دول » البحرين

لا دين للصهيونية!

في 2017/01/26

نحيي الشعب البحريني الأصيل الذي وقف بالمرصاد وقفة رجل واحد في وجه التطبيع، ونقدر للشعب البحريني وعيه الكبير، بكشف كل الأساليب الملتوية للصهيونية من أجل التغلغل إلى مجتمعاتنا باسم الإنسانية والتسامح والأخلاق.

نحيي كل تجار البحرين والخليج الوطنيين الذين وقفوا بشرف ووطنية، رافضين كل أشكال التطبيع، ومتبرئين من ذلك الدنس الصهيوني القبيح.

ونؤكد على ضرورة وجود لجان مقاومة التطبيع من التجار الشرفاء في كل كيان تجاري وصناعي في الخليج العربي.

ما هي الصهيونية؟ كتسمية ظهرت على يد الكاتب الألماني ناتان بيرنباوم 1890، وقبله كان ديفيد روبين 1501، الذي حث اليهود على تأسيس إسرائيل جديدة، لكن مؤسس الصهيونية هو تيودور هرتزل الذي ترأس جميع المؤتمرات الأولى للصهيونية، من المؤتمر الأول حتى السادس، ومات بعدها. وفي 1905 عقد المؤتمر السابع الذي وافق على إقامة دولة صهيونية على أرض فلسطين، ورفض إقامتها في أوغندا بناء على المقترح البريطاني، وجاء بعده بلفور بوعده المشؤوم 1917 ليحقق حلمهم، وينشر كوابيس الدم والخراب بيننا.

المؤتمر الصهيوني الأول عام 1897 عقد في بازل بسويسرا، وفيه تم اقرار مسمى الصهيونية، وكان هدفه وضع الحجر الأساس لوطن قومي يهودي، وحدد المؤتمر أساليب ثلاثة لتحقيق الهدف، وهي زيادة استيطان فلسطين بالعمال الزراعيين من مختلف دول العالم (سياسة التسلل)، وتنمية الوعي القومي والهوية اليهودية (سياسة الاثنية الثقافية)، والعمل على الحصول على الموافقة الدولية لتنفيذ المشروع (سياسة الديبلوماسية الاستعمارية).

وفي المؤتمر الثاني في بازل أيضا 1898، تم التأكيد على ضرورة ترويج النزعة الصهيونية عند اليهود وصناعة المظلومية بفكرة اضطهاد اليهود ومعاداة السامية، وذلك بعد أن رفض يهود أوروبا آنذاك إقامة كيان صهيوني على أرض فلسطين.

وفي المؤتمر الثالث 1899، عرض هرتزل خدمات الصهيونية على ألمانيا لكي تتبنى المشروع الصهيوني، وطالب المؤتمر بتأسيس المصرف اليهودي لتمويل الاستيطان ودعم الحركات الصهيونية في العالم.

وفي المؤتمر الرابع 1900 في لندن، طالب هرتزل الحصول على تأييد بريطانيا لتحقيق أهداف الصهيونية.

وقدم هرتزل طلبا للدولة العثمانية بالسماح لليهود بالهجرة إلى فلسطين، إلا ان السلطان عبدالحميد الثاني رفض، فحاول هرتزل إغراء السلطان بالمال، فعرض عليه شراء الأراضي الفلسطينية، وأيضا رفض السلطان رفضا باتا.

وفي عام 1917 تم تثبيت أرض فلسطين لإقامة الكيان الصهيوني عليها، بعد رفض الكثير من المقترحات لتأسيس ذلك الكيان على أراض أخرى، مثل كينيا وأوغندا والأرجنتين والمنطقة الشرقية بالمملكة العربية السعودية.

الصهيونية دوما تريد تثبيت أن اليهودية هي دينها، لكي تضفي عقيدة دينية وأخلاقية على جرائمها، لكن الحقيقة ان لا دين للصهيونية، من يعتقد أن الصهاينة هم يهود فقط خاطئ، لا ليسوا يهوداً، الدين اليهودي بريء من الصهيونية. الدين اليهودي الصحيح يتمثل في الطوائف اليهودية التي تؤمن بإن احتلال فلسطين حرام، وإن هذا الاحتلال يُعد خطرا ونهاية للدين اليهودي، مثل جماعة يهود متحدون ضد الصهيونية، وجماعة ناطوري كارتا، ومعناها حارس المدينة، وتتواجد هذه الجماعة في أميركا وبريطانيا والقدس، وقد تأسست عام 1935، وتؤمن بإن الدين اليهودي يمنع قيام دولة يهودية، وأقر حاخامها موشيه هيرش، بإن الرئيس الراحل ياسر عرفات هو القائد الشرعي والقانوني لدولة فلسطين والتي تشمل ما يعرف حاليا باسرائيل، وأصول معظم الأعضاء من المجر وليتوانيا، وترفض هذه الطائفة دفع الضرائب لدولة اسرائيل، لأنها لا تعترف بها، ولا تقبل لمس أي عملة نقدية تحمل صور وشعارات الصهيونية، ولا يقترب أعضاء هذه الطائفة من حائط البراق، لاعتقادهم بأنه تم تدنيسه من قبل الصهاينة، ويؤكدون ان المستوطنات تعد سببا رئيسيا في سفك الدماء في فلسطين، وبإن اليهود قبل عصر الصهيونية كانوا يعيشون بسلام في فلسطين مع السكان العرب المسلمين والمسيحين.

نكرر لا دين للصهيونية، فهناك كثير من المسيحيين، أكثر صهيونية من اليهود، وهناك أيضا العديد من المسلمين العرب وغير العرب المتصهينين، وهناك أيضا قلة من الهندوس والبوذيين من الصهاينة، وهناك ممن لا دين لهم من الصهاينة.

ولا عرق للصهاينة، فهناك الصهيوني السامي، والآري، والزنجي، والقوقازي، وفي كل أعراق الأرض التي وصلت إلى أكثر من 170 عرقاً، يوجد صهاينة.

ولا مكان واحد للصهاينة، فهناك الصهيوني الأميركي والأوروبي والأفريقي والآسيوي والأسترالي، فالصهيونية منتشرة في كل قارات العالم.

ولا جنسية للصهيوني، فهناك المتصهين العربي الموجود في كل قطر عربي، وهناك المتصهين الألماني والروسي والنمسوي والمجري، ومن كل دول أوروبا، وهناك المتصهين الأميركي، واللاتيني في كل دول أميركا اللاتينية، كالمكسيك والأرجنتين وغيرهما.

وصلني شريط فيديو عن (حاخام صهيوني يعيش في الأرجنتين، يُعّمد شابا يهوديا في مقتبل العمر، وأثناء التعميد يكيل الشتائم على كل العرب والمسلمين).

ورغم اختلاف جنسيات الصهاينة وأعراقهم ومعتقداتهم، إلا ان أهدافهم موحدة تتمثل في: خلق كيان صهيوني خالص من جهة، وضمان بقاء هذا الكيان، بإزالة أقطار عربية من على خارطة العالم، والعمل على تقسيمها وتفكيكها من جهة أخرى.

ومن أجل تحقيق أهدافهم، قام الصهاينة بتأسيس مؤسسة تُعرف بالماسونية العالمية، وقد تلبست بمظهر الإنسانية والإخاء العالمي، لكنها في الحقيقة منظمة عالمية تخدم مصالح الصهيونية في كل مكان في العالم.
د. أنيسة فخرو- الراي الكوينية-