عبير تميم العدناني- الشرق القطرية-
لاشك أن لكل فرد منا مساحة من الحرية اللصيقة به ، والنابعة من كونه فرداً مستقلاً له حقوق وحريات تبعاً لإنسانيته ، ونابعة من كونه مكافأ على إحسانه ومعاقبا على إساءته، لذا فلابد أن تتناسب تلك المساحة من الحرية مع تلك المعطيات ، والتي تطرق لها الكثيرون ، واختلف في تحديد حجمها وحدودها الكثيرون ، ولكن مااتفق عليه معظمهم هو أن حرية الفرد تنتهي حيث تبدأ حرية الآخرين.
يخطيء كثير من الأهالي حين يغلقون الأبواب بالكامل على أبنائهم ويطبقون اللجام عليهم ، حتى يصبح الأمر أشبه بالسجن المحكم عليهم ، دون مراعاة التغيرات العمرية التي يمرون بها ولا التغيرات المجتمعية المحيطة بهم من بيئة مدرسية وبيئة محيطة من أهل وأقارب وأصدقاء وجيران ، وإعلام ووسائل إتصال وتواصل حديثة غير مدركين أن كل عمر له احتياجاته وله رغباته وله تغيراته ، فحين يكبر الأبناء لابد من أن تتغير طرق التعامل والتربية معهم ، ويبقى عامل الرقابة والمتابعة قائما للحفاظ عليهم مما قد يتعرضون له في حياتهم وبيئتهم.
وعلى النقيض من ذلك هناك آباء للأسف الشديد يفهمون الحرية بطريقة خاطئة فيطلقون العنان لأبنائهم ظناً منهم أن دورهم قد إنتهى بمجرد التربية المبدئية في سنوات الطفولة الأولى ، وبأن الرقابة المعتدلة تعد انتقاصاً من شخصياتهم ، وتعدياًعليهم ، وهذا بالطبع فيه من الخطأ الكثير ، فكما قال رسولنا الكريم صلوات الله وسلامه عليه " كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته".
فالحرية سلاح ذو حدين إن كانت بالقدر الصحيح والوقت الصحيح فهذا هو المطلوب وإلا فإنها ستؤدي بلاشك لنتائج عكسية.