متابعات-
بحث أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني مع هاكان فيدان وزير خارجية تركيا، تطورات الأوضاع في الأراضي الفلسطينية، مؤكداً أهمية بذل الجهود للفتح الممرات الآمنة في غزة.
ووفق ما أورد الديوان الأميري القطري، جاء ذلك خلال استقبال الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، بمكتبه في الديوان الأميري اليوم الأربعاء، هاكان فيدان والوفد المرافق.
كما جرى خلال المقابلة "استعراض العلاقات الثنائية الاستراتيجية بين البلدين الشقيقين، وسبل تطويرها".
وبحث أمير قطر ووزير خارجية تركيا "أبرز المستجدات الإقليمية والدولية، لا سيما تطورات الأوضاع في الأراضي الفلسطينية".
وأكد الشيخ تميم بن حمد آل ثاني "على موقف قطر الثابت من إدانة كافة أشكال استهداف المدنيين، وضرورة بذل الجهود لخفض التصعيد وتجنيب المدنيين تبعات القتال، وفتح الممرات الآمنة في غزة للإغاثة والجهود الإنسانية، وضمان عدم اتساع رقعة العنف إقليمياً".
كما استقبل الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري، هاكان فيدان، واستعرضا "آخر تطورات الأوضاع في الأراضي الفلسطينية المحتلة وإسرائيل، وسبل خفض التصعيد"، بحسب وكالة الأنباء القطرية (قنا).
وأشاد الشيخ محمد بن عبد الرحمن خلال المقابلة، بموقف تركيا الداعم لحقوق الشعب الفلسطيني، مؤكداً "استمرار التنسيق مع الأشقاء في تركيا والشركاء الإقليميين والدوليين من أجل وقف العدوان على غزة، والعمل الجاد لتحقيق السلام العادل والشامل".
وأعرب "عن موقف دولة قطر الثابت من إدانة كافة أشكال استهداف المدنيين، وأن قتل المدنيين الأبرياء وخاصة النساء والأطفال وممارسة سياسة العقاب الجماعي أمر غير مقبول تحت أي ذريعة".
وأكد "على ضرورة تواصل دخول قوافل الإغاثة والمساعدات الإنسانية للأشقاء الفلسطينيين العالقين تحت القصف".
وفي المؤتمر الصحفي الذي عقده الوزيران استنكر الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، التصريحات الإسرائيلية "المستفزة"، وقال: إنها تقوض "جهود الإفراج عن الأسرى"، متحدثاً عن تقدم في هذا المجال.
وقال: "رأينا بعض التقدم بشأن الأسرى خلال الأيام الماضية، بعد إطلاق سراح 4 منهم"، مشيراً في الوقت ذاته إلى أن بلاده سوف تستمر في المباحثات لإطلاق الأسرى.
وأكد أنّ "قطع الماء والكهرباء والغذاء والأدوية عن المدنيين في غزة أمر غير مقبول"، وأن قطر "تدين سياسة العقاب الجماعي التي يفرضها الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة وسكانه".
كما جدد تأكيد موقف قطر الثابت من إدانة استهداف المدنيين، مشدداً على ضرورة محاسبة كل الأطراف المتورطة في انتهاك القانون الدولي.
ولفت إلى أن هناك استهدافاً إسرائيلياً وعقاباً جماعياً وقصفاً للمدارس والمستشفيات في قطاع غزة، داعياً الشركاء إلى حشد الجهود من أجل التوصل إلى حل شامل للقضية الفلسطينية.
وأوضح الوزير القطري أنه بحث مع الجانب التركي "ضرورة خفض التصعيد وصولاً إلى وقف تام لإطلاق النار"، كما أكد الجانبان أهمية "إيصال المساعدات لسكان القطاع ومنع التهجير القسري".
من جانبه، اتهم وزير خارجية تركيا "إسرائيل" باستهداف المدنيين في المساجد والمستشفيات، مشدداً على ضرورة "وضع حد لذلك".
