريكي أنتوني بلينكن.

وناقشت الجلسة الافتتاحية عدداً من القضايا الإقليمية والدولية، لا سيما تطورات الأوضاع في فلسطين، ومفاوضات العودة لخطة العمل الشاملة المشتركة، وتطورات الأزمة الروسية الأوكرانية، وأمن الغذاء وأمن الطاقة، والتعاون في مجال حقوق الإنسان، وفق ما ذكرته وكالة الأنباء القطرية.

ووقّع وزير الخارجية القطري مع نظيره الأمريكي على خطاب نوايا بين حكومتي بلديهما بشأن إرث كأس العالم (2022-2026).

وأعلن الطرفان بموجب خطاب النوايا اعتزامهما تبادل المعرفة والاستنتاجات المستخلصة المتعلقة بكأس العالم، والبناء على نجاح قطر في جعل البطولة في متناول الأشخاص ذوي الإعاقة، وتطبيق الدروس المستفادة في البطولات المستقبلية، وضمن ذلك بطولة كأس العالم 2026 في الولايات المتحدة.

كما أكد الجانبان اعتزامهما زيادة التبادل التقني وتبادل المعرفة لمكافحة جريمة الاتجار بالبشر، وتبادل المعارف في مجال حماية العمالة، وإنشاء مجموعة عمل مشتركة لوضع خطوات محددة للقيام بها تعزيزاً لخطاب النوايا الحالي.

شراكة قوية

وأكد باري تاوسوند خبير الشرق الأوسط بمجلس شيكاغو للعلاقات الخارجية والسياسة الدولية، أن الحوار الاستراتيجي القطري-الأمريكي يلعب دوراً مهماً في تأكيد الشراكة القوية التي تجمع البلدين.

وقال تاوسوند في حديثه لصحيفة الشرق القطرية، إن هذا الحوار  يمنح فرصة إيجابية لتأكيد الامتنان الأمريكي للأدوار الدبلوماسية التي تقوم بها قطر في أكثر من مشهد وضمن ذلك الوساطة لحل نزاعات معقدة.

وتربط قطر والولايات المتحدة شراكة اقتصادية قوية، وبلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين خلال العام الماضي نحو 18.4 مليار ريال (5.05 مليارات دولار)، فيما بلغ حجم التجارة بين البلدين بنهاية الربع الثالث من العام الجاري، نحو 16.7 مليار ريال (4.6 مليارات دولار).

ومن المتوقع أن يخرج الحوار  بين البلدين بنتائج مثمرة، وأن يغطي مجموعة كبيرة من القضايا الاقتصادية والأمنية والعسكرية، إضافة إلى الاستثمارات والتعليم والثقافة وحقوق الإنسان والصحة العامة.

ويحظى ملف التجارة بين قطر والولايات المتحدة باهتمام خاص على طاولة المباحثات خلال الحوار الاستراتيجي، يضاف إلى ذلك تقوية العلاقات العسكرية والدفاعية بين البلدين، وكيفية جعل المنطقة أكثر استقراراً.

ملفات هامة

من جانبه، قال أستاذ العلوم السياسية الدكتور أسعد كاظم شبيب، إن الحوار الاستراتيجي بين الولايات المتحدة وقطر له أهمية واسعة، لكونه ينعقد بين دولتين لديهما تفاهمات كبيرة منذ سنوات، تمتد لجوانب اقتصادية وثقافية وأمنية واقتصادية.

وأضاف شبيب في حديثه مع "الخليج أونلاين"، أنه فيما يخص إسهامات الحوار الاستراتيجي في نسخته الخامسة، فإنه سيوطد العلاقات بين الولايات المتحدة وقطر، ورغم مأن العلاقات ليست وليدة اليوم، ولم تتأثر بتغير الأنظمة والرؤساء، فإنه في الوقت نفسه هناك تحديات كبيرة تواجه الشرق الأوسط.

وتابع القول: "كما تم التشاور بين الجانبين في الملف الاقتصادي؛ لما له من أهمية تسهم في مسألة أزمة الطاقة العالمية وتراجع إنتاج النفط الخام".

ولفت  أستاذ العلوم السياسية إلى أن الحوار سيتضمن تمكين أطر العلاقات في ما يخص حقوق الإنسان، لاسيما أن قطر  تستضيف بطولة كأس العالم لكرة القدم التي تجتمع فيها جميع الثقافات والأفكار من مختلف الشعوب والعقائد والأعراق والقوميات واللغات.

وذكر شبيب، أن من الملفات التي يعالجها هذا الحوار الاستراتيجي، تمكين العلاقة بين البلدين في مسائل الأمن والاضطرابات التي تعانيها منطقة الشرق الأوسط، إضافة إلى المسائل الاقتصادية والنفط، وكذلك مناقشة مسألة الحروب الدائرة في بعض مناطق الدول العربية، أو الصراع العربي الإسرائيلي والقضية الفلسطينية، وبعض المسائل الخلافية الأخرى.