يوسف حمود - الخليج أونلاين-
تتسارع الاتصالات واللقاءات والزيارات بين البحرين و"إسرائيل" بشكلٍ كبير، بعد أقل من عامٍ ونصف على دخول العلاقات بين الجانبين رسمياً، وتوجههما مؤخراً لإقامة علاقات دبلوماسية كاملة بين المنامة و"تل أبيب".
وظهر ذلك التسارع جلياً في الآونة الأخيرة، من خلال الزيارات السياسية والأمنية الأخيرة من القادة الإسرائيليين إلى البحرين، وتوقيع اتفاقيات أمنية وسياسية كبيرة، وصولاً إلى تعيين ضابط ارتباط بحري إسرائيلي لدى المنامة.
لكن الأبرز في كل ذلك هو إعلان ولي عهد البحرين عن زيارة سيقوم بها إلى "إسرائيل"، في تطور هو الأبرز في سير علاقات التطبيع بين الجانبين، بوصفه أكبر شخصية خليجية ستقوم بزيارة إلى "تل أبيب"، ما يطرح تساؤلات حول ما ستقدمه هذه الزيارة لدولة الاحتلال.
إعلان زيارة
في إعلانٍ هو الأبرز خلال زيارة رئيس وزراء دولة الاحتلال الإسرائيلي، نفتالي بينيت، إلى المنامة، أعلن وزير خارجية البحرين عبد اللطيف الزياني أن ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، سلمان بن حمد آل خليفة، قبل دعوة بينيت لزيارة "إسرائيل"، وأن المملكة وافقت على تعزيز التعاون مع "إسرائيل" في المجالات الاجتماعية والاقتصادية والأمنية.
وأضاف، في تصريحات نقلتها وسائل إعلام محلية في 15 فبراير 2022، أن "زيارة رئيس وزراء إسرائيل للمملكة علامة فارقة أخرى في العلاقات بين البلدين".
وأعرب عن أمله في أن "تقود المفاوضات (الفلسطينية الإسرائيلية) إلى حل يمكن أن تقوم على أساسه دولتان"، مؤكداً أن القضية الفلسطينية دائماً ما تكون على الطاولة، وندعو الجانبين إلى التفاوض.
وكان عاهل البحرين، حمد بن عيسى آل خليفة، بحث مع رئيس وزراء دولة الاحتلال الإسرائيلي، نفتالي بينيت، السلام في المنطقة وفرص تعزيز التعاون الثنائي خاصة في القطاعات الحيوية، فيما قبل ولي عهده دعوة لزيارة تل أبيب.
وذكرت الوكالة أن الجانبين بحثا التعاون الثنائي بين البلدين، وفرص تعزيزه وتنميته، وبخاصة في القطاعات الحيوية التي تحظى باهتمام متبادل بما يحقق تطلعاتهما إلى آفاق أوسع من العمل المشترك المثمر.
زيارات واستكمال دبلوماسي
بعد نحو شهرين من إعلان التطبيع بين الجانبين، أجرى وزير الخارجية البحريني زيارة لتل أبيب على رأس وفد رسمي في نوفمبر 2020، والتقى معظم المسؤولين الإسرائيليين؛ لمتابعة آخر تطورات التطبيع بين الجانبين.
وبحسب صحيفة "يديعوت أحرونوت"، زار وفد من الخارجية الإسرائيلية المنامة في ديسمبر؛ لاختيار موقع إقامة سفارة تل أبيب في البحرين.
وفي 14 يناير 2021، عينت "إسرائيل" إيتاي تاغنر قائماً بأعمال السفير الإسرائيلي لدى البحرين، في إطار تسارع تقوية العلاقات.
واستكمالاً لخطوات التطبيع أصدر العاهل البحريني، الملك حمد بن عيسى، في 30 مارس من العام نفسه، مرسومين بإنشاء بعثة دبلوماسية لبلاده في "إسرائيل"، وتعيين خالد يوسف الجلاهمة أول سفير لها في تل أبيب، ليؤدي القسم أمام الملك في يونيو بعد نحو 3 أشهر من تعيينه.
وفي 27 يونيو 2021، التقى وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد، نظيره البحريني في روما بأول لقاء بينهما، وبحثا العلاقات المشتركة بين الجانبين.
خيانة للفلسطينيين
يرى المحلل السياسي الفلسطيني مصطفى الصواف، أن الزيارات المتبادلة بين قيادة البحرين وقيادة دولة الاحتلال "ستزيد من ألم الشعب الفلسطيني بسبب هذه الطعنات التي توجه للجسد الفلسطيني".
ويؤكد الصواف، في حديثه لـ"الخليج أونلاين"، "ضرورة أن يواجه قرار الزيارة لولي عهد البحرين بالرفض من قبل البحرينيين، وأن يضعوا حداً لهذا الانزلاق في مستنقع الاعتراف والتطبيع ووقفة إعلامية من العالم العربي الحر وأحرار العالم".
ويشير إلى أن "إسرائيل" لا تتحرك "إلا بعد دراسة المصلحة التي ستجنيها من هذه الزيارة والتطبيع"، مضيفاً: "هي تريد أن تجعل من البحرين والإمارات مراكز لمخابراتها للتجسس على الدول المحيطة بهما، وخاصة إيران، ثم العمل على استثمار هذه العلاقة اقتصادياً، وخاصة في دولة بترولية وغازية لدعم اقتصادها وبناء مشاريع لها على حساب البحرين".
وتابع في هذا السياق أنه "بعد ذلك ستعمل على اختراق الشعوب بعد اختراق الأنظمة، ليس فقط شعب البحرين بل كل شعوب الخليج، وخاصة السعودية".
رفض شعبي
في المقابل، فإن التطبيع البحريني مع "إسرائيل" لا يزال يلقى معارضة داخلية متعددة الأطياف، أظهرت أن قرار المنامة بالتطبيع ليس سهلاً، ولا يلقى قبولاً شعبياً.
ولعل الكثير من السكان أبدوا أكثر من مرة انزعاجهم، إذ خرج عشرات البحرينيين إلى الشوارع في البحرين، احتجاجاً على زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي.
وشهدت سترة وبلدات بحرينية أخرى، من بينها المصلى، مسيرات تنديداً بما أسموه "الخيانة للشعب الفلسطيني"، كما أحرق المتظاهرون علم دولة الاحتلال الإسرائيلي.
وكانت مملكة البحرين انضمت إلى اتفاقية أطلق عليها اسم "أبراهام" في 11 سبتمبر 2020، لتكون ثاني دولة خليجية بعد الإمارات، قبل 4 أيام من توقيعه في واشنطن، حيث مثَّل المنامة وزير الخارجية البحريني عبد اللطيف الزياني، في توقيع الاتفاق بواشنطن.