دول » قطر

استراتيجية وطنية للصحة في قطر.. كيف ستنعكس على حياة السكان؟

في 2024/09/16

كمال صالح - الخليج أونلاين- 

إنجاز جديد في مسيرة بناء الإنسان والعناية به في دولة قطر، يتمثل في إطلاق الاستراتيجية الوطنية للصحة 2024 – 2030، تحت شعار "الصحة للجميع".

إذ شهدت الدوحة، الخميس 12 سبتمبر، إطلاق الاستراتيجية الوطنية للصحة، بحضور رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الشيخ محمد عبد الرحمن آل ثاني، في إطار سعي قطر لتسهيل حياة القطريين، وتوفير حياة كريمة ذات جودة عالية لهم.

وتعد الاستراتيجية خطوة متقدمة، وتضيف الكثير للمجال الصحي المشهود له في قطر، كما أنها تسهم في تنفيذ استراتيجية الدولة لتحويل البلاد إلى واحة من الرخاء والرفاهية للسكان.

خطوة رائدة

الاستراتيجية الوطنية للصحة 2024 – 2030، تمثل خطوة رائدة في طريق تعزيز الوضع الصحي في قطر، وتهدف- وفقاً لرئيس الوزراء- للمضي قدماً في مسيرة تطوير القطاع الصحي وتميزه.

ولفت في تدوينة على منصة "إكس" إلى أن هذه الاستراتيجية ستنعكس إيجاباً على توفير حياة كريمة ذات جودة عالية لأفراد المجتمع، في حين أشارت وكالة الأنباء القطرية (قنا) إلى أن الاستراتيجية تهدف إلى تحسين صحة ورفاهية سكان البلاد، من خلال تقديم خدمات متميزة باستدامة وكفاءة عبر نظام صحي متكامل ومرن.

وتتضمن الاستراتيجية الوطنية للصحة ثلاثة مجالات استراتيجية، تتمثل في تحسين صحة ورفاهية السكان، والتميز في تقديم الخدمات وتجربة المرضى، وكفاءة النظام الصحي ومرونته، بحسب "قنا".

وزيرة الصحة العامة، حنان الكواري، قالت إن الاستراتيجية تمثل انطلاقة لمرحلة جديدة في مسيرة تحقيق رؤية قطر الوطنية 2030، واستراتيجية التنمية الوطنية الثالثة 2024 – 2030، من أجل توفير حياة صحية مديدة للجيل الحالي والأجيال القادمة.

وأضافت، في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء القطرية، أن الوزارة تعمل على ضمان الاستدامة وتلبية الاحتياجات الصحية للسكان وفق أفضل المعايير، إضافة إلى تحقيق التميز، وأن تتمتع قطر بأعلى مستوى من جودة الحياة.

وقالت الكواري: "نسعى في هذا المجال إلى تحقيق عدد من الأهداف المتعلقة بالرعاية الصحية، منها زيادة متوسط العمر المتوقع إلى 82.6 سنة، وتخفيض معدل الوفيات بسبب الأمراض غير المعدية بنسبة 36%، وخفض وفيات الرضع إلى 2 لكل 1000 مولود حي".

إنجاز تراكمي

ووفقاً للوزيرة، فإن الاستراتيجية الوطنية للصحة 2024 – 2030 تستند إلى المنجزات المهمة التي نفذت خلال الاستراتيجيتين الوطنيتين الأولى والثانية للصحة، اللتين ساهمتا في إرساء أساس راسخ للتطوير المستمر لتقديم أفضل رعاية صحية لسكان قطر.

وتابعت الكواري: "العمل سيتواصل من خلال الاستراتيجية الجديدة لتوحيد المسارات المتكاملة للمرضى، وتحويل النظام الصحي إلى نظام رقمي بالكامل، إضافة إلى زيادة البحث والتطوير واعتماد حلول مبتكرة في المجالات السريرية وغير السريرية، تحقيقاً لرؤية (الصحة للجميع)".

وتهدف الاستراتيجية إلى "تحسين رضا المرضى عن خدمات الرعاية الصحية وتعزيز الرعاية الصحية الأولية والمجتمعية، وسيتضمن ذلك تعزيز جودة الحياة وتوفير الرعاية المنزلية والرعاية عن بعد، ومواءمة قدرات الرعاية الصحية مع احتياجات السكان".

من جانبها قالت سهى البيات، مديرة إدارة الطوارئ الصحية بوزارة الصحة، في تصريحات لتلفزيون قطر، إن الاستراتيجية الجديدة "تهدف إلى تعزيز الصحة العامة وتوفير رعاية أولية شاملة لجميع أفراد المجتمع".

النتائج المرجوة

ومن المتوقع أن تنجح الاستراتيجية الوطنية للصحة خلال 7 سنوات في تحقيق نتائج مهمة في المجالات ذات الأولوية في القطاع الصحي، ووفق وكالة "قنا" فإن من النتائج المرجوة تحسين صحة ورفاهية السكان، وتعزيز الوعي الصحي، وتمكين المرضى ومقدمي الرعاية والوقاية الاستباقية من الأمراض، وضمان الصحة والرفاهية المتكاملة، من خلال عدة مبادرات كالتغطية الشاملة للتطعيم، والصحة المهنية، والصحة البيئية، وسلامة الأغذية.

كما يُنتظر أن تحقق الاستراتيجية التميز في تقديم الخدمات وتجربة المرضى، وكذا التميز في الرعاية الأولية والمجتمعية والثانوية والتخصصية، كل هذا من خلال عدة مبادرات منها التحسين المستمر لخدمات الفئات السكانية، وجودة الرعاية، وبرنامج السياحة الصحية، وفق "قنا".

