خليفة صليبيخ- الايام البحرينية-
لقد خجلت ولولا خجلي من الخجل لبكيت.. مِنْ مَن؟ مِنْ مَنْ كان له تاريخ، ومن كان ضحية السجون! ومن أسهم في ابتعاث العشرات والمئات من الطلبة الى الخارج للدراسة! ومن ردد كلمات الشاعر سعيد العويناتي على مرور عشرين عاماً وفي جميع المناسبات الوطنية عندما قال: (مقبل موعد المهرجان الذي نكتب تاريخه) كل هذا التاريخ الذي بُني أُهمل، او كاد أن يلقى من ذاكرة التاريخ، وربما هناك من يسعى لنسيان تاريخه ليتسنى له وليعتلي مكانه معارضة طائفية بعد أن كان أممياً، لا يعرف التمييز بين مواطنيه.
خمسون عاماً والمنبر يدافع عن المواطن الفقير، الفقير في فكره، والمسحوق من حالته المادية، وحتى قليلي الفهم ممن وقف ضد مترشحي المنبر في الانتخابات النيابية، وضد أفكاره النيرة كان يعذرهم ويدافع عنهم ودفاعه ليس ضعفاً منه، وإنما من نضج وخلق كان ينفرد به عن أقرانه السياسيين وهذا ما كان يميزه عن البقية! اليوم وبعد حادثة رفع دعوى أمام القضاء من قبل الأمانة العامة للمجلس النيابي اتجه المواطنون الذين لم يتحملوا ما أصابهم من ضيق بسبب غلاء المعيشة وزيادة قيمة البنزين والكورسين والديزل واللحوم وغيره والقادم أعظم، هذه الضائقة لم يتحملها المواطن وصب غضبه في وسائل التواصل الاجتماعي والذي حسب رأيي قد بالغ فيها عندما هاجم النواب بشراسة.
ولكن هنا يأتي دور العقلاء أصحاب التاريخ ليدلوا برأيهم، وليدافعوا بشكل عقلاني ومنطقي عمن ارتكب الخطأ، وحتى الاعتذار عنهم متى تطلب ذلك! وهذا ما تعلمناه في حياتنا السابقة وهو جزء من التضحيات التي لا تقلل من شأن أي تنظيم طليعي تقدمي، إلا أن بعضنا أُصيب بمرض اليسار المتطرف الذي قيل عنه إنه أكثر خطراً من اليمين المتطرف الذي مازال يصاحبه!
ولكن الملاحظ أن الأحداث الأخيرة كلما حاولنا أن نعالجها يخرج علينا من مكان آخر رفاق شرفاء لا يشك المواطن في وطنيتهم، ولكنهم غير مبصرين لما يدور حولهم، ومع هذا فلن نفقد الأمل وسنظل ندعم من لازال يحاول أن يعيد السفينة الى مرساها القديم، وطريقها الصحيح.
أخيراً عندما نقول أو نذكر المعارضة في مواضيع مشابهة فإننا لا نقصد بالمعارضة التي تشكلت بالامس أو اليوم وهي لا تعتبر معارضة وطنية بقدر ما هي إلا مجموعة انتهازية تعرف كيف تسرق الرفاق والذين ما زالوا مع الأسف الشديد يدافعون عن إيران ودورها التخريبي في مملكتنا.. فهل يصح ذلك؟