هل يمكن لبلد عدد مواطنيه يقل عن 700 ألف نسمة، أن ينجح وهو يزج بأكثر من أربعة آلاف سجين سياسي ينتمون إلى مكون رئيسي واحد؟
بصدق، هل يمكن مع الذي يجري تطوير البلاد سياسياً أو اقتصادياً؟ هل يمكن مع إبعاد المتفوقين عن البعثات وإعطائها لأنصاف المتفوقين؟ هل يمكن بقرارات منع السفر؟ أو بأكثر من مليار دولار تصرف سنوياً على الجهات الأمنية؟ هل يمكن ذلك مع برلمان صوري؟ ومجلس شورى محنّط؟، وفساد مستشرٍ وصل لموظفي إدارات بوزارة الداخلية، كإدارة المرور؟
هل يمكن ذلك مع تخفيض دعم الدولة للفقراء وسلامة ثروات الأغنياء من الضرائب؟ هل يمكن مع ارتفاع وحشية ضباط الأمن في تمزيق أجساد المعتقلين وتعذيبهم؟ ومع القمع تلو القمع للاحتجاجات، وارتفاع أعداد الجرحى والعيون المفقوءة؟ وارتفاع نبرة التحريض والسب والشتم والتخوين للمعارضين؟
هل سيتطور أي شيء مع الهبوط تلو الهبوط في تقييم الاقتصاد من قبل الجهات المختصة دولياً بالتصنيف، حتى صار تصنيف اقتصاد البلاد غير استثماري، وصارت السندات الحكومية غير مأمونة.هل تتوقعون استثمارات كبرى مقبلة مثلاً؟
هل تنفع مقالات الموتورين والموتورات والمهرجات والمهرجين في تغيير صورة البحرين للعالم؟ هل سيتمكن الشيوخ المنتمين للفكر الداعشي القاعدي الذين يتكاثرون فوق منابر الجوامع ليكفروا ويخونوا أكثر من نصف المواطنين، من تقديم البلاد للعالم كواحة للمدنية والتحضر والتعايش؟
هل ستفيدكم مراوغاتكم القانونية مع العالم عبر أمانة التظلمات، ووحدة التحقيقات الخاصة؟ هل يمكنكم إقناع أحد مثلاً بأن الدم هنا لم يُسفك؟ وأن الأرزاق لم تقطع؟ وأن الأجساد لم تُعذب وتُكهرب؟
هل ستنفع البلاد أحاديثكم عن المؤامرات الكونية والسيناريوهات المتشابهة التي تنشرها وزارة الداخلية عن الخلايا الإرهابية التي تقبض عليها؟ هل سينتج عن حصاركم لبلدة الدراز اكتشاف نفطي جديد؟ أو دخول البحرين ثورة صناعية أو تقنية؟ أو تطهير البلاد من الخونة؟
هل سينفع منع خريجي الطب والتمريض والتعليم من أبناء البلاد من الوظائف ومنحها للوافدين، في تطوير الثروة البشرية للبلاد؟ هل ستصلح البلاد، وآلاف الجامعيين عاطلون؟
هل بسحب جنسيات خيرة شخصيات الوطن وسجنهم وتعذيبهم سيسود مناخ مريح في البلاد يقود لتغيير ما؟ هل بسجن النساء وجلبهن للتحقيق وإهانتهن ستزيد شعبيتكم عند مواطني هذه البلاد؟
هل بقوات درع الجزيرة المرابطة، أم بمنح مزيد من التسهيلات العسكرية للدول، ستثبّت أركان الاستقرار، وسيرتفع ترتيب البحرين بين الدول الحرّة؟!
هل يقرأ قادة هذه البلاد أي شيء عدا التقارير الأمنية؟ وقصائد المدح البلهاء؟ هل يعرفون حجم الخسارة على الحملات الإعلامية الفاسدة؟ والصرف الباذخ على شخصيات تافهة تعدهم بتلميع الصورة؟ أي جهل هذا الذي يعم وأي عمى سياسي؟
البلاد تحتضر وتعيش أسوأ أيامها، وترتقب الأسوأ، ويمر تاريخ خروج المستعمر من البلاد، وأنتم عكس كل بلاد العالم، تحتفل طبقتكم الحاكمة بذكرى الارتباط بالمستعمر بدلاً من الفكاك منه.
* آخر الإحصائيات الرسمية للجهاز المركزي للمعلومات في البحرين، أكد أن عدد سكان البحرين بلغ مليوناً و195 ألف نسمة منهم 610 آلاف و332 أجنبيّاً وبنسبة 51.07 في المئة، بينما بلغ عدد البحرينيين 584 ألفاً و688 نسمة بنسبة 48.93 في المئة.
وكالات-