متابعات-
لم تكن إسرائيل تنتظر، في الذكرى الثانية لتوقيع اتفاقيات أبراهام مع الرباط، أنها ستتعرّض لضربة تكاد تشكّل “رصاصة الرحمة المعنوية” ضد هذه الاتفاقيات، وضد حلم التطبيع مع الشعوب، ذلك أن حدث رفع العلم الفلسطيني من طرف بعض لاعبي المنتخب المغربي كان كافياً.
ومنذ توقيع اتفاقيات أبراهام، وباستثناء شريحة صغيرة وسط المجتمع المغربي تدعم هذه الاتفاقية، والإيحاء بأهمية إسرائيل للأمن القومي المغربي، تعرضت إسرائيل لنكسات من طرف المجتمع المغربي يجعل قبولها في الظروف الحالية عملية صعبة.
حدثت النكسة الأولى عندما اكتشف الرأي العام المغربي كيف تخلت إسرائيل عن تعهدها بالاعتراف بمغربية الصحراء، حيث ماطلت كثيراً. وفسّر محللون مغاربة هذه المماطلة بمحاولة إسرائيل مغازلة الجزائر في هذا الملف والبحث عن صيغة لفتح قنوات تفاوضية.
جاءت النكسة الثانية عندما تورط رئيس مكتب تمثيلية إسرائيل في التحرش الجنسي بنساء مغربيات، وسارعت إسرائيل إلى تغييره، ولم يُعرَف إن تمت محاكمته أم لا عن هذه الأعمال المشينة.
ووسط ضربات تلقتها إسرائيل في المغرب، يبقى حمل بعض لاعبي المنتخب المغربي للعلم الفلسطيني “رصاصة الرحمة المعنوية” ضد اتفاقية أبراهام والتطبيع مع إسرائيل. لقد انطلق لاعبون في رفع العلم من مبدأ تؤمن به الدولة المغربية، وهو أن القضية الفلسطينية قضية وطنية مثلها مثل قضية الصحراء، وأن الحل الوحيد للنزاع هو إقامة الدولة الفلسطينية. وكان جزء كبير من الجمهوري المغربي يرفع العلم الفلسطيني الى جانب المغربي ويردد النشيد الشهير لفريق الرجاء البيضاوي حول دعم فلسطين.
تعترف إسرائيل بأن مونديال قطر شكل ضربة قوية لصورتها، خاصة أن هذا المونديال يتزامن وارتفاع الاعتداءات ضد الفلسطينيين، شيباً وشباباً وأطفالاً، كما وقع مع اغتيال طفلة صغيرة، أمس الأحد.
وتناولت صحف مثل غارديان ونيويورك تايمز والواشنطن بوست كيف حضرت القضية الفلسطينية في مونديال قطر، واحتضنت الجماهير العربية العلم الفلسطيني، كما احتضنت العلم المغربي الذي منح للشعوب العربية ثقة في النفس.
ويستمر المغرب وإسرائيل في توقيع اتفاقيات، وهي في العمق تقنية ومجردة من أي روح سياسية ومجتمعية في ظل معارضة نسبة كبيرة من المغاربة لاتفاقيات أبراهام ما دامت إسرائيل لم تقبل بإقامة الدولة الفلسطينية.