دول » قطر

بزشكيان في الدوحة: الحاجة لمبادرات أكبر وأكثر جرأة

في 2024/10/04

متابعات- 

وصل الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان إلى الدوحة، والتقى أميرها الشيخ تميم بن حمد آل ثاني ليتباحث الجانبان، حسب بيان أصدره الديوان الأميري، «العلاقات الثنائية» و«عددا من القضايا الإقليمية والدولية».

تكتسب الزيارة أهمية خاصة كونها جاءت بعد ساعات من إطلاق طهران عشرات الصواريخ على إسرائيل وذلك، حسب المصادر الإيرانية، «ردا على اغتيالها إسماعيل هنية وحسن نصر الله ومجازرها في غزة ولبنان».

تسلّط الأحداث الآنفة الأخيرة الضوء على ما يمكن للدوحة تقديمه، سواء في إطار علاقتها المميزة بحركة «حماس» التي جعلتها وسيطا رئيسيا في مباحثات وقف إطلاق النار ومفاوضات التسوية العسكرية والسياسية في القطاع، أو عبر الدور الإعلامي لقناة «الجزيرة» في تغطية الملفات الخطيرة في غزة والمنطقة وهو ما جعلها هدفا رئيسيا للتنكيل الإسرائيلي عبر استهداف واغتيال بعض مراسليها، وحظر تغطيتها، وإغلاق مكتبها في رام الله.

انتخب الإيرانيون رئيسهم الجديد بسبب برنامجه المعتدل الذي يطمح لمصالحة الجمهورية الإسلامية مع الغرب عبر إعادة التفاوض حول مشروعها النووي، وتحسين العلاقات مع أمريكا وأوروبا؛ ومع جيرانها العرب عبر خلق ظروف لحل الإشكالات الكبيرة في اليمن ولبنان وسوريا وفلسطين والعراق، وواضح أن حكومة بنيامين نتنياهو الإسرائيلية عملت كل جهدها لإفشال بزشكيان ووقف أجندته حتى قبل أن يستلم المنصب، وذلك بتعمّدها اغتيال هنيّة خلال مراسم تنصيبه، ثم بوأدها لسعي طهران وقف انتقامها مقابل تحقيق وقف إطلاق نار في غزة، ثم برفع درجة التصعيد إلى أقصاها باغتيال نصر الله وبدء هجوم على لبنان.

إضافة إلى المقاربات التي يمكن البناء عليها بين البلدين ضمن الملفات الإقليمية والدولية، يمكن اعتبار الزيارة، في هذا التوقيت الخطير، مناسبة لمصارحة مبدئية مهمة من طرف جار مطلّ على الخليج الذي تتشارك فيه إيران مع دول مجلس التعاون الخليجي، إضافة إلى اليمن والعراق، فهذه الدول (إضافة إلى باقي البلدان العربية المولجة، بشكل أو آخر في النزاعات الجارية) ستكون في خطر أيضا من إمكانية توسيع إسرائيل للنزاع مع إيران، وجرّ الولايات المتحدة، التي تملك قواعد عسكرية في أكثر هذه الدول، إلى حرب مع الجمهورية الإسلامية.

من المفهوم طبعا أن بزشكيان، وأجندته الإصلاحية والمعتدلة سياسيا والطامحة لعلاقات أكثر مرونة مع الغرب والبلدان العربية، باتت محشورة بين الاضطرار العسكري والسياسي لرد الأذى عن سيادة البلاد وكرامتها وحلفائها في المنطقة، ومساعي حكومة نتنياهو المحمومة لاستغلال أي ردّ يصدر عن طهران لتعزيز فرص حرب تورّط بها أمريكا والغرب.

دعا مرشد الجمهورية الإسلامية علي خامنئي، مؤخرا القوات الأمريكية والغربية لمغادرة المنطقة، وقال إن دولها قادرة على حل خلافاتها، غير أن هذه التصريحات الإيرانية التي تكررت عدة مرات صارت في حاجة إلى مبادرات أكبر وأكثر جرأة من قبل طهران، والبلدان العربية، للمساهمة في نزع فتيل الخطر الكبير الذي تمثله إسرائيل على الجميع.