دول » البحرين

بسبب رفضها للتطبيع.. ملك البحرين يقيل الوزيرة مي آل خليفة من منصبها

في 2022/07/23

متابعات-

كشفت مصادر إعلامية بالبحرين، السبت، أن الملك "حمد بن عيسى آل خليفة"، أقال رئيسة هيئة البحرين للثقافة والآثار، الوزيرة الشيخة "مي بنت محمد آل خليفة" من منصبها، بسبب رفضها لتطبيع العلاقات بين البحرين وإسرائيل، في موقف عبّرت عنه مؤخرا برفضها مصافحة السفيرة الإسرائيلي في المنامة "إيتان نائيه".

وأوضحت المصادر أن الإقالة جرت، يوم الخميس الماضي الموافق 21 تموز/ يوليو الجاري، حيث أصدر الملك مرسوما بتعيين الشيخ "خليفة بن أحمد بن عبد الله آل خليفة"، رئيسا لهيئة البحرين للثقافة والآثار.

وجاء قرار الإقالة بعد رفض الشيخة "مي"، التي عملت في الإعلام والثقافة لأكثر من 20 عاما، لمصافحة السفير الإسرائيلي لدى المنامة، في مجلس عزاء خاص، أقامه السفير الأمريكي "ستيفن بوندي"، في منزله في العاصمة البحرينية.

وأقام "بوندي" مجلس العزاء، في 16 حزيران/ يونيو الماضي، بمناسبة وفاة والده، ودعا إليه سفراء ومسؤولين، من بينهم السفير الإسرائيلي والشيخة "مي".

وخلال التصوير في مجلس العزاء، رفضت المسؤولة البحرينية المنحدرة من العائلة الحاكمة، مصافحة سفير إسرائيل بعد أن علمت جنسيته، وقررت الانسحاب من المكان، وطلبت من السفارة الأمريكية عدم نشر أية صورة لها في مجلس العزاء.

وكانت الشيخة "مي" قد رفضت تهويد أحياء قديمة في العاصمة البحرينية، ورفضت السماح لمستثمرين يهود بتشييد حي يهودي من باب البحرين حتى الكنيس اليهودي في المنامة.

كما استضاف مركز الشيخ إبراهيم، الذي تديره الشيخة "مي"، المؤرخ والمفكر اليهودي "إيلان بابيه"، في نوفمبر/تشرين الثاني 2021، في ندوة طرح خلالها أن الحل المستقبلي المنشود للقضية الفلسطينية يتمثل في إلغاء الاستعمار الاستيطاني العنصري الصهيوني لفلسطين، في نشاط ثقافي شكل ضربة لجهود التطبيع مع إسرائيل.

وفي تغريدة على حسابها الرسمي على موقع تويتر، قالت الشيخة مي، أمس الجمعة: "من القلب ألف شكر لكل رسالة وصلتني، وحدها المحبة تحمينا وتقوّينا"، وذلك في أعقاب بدء وسائل الإعلام تداول نبأ إقالتها المفاجئة، دون التطرق صراحة إلى حيثيات القرار.

وعلّق وزير الثقافة الفلسطيني السابق "إيهاب بسيسو"، على خبر إقالة الشيخة "مي"، في منشور مطول على "فيسبوك"، جاء فيه: "الشيخة مي تضعنا أمام صورة جديدة من صور الحقيقة الناصعة وهي أن الانحياز للإنسان - الضحية أمام ماكينات الفولاذ القاتل لا يمكن أن يتجزأ بل يزداد ثباتًا وتماسكًا وقوة تؤكد على أن الإنسان في المقام الأول حق وحرية"

وأضاف: "أستعيد الصوت، صوتها الذي لم يكف عن الترديد دومًا: الثقافة فعل مقاومة، خصوصًا في ذلك اليوم الذي حملنا فيه صورة السيدة (محفوظة عودة) من قرية سالم في الضفة وهي تحتضن جذع زيتونتها أمام جنود الاحتلال الموغلين في اقتلاع شجر الزيتون وتجريف ومصادرة الأرض الفلسطينية".

وشدد "بسيسو" على أن "القيمة الحقيقية للانسان لا تكمن في أي موقع رسمي أو في أي وظيفة عمومية أو خاصة، بل في الموقف وجوهر الانتماء للكلمة التي لا تعرف الصمت أو الحياد أمام ضجيج اللا عدالة الإنسانية وصراخ الضحايا في متاهات الموت الاستعماري كل يوم".