متابعات-
في أول رد فعل بحريني رسمي على الحقائق التي كشفتها قناة "الجزيرة" الفضائية القطرية في برنامج "ما خفي أعظم"، لم تنفِ المنامة ما ورد، واكتفت بانتقاد "أسلوب" القناة.
وبحسب ما صرح به مصدر مسؤول بوزارة شؤون الإعلام البحرينية، في رد فعل سريع جاء عقب انتهاء البرنامج، فإن "أسلوب برنامج قناة الجزيرة القطرية (ما خفي أعظم) والذي بثته عن البحرين، ما هو إلا أسلوب إرهابي يحثُّ على الكراهية، ويحرض على الفرقة وشق وحدة الصف الوطني"، مضيفاً: "هذا سيؤدي حتماً إلى تصعيد ما هو قائم إلى مستويات أشد وأسوأ".
ولم يتطرق المسؤول البحريني إلى ما أورده البرنامج من علاقات سرية سعت المخابرات البحرينية إلى تكوينها مع تنظيم "القاعدة"، لاستهداف رموز المعارضة في البلاد.
في تصريح لمصدر مسؤول بوزارة شؤون الإعلام .. أسلوب برنامج قناة الجزيرة القطرية يحث على الكراهية ويحرض على شق الصف الوطنيhttps://t.co/aMJCLwmmNg
— وكالة أنباء البحرين (@bna_ar) July 14, 2019
فقد تمكنت "الجزيرة" من الوصول إلى شخصيات رفيعة كانت ضمن "المطبخ السياسي" لملك البحرين، ومنهم أحد قادته العسكريين، ونشرت شهاداتهم بالصوت والصورة، وهو الأمر الذي يجعل محاولة نفي المنامة لما كشفوه شبه مستحيلة، لكون هذه الشخصيات حقيقية ومعلومة من قبلُ.
وتوصل التحقيق إلى أن البحرين سعت إلى إلصاق تهمة الإرهاب بمعارضيها، لكن تقارير كشفت ما أرادت سلطات المنامة إخفاءه، ومن ضمن ذلك ما نشره صلاح البندر، المستشار السابق في الديوان البحريني.
وقال البندر في شهادته: "الديوان موَّل قيام جماعات وأجهزة رديفة داخل الدولة بهدف العبث بالمشهد السياسي والتحشيد الطائفي السُّنّي في وجه المعارضين الشيعة".
وأضاف: "تم إنشاء جهاز سري، مهمته إعداد أجهزة رديفة لمؤسسات المجتمع المدني، ومؤسسات تعمل على الانتخابات، وإعداد مخطط هيكلي لعزل الشيعة عن السُّنة بالكامل".
وأوضح أنه استطاع تسريب التقرير، لأنه يملك الجنسية البريطانية، مشيراً إلى أن من "أهم الملفات المخطط الهيكلي لعزل الشيعة عن السُّنة، والتمويل كان من الديوان الملكي (البحريني) نفسه".
واستعرض التحقيق، الذي عرضته قناة "الجزيرة"، شهادات حية وتسجيلات تعود لعام 2011، تفضح العلاقة السرية بين المخابرات البحرينية وقيادات في "القاعدة"، لاستهداف رموز المعارضة وشيطنتها، وتنفيذ أجندة سياسية داخلياً وخارجياً، بتوجيه من ملك البحرين مباشرة.
وقال القيادي في التنظيم محمد صالح، في شهادته للبرنامج الاستقصائي: "نسجل شهادتنا، لتكون حمايةً لنا من جهاز الأمن الوطني البحريني، الذي قد يضحِّي بنا أو يلفِّق لنا أي تهمة".
وأضاف: "اتصلت بي قوات أمن الدولة، وأعلمتني بأن الملك يريد مني أن أواجه الرافضة والشيعة، وتنفيذ اغتيالات ضد قيادات المعارضة، وأبرزهم عبد الوهاب حسين، ورموز الشيعة".
وبيّن "صالح" أنه أُعطي الضوء الأخضر لتنفيذ الاغتيالات من خلال التواصل مع قيادات "القاعدة" في المملكة العربية السعودية، لجلب الأسلحة، مشيراً إلى اعتُقل على الجسر الرابط بين الرياض والمنامة، وتم التحقيق معه في سبب جلب الأسلحة.