وأضاف الوزير التركي في المؤتمر الصحفي المشترك مع نظيره القطري بالدوحة: "على إسرائيل أن تتراجع عن هذه الأخطاء، والحرب البرية ستحول الوضع إلى مذبحة كاملة".
وأوضح أن "إسرائيل تواصل تجاهل الانتقادات وتفعل ما تشاء منذ سنوات"، مشدداً على ضرورة أن تفهم إسرائيل "أنها لا تستطيع تلبية احتياجاتها بالعنف والقسوة".
وقال فيدان: "من يشجعون جرائم إسرائيل تحت ستار التضامن شركاء في الجريمة بقطاع غزة"، لافتاً إلى أن "الجهود التي بذلتها قطر خلال الأيام الماضية لإطلاق الرهائن تستحق الإعجاب".
وبيّن أنه "كلما ازداد الموت فإن العنف سوف يزداد، ويجب أن يكون هناك حل بديل"، مضيفاً: "نتحرك على مسارين هما: عدم تعميق الأزمة الحالية، وعدم تكرارها مستقبلاً".
وشدد الوزير التركي على أن "الأزمة هذه المرة كبيرة"، لافتاً إلى أن "هناك مخاطر كبيرة جداً"، مؤكداً أن الحل السياسي يجب ألا يتم تأجيله.
أمل كبير
وكان المتحدث باسم الخارجية القطرية، ماجد الأنصاري، قال أمس الثلاثاء، إن لدى المفاوضين القطريين "أملاً كبيراً بتحقيق عمليات إفراج أخرى"، بفضل مفاوضات يجرونها مع "إسرائيل" و"حماس".
وتحدث الأنصاري عن "مزيد من الانفتاح نحو نية سياسية بين الجانبين"، بعد الإفراج عن الإسرائيليتين، لكنه حذر، في تصريح للوكالة الفرنسية، من تصعيد الحرب في قطاع غزة والصعوبات اللوجستية لإخراج المحتجزين.
وأكد الأنصاري أن مكتب "حماس" في الدوحة يتواصل "بفاعلية" مع عناصر الحركة في قطاع غزة، بغية الإفراج عن المحتجزين.
والاثنين، قال الأنصاري إن النقاشات الجارية بشأن ملف الأسرى مع حركة "حماس" قد تفضي إلى الإفراج عن مزيد منهم "قريباً جداً"، وفق ما نقلته صحيفة "فيلت أم تسونتاغ" الألمانية.
وأوضح الأنصاري، في تصريحات للصحيفة الألمانية: "لا أستطيع أن أعدكم بأن ذلك سيحدث اليوم أو غداً أو بعد غد. لكننا نسير على طريق سيؤدي قريباً جداً إلى إطلاق سراح رهائن، خصوصاً المدنيين".
وتقود قطر وساطة لإطلاق مزدوجي الجنسية، حيث من المرجح وجود 40 من هؤلاء لدى حركة "حماس" في قطاع غزة.
والجمعة الماضي، أعلن الناطق العسكري باسم "كتائب القسام"، أبو عبيدة، إطلاق سراح محتجزتين أمريكيتين، أم وابنتها، استجابة لجهود قطرية.
ونجحت الوساطة القطرية إلى الآن في الإفراج عن أربع محتجزات: أمريكيتين (أم وابنتها) يوم الجمعة، وإسرائيليتين يوم الاثنين الماضي.
وكان أبو عبيدة قد أكد، في حديث سابق، وجود مجموعة من المحتجزين من جنسيات مختلفة جرى جلبهم في أثناء عملية "طوفان الأقصى"، من دون أن يتسنى خلالها التحقق من هوياتهم.
وأضاف: "نعتبر هؤلاء ضيوفاً لدينا، ونسعى لحمايتهم، ونتمنى أن يبقوا سالمين في ظل العدوان الهمجي على القطاع".