د.علي الكواري- مركز الخليج لسياسات التنمية-
مدخل
شهدت دول مجلس التعاون موجة من الرواء والاستراتيجيات "الوطنية". فكل دولة أو أمارة في دولة، كلفت استشاريا أجنبيا بوضع رؤية وإستراتيجية "للتنمية" فيها. وقد جاءت في هذا السياق رؤية دبي والبحرين وقطر وأبو ظبي وعمان ورؤية توني بلير للكويت وغيرها. تم إعداد هذه الرواء بما يشبه السرية من قبل شركات استشارية أجنبية، وتبناها الحكام أنفسهم وحملت أسمائهم في بعض الأحيان. وتشكل هذه الوثائق اليوم سياسات رسمية بديلة لما كان يسمى خطط التنمية واستراتيجياتها الوطنية المعطلة قبل ذلك، ولكنها تختلف معها من حيث التوجهات والأهداف, وكأنها رواء لمشروعات تجارية وليس تصورا لبناء دول وإصالح أوجه خلل مزمنة مازالت تحول اليوم دون بدء عملية تنمية حميدة في المنطقة. وهذه الموجة من الرواء والاستراتيجيات والخطط التي وضعت يما يشبه السرية، استقبلها الإعلام الرسمي والأجنبي بهالة من التأييد تبهر الأنظاروتظلل المواطن والمراقب العربي قبل أن يقرأها، كما تسد بشكل متعالي آفاق الإصلاح من أجل بداء عملية تنمية مستدامة قبل فوات الأوان. من هنا أقدم هذه القراءة "لرؤية قطر وإستراتيجيتها من منظور الإصلاح" لتكون دعوة لتناول المعنيين من أبناء المنطقة رواء بلدانهم بالدراسة التحليلية النقدية. لعلنا بذلك نفهم ما جرى منذ عقد من الزمن ونرصد مساره بهدف تصحيحه.