سلوى الملا- الوطن القطرية-

كثر ما نحب هطول المطر وانتظار موسم الشتاء والتضرع والدعاء لله بصلاة الاستسقاء لنزول هذه الرحمة للأرض والعباد والدواب والشجر وكل كائن يحتاج قطرة ماء..

ويكرمنا الله سبحانه الكريم بنزوله مع جو رائع وغيوم تسكن السماء قبل أن يأمر الكريم سبحانه بنزوله..

* ومع تقدم علوم الأرصاد الجوية والتطبيقات على الأجهزة الحديثة التي تقدم تفصيلا بالساعة يوميا عن حال المناخ وهطول المطر والرعد والبرق وكل ما يتعلق بالمناخ وحالة الجو.. إلا أن نزول المطر كأنه جاء فجأة! جاء مداهما ليجعلنا نعيش صدمة..! ونتحرك بدهشة! ونشاهد نزوله بفرح وخيبة !!

وتتحرك المركبات بتخبط ! وتتأخر القرارات بشأن الدوام المدرسي!

نعم الأمطار.. هذه الرحمة المهداة من رب العالمين والتي تهفو الأرواح لها.. وتتمنى شعوب تعيش جفافا يمتد أثره على العباد والأحياء والأرض ويموت لجفافه النبات والحيوان.. والإنسان!

عندما يهطل على دولة غنية.. ودولة أكرمها الخالق بالخير والبترول والغاز وأكرمها الله سبحانه ببحر وخيرات.. وأكرمها بقيادة رشيدة تحب شعبها ورفاهيته.. إلا أن ما أخرجه هطول المطر من فضائح وقصور ودمار وتسريب مياه من السطوح والنوافذ وغرق مبانٍ واندفاع المياه في مبانٍ ومنشآت حديثة أنفقت عليها الدولة بالمليارات التي توجع القلب لعدد أرقامها.. وعدد السنوات لانتظار تسليمها وعدد الأشهر لإصلاح بعضها وغيرها شغلت مساحات من أراضي الدولة وغيرها.. إلا إن البناء التجاري الهش والسيئ للمنشآت والذي للأسف يكون في الغالب دون رقيب ودون محاسبة ودون تنسيق وزاري وتخطيط ورؤية سليمة ومتابعة لمراحل البناء والوقوف على التفاصيل الأساسية والاستعانة بشركات خاصة ينتهي تعاقدها بانتهاء البناء والتسليم وغياب الشفافية والإخلاص.. لسرعة الإنجاز دون جودة وقوة مبانٍ.. بهدف تسليم المشاريع بالمواعيد المحددة لتسليمها والذي دون شك يكون التكاسل في المراحل الأولى وتبدأ الشركات بالإسراع في البناء لأجل أن يقال تم الانتهاء وتسليم المباني بالمواعيد المحددة!!

كنت أستغرب بشدة عندما أغيب عن قطر شهرا أو شهرين أو أكثر وأعود بالسلامة لأرض الوطن لأفاجأ بعدد المباني والأبراج الجديدة وفي ذات الوقت إغلاق طرق وهدمها والعمل تحتها مرات ومرات وكأنهم يبحثون عن كنز تحتها!

أدعو الله أن ينزل علينا المطر وأستمتع به بحمل المظلة والمشي تحت قطراته.. كما دول العالم الفقيرة التي لديها بنية تحتية قوية.. كم حزنت على من غرد بتويتر ونشر فيديو يستهزئ به ويشبه شوارعنا ببنغلاديش !!

إن كانت بنغلاديش دولة فقيرة وفيها ربما من الفساد ما فيها.. إلا إن البنية التحتية والعمل على مبانيها وطرقها بلغة واحدة مفهومة ولغة أرقام واضحة.. وتصريف المياه لا يترك قطرة بعد توقف المطر..

قطر تستحق تضافر الجهود والإخلاص لها، لا نريد لجانا شكلية ولا نريد مجالس إدارات تأخذ الملايين لمحاضر اجتماعات توقع ولا يعلم ماذا كتب فيها!!

ولا نريد مناقصات ترسو على أقل العروض!!

ولا نريد غياب المحاسبة والرقابة المالية والإدارية عن كل ذلك..

خطوة مهمه وقوية التحقيق والإحالة للنيابة العامة والأهم الشفافية والمصداقية والمحاسبة الحازمة.. لإهدار المال العام..

قطر وأموالها ومرافقها وشعبها وكل شيء عليها أمانة أيها المسؤولون..