وينتظر أيضاً أن تسهم الاستراتيجية في رفع كفاءة النظام الصحي ومرونته، من خلال التميز في البحث والتطوير والابتكار الصحي، والتأهل والاستجابة الفعالة للطوارئ، والقوى العاملة الماهرة والفعالة، وكذا إنجاز نظام صحي رقمي ذي كفاءة، واتخاذ القرارات المبنية على البيانات، وتطوير الحوكمة القوية والفعالة، والتمويل المستدام للرعاية الصحية.

ريادة قطرية

ودولة قطر تمتلك واحداً من أفضل النظم الصحية في المنطقة، وهي تطمح للوصول إلى مراكز متقدمة في هذا القطاع الذي يمثل ذروة العناية بالإنسان، وخلال العام 2022 احتلت المركز الأول في مؤشر الصحة والرفاهية ضمن أهداف التنمية المستدامة على مستوى دول إقليم شرق المتوسط.

ووفقاً لوكالة "قنا" فإنه نتيجة الاهتمام الكبير بالقطاع الصحي، انطلاقاً من رؤية 2030، فإن قطر أصبحت أول دولة تحصل جميع بلدياتها على لقب "المدينة الصحية" من منظمة الصحية العالمية، إضافة إلى حصول المدينة التعليمية بـ"مؤسسة قطر" على لقب "المدينة التعليمية الصحية"، وجامعة قطر على لقب "الجامعة الصحية".

وأضافت الوكالة، في تقرير لها نشرته يوم 15 أبريل الماضي، أن قطر قامت بدمج الصحة في جميع السياسات، وأصبح لديها نظام صحي متميز وفريد من نوعه، يحظى بثقة إقليمية وعالمية، مشيرةً إلى أنه يدور حول أهمية التغطية الصحية الشاملة لجميع أفراد المجتمع، وتحسين صحة المجتمع القطري وتلبية احتياجات المواطنين والمقيمين والزوار كماً وكيفاً.

إنجازات بالأرقام

ووصل عدد المستشفيات ومنشآت الرعاية طويلة الأمد في قطر، بحلول نهاية العام 2023، إلى 19 مستشفى ومنشأة في القطاع العام، في حين زاد عدد المراكز الصحية في القطاع العام إلى 35 مركزاً موزعاً على مناطق الدولة المختلفة، منها 6 مراكز للصحة والمعافاة، وبلغ العدد الإجمالي للقوى العاملة الصحية في القطاع العام 29960 عاملاً صحياً.

وبلغ عدد المرافق الصحية في القطاع الخاص، بحلول نهاية 2023، 10 مستشفيات، و21 مركزاً لجراحة اليوم الواحد، و417 مركزاً صحياً عاماً وتخصصياً ومن بينها مراكز الأسنان، بحسب وكالة "قنا".

وفي قطر 319 مركزاً تشخيصياً يشمل المختبرات الطبية ومراكز الأشعة التشخيصية ومختبرات الأسنان وفحص النظر، و140 عيادة فردية وعيادة شركات، و135 وكالة صحية وتمريضية، و1251 وحدة إسعافات أولية، في حين بلغ العدد الإجمالي للقوى العاملة الصحية في القطاع الخاص 21417 عاملاً صحياً.

وخلال العام 2023، تم تسجيل أكثر من مليونين و800 ألف زيارة للعيادات الخارجية التابعة لمؤسسة حمد الطبية، وأكثر من مليون و300 ألف زيارة لأقسام الطوارئ في المؤسسة، وأكثر من 21 مليون و600 ألف فحص مخبري، وأكثر من 60 ألف عملية جراحية، وأكثر من 22 ألف ولادة.

وسجلت قطر إنجازات كبيرة في مجال التبرع وزراعة الأعضاء، حيث بلغ عدد المتبرعين في سجل التبرع بالأعضاء في الدولة أكثر من 530 ألفاً، وأجري في العام 2023 نحو 82 عملية زرع كلى و11 عملية زرع كبد و3 عمليات زرع الرئة، بنجاح، وفق وكالة الأنباء القطرية.

ثقة دولية

وبحسب وزيرة الصحة القطرية، حنان الكواري، فإن قطر تعد ثاني دولة بعد الولايات المتحدة تحصل على الاعتماد الدولي لخدمات الصحة العامة على المستوى الوطني من البورد الأمريكي، إلى جانب الاعتمادات عالية المستوى للمؤسسات الصحية العامة.

وصنفت 5 من مستشفيات قطر ضمن أفضل 250 مركزاً طبياً أكاديمياً في العالم، في حين حصلت مؤسسة الرعاية الصحية الأولية على الاعتماد الكندي وفق معايير اعتماد المستوى الماسي، وحصل الهلال الأحمر القطري على المستوى البلاتيني من الاعتماد الكندي، لجميع المراكز الصحية الأربعة.

وأطلقت قطر مؤخراً المرحلة الأولى من نظام التأمين الصحي الذي يستهدف الزائرين للدولة، إضافة إلى تحسين خدمات الإسعاف، لتصل إلى مستوى قياسي، وأطلقت أيضاً "دليل قطر الوطني للأدوية"، والذي يضم أكثر من 4000 دواء مسجل رسمياً تُحدَّث شهرياً، إضافة إلى إطلاق نظام "واثق" لسلامة الغذاء.

وزارة الصحة العامة أطلقت كذلك العديد من المبادرات المهمة الهادفة إلى دعم الحق في الصحة، ومن أبرزها إصدار ميثاق حقوق وواجبات المرضى، ونشره بثماني لغات لتسهيل فهمه من جميع السكان، ويتضمن حقوق وواجبات المريض بشكل واضح ومبسط، مع الإشارة إلى أن المنشآت الصحية في الدولة ملزمة بعرضه للجمهور وتطبيقه.