مريم الشروقي- الوسط البحرينية-
انتشرت مقاطع صوتية بـ «الهبل» في أرجاء البحرين، يوم أمس الأول (الثلثاء)، وشاهد نصف المواطنين أن لم تكن جميع نوبات الصراخ التي اجتاحت المجلس بسبب اتفاقية «السيداو»، ولا نعتقد أن النواب يجب ألا «يصارخوا»، ولكن نعتقد أن إقناع الناس لا يحتاج إلى صراخ أبداً، بل يحتاج إلى تعقل واجتماع وتروي.
ها نحن بعد موجة الصراخ نشهد تمرير «السيداو»؟! وكأنك يا بوزيد ما غزيت، ليس هذا فقط، بل إن هناك من النواب من استخدم كلمات غير لائقة، لا نستطيع كتابتها في هذا المقال، ولا نعلم كيف يستطيع النواب قولها أمام ملأ من الناس، إلا لأنهم تنطعوا في الصراخ العالي! ولكأنهم يخبروننا أن صوتهم غير مسموع.
اليوم يتباكى النواب على اللائحة الداخلية التي لا تعطيهم حقوقهم إلا بأغلبية التصويت، وها هو أحد النواب سافر، وآخر غاب، وتم تمرير «السيداو»، فلماذا الجعجعة يا ترى؟! نقول للسادة النواب «صوتكم وصل»!
اليوم لا نستطيع تغيير النائب الذي لا نريده، ولكن حتماً ستكون هناك جولات أخرى في المستقبل، فهل سيستفيق الناس من سباتهم وسيختارون من يمثل مصالحهم، لا من «يصارخ» بأعلى صوته من دون فائدة؟! النوم العميق ما أجمله، وخاصة عندما يتم تمرير كثير من الأمور لا تقبلها الناس، قضايا الدعم وقضايا المحاسبة، وغيرها من القضايا التي لا تُعد ولا تُحصى!
ما أخطر المقاطع الصوتية والمرئية، هذه الصور مكتوب عليها جملة يرددها أهل البحرين على السادة النواب، ولو لم يلتمس المواطن صدق الكلمة لما رددوها في مقاطعهم.
لا نضحك اليوم على ما يحدث داخل المجلس، بل إننا متخوفون مما سيحدث في المستقبل، فهناك كثير من الحقوق الضائعة على المواطن، التي اشتغل وليس انشغل بها السادة النواب، فتركوا التشريع بما يحفظ حقوق المواطن من ثروات بلده، سواء النفط أو الأراضي أو أملاك الدولة أو محاربة الفساد التي تقدر مبالغها بمليارات المليارات، فركزوا بالاشتغال وليس الانشغال، وسواء ركزوا على الاشتغال أو الانشغال، فهذا لا يهمنا، ولكن ما يهمنا إرجاع الحقوق للمواطن في مختلف المحافظات، وعدم انتهاك حقوقه وإرجاع هيبته بين أهل الخليج.
المواطن البحريني اليوم مكسور، ومنشغل وليس مشتغلاً بالحياة المعيشية الصعبة، ولا يجد متنفساً عندما يأتي آخر الشهر ويدفع «الأبيال» التي لم تتناقص مع سحب الدعم عنه، فهو لم يستفد أبداً من ارتفاع النفط أو من أملاك الدولة، ولكنه يبلع الضيم والألم والقهر وتحمل ما لا يتحمله المواطن الخليجي.
إلى متى السكوت يا سادة يا نواب؟! وإلى متى المواطن مُصادر حقه؟! فهو لا يمثل عشر مجلس 73 أو رجاله، الذين حاولوا المحافظة على حقوق المواطن قبل أي أحد آخر، ولم يشتغلوا إلا بالمواطن ولم ينشغلوا إلا من أجل المواطن!