دول » قطر

لماذا... دور القطاع الصحي الخاص والرقابة عليه

في 2015/11/17

فريدة العبيدلي- الراية القطرية-

تناقل الناس عبر شبكات التواصل الاجتماعي خبرتوقيع اتفاقية التفاهم لتشغيل المستشفى التايلندي الملكي في قطر، أعادني الخبر إلى مقالة كتبتها في أكتوبر ٢٠٠٨ عن مدى تفوق العلاج الطبي في بانكوك ، ونشرت في جريدة الراية تحت عنوان (لماذا تفوقوا طبياً) ما دفعني للكتابة في هذا الموضوع وقتها، ما لمسته من تفوق طبي وتميز في الخدمة الطبية المقدمة للمريض في هذا المستشفى، والإشادات التي سمعتها من أفواه المرضى وذويهم ممن تلقوا العلاج فيه، وعبارات المدح والثناء التي أسبغوهاعلى تفوقهم الطبي المتمثل في:

- مهارة الأطباء ودقة تشخيصهم للحالة المرضية

- حسن معاملة الممرضات وكفاءتهن الطبية وابتسامتهن المشرقة

- خدمة الترجمة ومرافقة المريض في كل خطوة لتذليل أي صعوبة قد تواجهه

- دقة الفحوصات والتحاليل المختلفة ، وسرعة الوصول للنتائج الطبية

- التشاور بين الأطباء والتعاون الملحوظ بينهم لما فيه صالح المرضى ، وعدم التعالي أو التفرد بالرأي

- توفير الإقامة في المستشفى لمرافقي المريض أثناء فترة علاجه، وإراحتهم من عناء البحث عن شقة أو فندق

- توفيركافة الخدمات التي يحتاجها المريض ومرافقوه في المستشفى من (بنك ، صرافة عملات ، سوبر ماركت، مطاعم ، كافتيريات وغيرها)

وفوجئت بعد نشر المقال بتعليقات من بعض الناس بأن هناك بعض المرضى الذين قصدوا بانكوك للعلاج ولكنهم وقعوا ضحايا لأخطاء طبية ، وقتها لم أدرك أبعاد هذا الموضوع ونوعية الأخطاء الطبية الناجمة عن ذلك ، لقناعتي بأن المرضى الذين أتيحت لهم فرصة العلاج في هذا المستشفى بالذات، حظوا بخدمة طبية عالية الجودة، نتيجة تحسن معظم حالات من التقيت بهم أو سمعت عنهم سواء على مستوى العائلة أو المجتمع

لكن تبقى هناك حقيقة يجب الاعتراف بها، وهي أن الأخطاء الطبية في الواقع الصحي مشكلة تعاني منها جميع مستشفيات العالم ، سواء كانت هذه المستشفيات في دول متقدمة أو نامية ، مع الاختلاف طبعاً في نسب معدلات هذه الأخطاء وأسبابها، وبما أن القطاع الصحي في الدولة مقبل على التوسع والتنامي من خلال تشغيل مستشفيات لها شهرتها في مجال الخدمة الطبية ، يفترض أن يهتم المجلس الأعلى للصحة بدراسة مؤشرات الأخطاء الطبية لأي منشأة طبية سيتم التعاون معها قبل الموافقة على منحهم الترخيص الطبي، لتفادي حدوث مثل هذه الأخطاء والحد من تكرارها في مستشفياتنا وذلك من خلال:

- أن يكون لدى المجلس الأعلى سجل بالأخطاء الطبية التي قد تحدث في المستشفيات الحالية والتي تتراوح الأخطاء فيها بين البسيطة والأخرى التي تودي بحياة المريض

- أن تكون هناك آلية وطنية لمراقبة مؤشرات سلامة المريض ينضوي تحت لوائها مستشفيات الدولة

- التوعية بأهمية عدم التستر على الأخطاء الطبية ، والإعتراف بها والإبلاغ عنها ، والسعي لتفادي تكرارها لتعزيز ثقة المواطن بالنظام الصحي

- دراسة الأخطاء الطبية ووضع تقرير وطني عنها والاستفادة منها في عملية التعلم والتدريب والحث على تفاديها من خلال وضع ضوابط ملزمة تحد من حصولها

- أنسنة العلاقة بين العاملين في المستشفيات على اختلاف تخصصاتهم والمرضى وتدريب العاملين في هذه المستشفيات على طريقة التعامل مع المرضى

- سهولة التلاعب في ملفات المرضى بعد حدوث الأخطاء الطبية ،وعدم الالتزام بالضوابط التي تحكم هذا الجانب، ما يؤدي في الغالب لضياع حقوق المرضى ، ويعد انتهاكاً صارخاً يستوجب الاهتمام بتطبيق الإجراءات اللازمة لحفظ هذه الحقوق

-الحرص على استقلال اللجان المختصة بالتحقيق في الأخطاء الطبية ، لأن أعضاء هذه اللجان في الغالب ما يكونون زملاء مهنة أو يعملون في نفس المنظومة الصحية

- تطوير آليات رصد الأخطاء الطبية في المجلس الأعلى للصحة وجعله إجراءاً متكاملاً عبر إدارة مختصة وآليات واضحة مكتوبة

ويؤكد حجم الأخطاء الطبية التقارير الطبية التي تنشر في هذا الجانب ومنها التقرير الذي نشرفي الولايات المتحدة الأمريكية سنة 2000 والذي ورد فيه إنه خلال سنة واحدة يموت بين 45 ألفا إلى 90 ألف مواطن بسبب الأخطاء الطبية وكان بالإمكان تلافي ما نسبته 30% منها لوتم الاهتمام بتداركها

والسؤال الذي يفرض نفسه في هذا المجال! أين سيكون موقع هذا المستشفى؟

نأمل جميعاً أن يكون في وسط المدينة ليخفف من الضغط والازدحام الذي تشهده المستشفيات في هذه المنطقة