د. مصطفى عابدين- الشرق القطرية-
يلتف الناس لساعات طويلة حول أجهزة الحاسب الآلى لأسباب مختلفة .. ولا يقتصر الأمر على البالغين والكبار الذين يستخدمونه للعمل بل يمتد الأمر ليشمل الصغار كذلك للتسلية أو المذاكرة أو اللعب .. والجميع يجدون فيه وسيلة للحصول على المعلومات فى شتى مناحى المعرفة ولا أكون مبالغا لو قلنا أن الجميع كبارا وصغارا يتخذون منه سبيلا للألعاب المختلفة والمسابقات التى يحصلون من خلالها على نقاط " وهمية " ولكنها ترضيهم وتثبت لهم مقدرتهم على التحدى وتخطى العقبات .
وفى ظل الطفرة التكنولوجية التى سادت العالم فى العقود الأخيرة أصبح هناك أكثر من جهاز كمبيوتر فى كل بيت بعدة أشكال منها الثابت والمتحرك .. وزاد الأمر إنتشارا بعد أن أصبح هناك كمبيوتر فى كل أجهزة التليفون تقريبا والتى يحمل الواحد منا جهاز أو أكثر فى جيبه بما فى ذلك الأطفال .
وكما أن لكل الأشياء فى حياتنا جوانب إيجابية فهناك أيضا جوانب سلبية عديدة لعل أبرزها على الإطلاق التأثير السلبى على العين متمثلا فى ضعف الإبصار وذلك بسبب تثبيت النظر مدة طويلة على شاشة جهاز الكمبيوتر أو التليفون وغالبا ما يكون ذلك على مسافة قريبة من الجهاز الأمر الذى يتسبب فى إجهاد العين .. ويكون ذلك مصحوبا بصداع فى معظم الأحيان .. ومع التكرار يحدث ضعف الإبصار مما يؤدى إلى فقدان خاصية عدسة العين على التكيف مع المسافات الطويلة وفى هذه الحالة لابد من اللجوء إلى إستعمال النظارات الطبية .
ومن المعروف علميا كما يُجمع أطباء العيون فى أحدث الدراسات حول هذا الموضوع فى جامعة " ساربروكين " الألمانية أن إستمرار إجهاد العين حتى مع إستعمال النظارات الطبية يؤدى حتما إلى إستمرار الضعف فى الإبصار مما يستدعى تغيير النظارات والدخول فى حلقة مفرغة من " الضعف والإستبدال " وقد يصل الأمر - لا قدر الله - إلى فقدان الإبصار .. وغنى عن القول أن الأطفال يكونون أكثر عرضة لهذه الأخطار مما يؤثر على مستقبلهم .
كما تؤكد الدراسة على أن الزاوية الأفضل للعين عند إستخدام الكمبيوتر من أى نوع أو جهاز التليفون هى من 15 إلى 30 درجة بإتجاه الأسفل ويكون ذلك مع ضرورة وضع شاشة الكمبيوتر بحيث تقطع خطوط ضوئها الساطع مجال الرؤية عند مستعمل شاشة الكمبيوتر لتخفيف الإجهاد عن العين .
ومع هذه الأخطار العديدة التى تهدد صحة مستخدمى الكمبيوتر فإن هناك العديد من الطرق التى يمكن عند مراعاتها تلافى هذه الأخطار أو على الأقل التخفيف منها وسيكون هذا هو موضوع مقالنا القادم .. فإلى اللقاء بحول الله .