متابعات-
خلصت مفاوضات القاهرة بين الوسطاء المصريين والقطريين والأميركيين، في شأن الصفقة المقترحة لوقف إطلاق النار، إلى اقتناع الجميع بأن شروط المقاومة «غير قابلة للتفاوض». ويَظهر أن المفاوضات أخفقت، إلى الآن، في الوصول إلى حلول توافقية، في ظلّ استمرار التعنّت الإسرائيلي في ما يتعلّق بترتيب الأولويات، ورفض عودة السكان إلى شمال قطاع غزة، فيما قدّمت المقاومة كلّ الحلول الممكنة من جانبها لإحداث الاختراق المطلوب لوقف إطلاق النار. وبحسب ما علمته «الأخبار»، فإن اجتماعات يوم أمس «لم تشهد تقدّماً يُذكر»، على الرغم من «محاولات الوسيطَين المصري والقطري إقناع تل أبيب بإرسال وفد للتفاوض وخوض نقاشات مباشرة»، وفق ما قال مسؤولون مصريون، أشاروا أيضاً إلى أن «القاهرة والدوحة وجّهتا أصابع الاتهام إلى الاحتلال بالرغبة في عرقلة التوصّل إلى اتفاق»، وذلك في موازاة تواصل «ضغوط الإدارة الأميركية على تل أبيب، لتوقيع اتفاق قبل حلول يوم الأحد المقبل».وفيما لا تزال حكومة الاحتلال على تعنّتها في مسألة «عودة كبار السنّ فقط إلى شمال غزة وليس جميع المواطنين»، فإن هذا الشرط يُقابل برفض المقاومة، فيما تؤكد القاهرة أن عملية إطلاق سراح الأسرى لدى المقاومة لا يمكن أن تتمّ من دون وقف إطلاق النار بشكل فوري وسريع. ويعوّل المسؤولون المصريون على «ضغط أميركي حقيقي على إسرائيل لقبول عودة سكان الشمال»، و«الضغط الداخلي في شأن الأسرى». ولكن التعثّر القائم لم يمنع المعنيين من التأكيد على مواصلة عملية التفاوض وإطالة أمده، أملاً في حدوث اختراق ما وتراجع الجانب الإسرائيلي عن تصلّبه. في هذا الوقت، تكثّف الحديث الإسرائيلي، على المستوى الأمني، عن اجتياح برّي وشيك لمدينة رفح، والترتيبات القائمة لتنفيذه، وهو ما يقول المصريون إنه لا يعدو كونه مناورة للضغط على المقاومة.
التعثّر القائم لم يمنع المعنيّين من التأكيد على مواصلة عملية التفاوض وإطالة أمده
من جهته، ينقل مصدر شارك في عدة لقاءات، إلى «الأخبار»، أن «الأمور التفصيلية الخاصة بالهدنة كانت قاب قوسين من الإعلان عنها»، لكن «تردّد الإسرائيليين ورفضهم تقديم تنازلات أعادا الأمور إلى نقطة الصفر»، مؤكداً أن الوضع الحالي «لم يَعُد من الممكن قبوله في ظلّ استنزاف كل فرص التفاوض خلال الأيام الماضية». ووفق المصدر، فإن «مصر عمدت إلى تنفيذ عدّة محاولات لإنقاذ مسار التفاوض». وتزامناً، جرى «تحديد جدول مكثّف لإرسال مساعدات إلى قطاع غزة خلال الأيام المقبلة عبر معبرَي رفح وكرم أبو سالم، مع استمرار إسقاط المساعدات جوّاً على الشمال، انطلاقاً من مطار العريش في شمال سيناء»، بحسب المصدر نفسه.