أحمد البيومي- الوطن القطرية-
أشاد سعادة إجناثيو اسكوبار، سفير إسبانيا بالدوحة، بمستوى العلاقات الثنائية بين قطر وبلاده، قائلا: إن العلاقات مع دولة قطر وباقي دول التعاون تعد أولوية إستراتيجية بالنسبة لإسبانيا.
جاء ذلك خلال حفل أقامته السفارة الإسبانية، مساء أمس الأول، بمناسبة العيد الوطني لمملكة إسبانيا، بحضور سعادة الدكتور حمد بن عبد العزيز الكواري، وزير الثقافة والفنون والتراث وسعادة محمد بن عبدالله الرميحي، مساعد وزير الخارجية للشؤون الخارجية وسعادة السفير إبراهيم فخرو، مدير المراسم بوزارة الخارجية، ولفيف من الدبلوماسيين ورؤساء البعثات الدبلوماسية المعتمدين لدى قطر.
وفي مستهل كلمته رحب السفير اسكوبار بالحضور في مناسبة العيد الوطني لبلاده، وهي مناسبة ذكرى اكتشاف القارة الأميركية، مضيفا أن هذا الاكتشاف كان بداية للتواصل الدائم بين شطري الكرة الأرضية حتى وصل عدد المتحدثين حاليا باللغة الإسبانية أكثر من 550 مليون شخص في جميع أنحاء العالم، وهو الأمر الذي يستحق الاحتفال.
وحول العلاقات القطرية الإسبانية قال اسكوبار: إنها تأسست عام 1972، وكان افتتاح السفارة الإسبانية في الدوحة عام 2003، مضيفا أنه منذ ذلك الحين كانت العلاقات الودية القوية التي تربط البلدين مصدر المهم لهذه العلاقات وهو ما أدى إلى تعزيزها تدريجيا في كافة المجالات.. وشدد السفير الإسباني أن العلاقات مع دولة قطر وباقي دول التعاون تعد أولوية إستراتيجية بالنسبة لإسبانيا.
تفاعل سريع
وأشار السفير الإسباني إلى أنه جاء للدوحة لأول مرة قبل 10 أشهر، وقد تعلم الكثير عن قطر واستطاع التفاعل مع أهلها، منوها إلى أنها دولة مليئة بالحيوية والالتزام والعزم الشديد على تحقيق أهدافها للمستقبل من خلال رؤيتها الوطنية 2030. وأوضح أن إسبانيا على استعداد تام لمواصلة مساندة قطر في تحقيق أهدافها من خلال تبادل الزيارات السياسية والاقتصادية والتعليمية والثقافية.
وقال اسكوبار: إن هناك حوالى 100 شركة إسبانية كبيرة ومتوسطة مستعدة للإسهام بدورها في تقدم ونهضة قطر المستدامة، فإسبانيا يمكنها ذلك لأنها دولة نشيطة، استطاعت التعافي من الأزمة الاقتصادية عبر سلسلة من الإصلاحات. واليوم إسبابيا بين أكبر اقتصادات العالم بنسبة نمو 3 % وتجذب 65 مليون سائح سنويا بينهم المزيد والمزيد من القطريين.
وقال السفير الإسباني: إن دولته رائدة عالمياً في مجالات الطاقة المتجددة وتجارة الأزياء وإنتاج البلازما والأدوية والطاقة والمياه وبناء المستشفيات وجراحات زراعة الأعضاء.. وعلى المستوى الأوروبي تتصدر إسبانيا قطاعات الإنشاءات والاتصالات والصرافة وتصنيع المركبات.
تقارب ثقافي وتعليمي
وفيما يتعلق بالتقارب والتفاهم بين الدولتين أشار إلى أن ذلك يبدأ من اللغة وفى السفارة الإسبانية نعمل على تلبية الطلب المتزايد على تعلم اللغة الإسبانية لتكون في المدارس الثانوية والجامعة، معرباً عن سعادته وفخره بإعلان مدرسة طارق بن زياد لأول مرة هذا العام عن تعليم اللغة الإسبانية كلغة أجنبية.. ونحن نتطلع إلى تعاون وثيق مع جامعة قطر والمؤسسات الأخرى في مجالات البحث والتنمية والابتكار.. كما أن مدرسة إس إي كيه التي تم اختيارها من قبل المجلس الأعلى للتعليم كمؤسسة تعليمية نموذجية تمزج بين المنهج الدولي والإسباني.
وفى الجانب الثقافي قال اسكوبار: إن بلاده تتصور تعاون وثيق مع السلطات القطرية ونضع تحت تصرفهم تشكيلة واسعة من القطع التراثية من الماضي الإسباني الإسلامي إلى جانب الفن الحديث لفنانين إسبان معاصرين.
ونوه إلى دور وأهمية الرياضة كوسيلة لبناء الجسور بين الشعوب من كافة أنحاء العالم لتعزيز الهوية الوطنية وبناء السلام.
وتابع بقوله: «سواء كنتم تشجعون برشلونة أو ريال مدريد، فإن إسبانيا حاضرة في قطر بوجود رياضيين مميزين وتشكيلة عريضة من المحترفين الذين يعملون في اسباير واسبيتار». وأشاد اسكوبار بأداء منتخب قطر لكرة اليد في بطولة كأس العالم الأخيرة التي أقيمت في الدوحة وحصوله على الميدالية الفضية تحت قيادة مدرب إسباني.
علاقات متنوعة
وأعرب السفير الإسباني في ختام كلمته عن يقينه من أن البلدين سوف يواصلان العمل معا للنهوض بالعلاقات إلى مستويات أعلى تحت قيادة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدى.
يشار إلى أن العلاقات القطرية الإسبانية متنامية على كافة المستويات، حيث وصل حجم التبادل التجاري بين البلدين نحو 250 مليون يورو سنويا بضائع مختلفة بينما تبلغ صادرات قطر لإسبانيا نحو مليار يورو، وهناك العديد من الشركات التي تساهم في التعاون بين البلدين في شتى المجالات، ومنها الشركة الإسبانية «غاز ناتشيرال» والتي تعد من أولى الشركات التي استوردت الغاز القطري وقامت بتحويله إلى سائل ونقلته إلى أوروبا.