متابعات-
مرة أخرى تُثبت قناة «الجزيرة» على براعتها في اللعب على الحبلين في تغطيتها للأخبار من فلسطين. ففي الوقت الذي لا يزال فيه العدو الاسرائيلي يواصل عدوانه على غزة الذي راح ضحيته آلاف الشهداء من النساء والاطفال فيما يموت الآخرون جوعاً بسبب حصاره، خرجت خديجة بن قنة مقدّمة «الجزيرة» في فيديو استعراضي لها وهي تصلّي داخل مسجد الاقصى في القدس. ثم أطلت صباح اليوم في فقرات سياسية مباشرة من القدس المحتلة، وفتحت باب الحوار عن الاوضاع في القدس خلال شهر رمضان. كأنّ الوضع في فلسطين لا يشهد عدواناً قبل أكثر من ستة أشهر، وإبادةً جماعيةً ضد الشعب الفلسطيني. المذيعة التي تعتبر من مؤسسي «الجزيرة» عام 1996 خرقت معايير المقاطعة، مُسهمة في تلميع صورة الاحتلال وطمس جرائمه. تزامن الفيديو مع قرار سلطات الاحتلال الاسرائيلي أخيراً، بتقييد دخول المصلّين إلى المسجد الاقصى في شهر رمضان، ومنعت دخول الشباب ومن هم تحت سنّ الاربعين.
في هذا السياق، ترافق فيديو خديجة مع حملة إفتراضية ضدّها، وإعتبرت التعليقات أن المحاورة تلعب «على الحبلين». من جهة تسخّر صفحاتها للهجوم على المطبّعين، ومن جهة أخرى تختم جواز سفرها بختم المحتلّ. في المقابل، لقي فيديو المقدمة الجزائرية ترحيباً لدى العدو الاسرائيلي، ليتماهى مع الدعاية الصهيونية بأنّ العدو لا يمنع المصلين من دخول المسجد الذي يستحيل على بعض الفلسطيين الوصول الى داخله.
على الضفة نفسها، أجمعت التعليقات على أنّ إطلالة خديجة من داخل القدس، هي بمثابة عملية تغيير واضحة وعلنية في سياسة «الجزيرة». فقد بات معروفاً أن السلطات الاسرائيلية والاميركية فرضت على القطريين أخيراً تعديلات على تغطية القناة القطرية للاخبار من غزة. تمثلت اولى الخطوات في إفراغ غزة من صحافييها الذين ينقلون صورة الجرائم مباشرة على الهواء، وعلى رأسهم وائل الدحدوح مدير «الجزيرة» في غزة الذي ترك القطاع وإنتقل إلى الدوحة أخيراً. تتبع «الجزيرة» حالياً سياسة تغيير بوصلة التغطية الاعلامية ومحاولة إلغاء صور جرائمه في غزة، وبالتالي التعتيم على الحقيقة هناك.
في السياق نفسه، دارت التساؤلات على منصة X حول حصول المقدمة الجزائرية على تأشيرة سلطات الاحتلال لدخول المسجد الاقصى، وكذلك حصول فريق «الجزيرة» والمذيعة على إذن بالتصوير من «وزارة الاعلام» الاسرائيلية للخروج مباشرة على الهواء، إلى جانب المنامة في فنادق العدو وسلطات الاحتلال، ناهيك بسفر ووصول فريق «الجزيرة» من وإلى مطار «بن غوريون» بشكل علني. كذلك، إن إختيار بن قنة للقيام بهذه المهام في القدس المحتلة، تشوبه اسئلة عدة حول سياسة المذيعة الملوّنة، ويؤكد على استمرارية «الجزيرة» في لعب دورها الشيطاني الداعم للعدو الاسرائيلي.