نفيت زومر- يديعوت أحرونوت-
وثيقة تفاهم شراء السيطرة في “فينكس” (شركة التأمين الأكبر في إسرائيل) من جانب صندوق حكومة أبو ظبي، تقلق الكثيرين في السوق المالية ممن تسوؤهم رؤية توفيرات الإسرائيليين المالية في أيدي دولة ليس فيها شفافية ومتعلقة باتفاقات هشة، خصوصاً في منطقة غير مستقرة كالشرق الأوسط. ولكن بسبب الحساسية السياسية، يقدرون أنهم لن يحاولوا تذويب الصفقة على تأخير الأذون الإدارية؛ منعاً لرفض علني للإماراتيين. “ستكون صفقة فينكس تحدياً رئيس الوزراء التالي. سيكون من الصعب قول “لا” للإماراتيين، بعد أن دعاهم للاستثمار في إسرائيل في إطار اتفاقات إبراهيم. وعليه، فمعظم الاحتمالات أن تذاب الصفقة بواسطة الأنظمة الإدارية. بعد سنة، سنة ونصف، سيطلب الناظم الإداري المزيد من الوثائق والإيضاحات – إما يمل الأمريكيون أو الإماراتيون، فتسقط الصفقة، وقد سبق لأمور مشابهة أن حصلت في الماضي”، هكذا قدر مسؤول كبير سابق في المالية. وينضم إليه أيضاً مسؤولون كبار في السوق المالية قالوا لـ “مامون”: “سيتعين على بيبي أن يقتل الصفقة برقة كي لا يدخل في مواجهة مع الإماراتيين”.
في السوق المالية أطلقوا انتقاداً شديداً على أنهم لم يمنعوا هذه الإمكانية في المراحل الأولية على الأقل. وحسب أولئك المسؤولين، فقد “كانت حاجة، في المرحلة الأولية على الأقل، لوضع حاجز على الاستثمارات مثل هذا النوع من الأجسام المالية. علاقاتنا مع الإمارات التي كانت قبل وقت غير بعيد دولة عدو، في بداية طريقها، تقف في الاختبار ونواياهم ليست معروفة لنا. وليس كل شيء شفافاً في الإمارات. تحوز “فينكس” 365 مليون شيكل من أموال الموفرين الإسرائيليين، منها 60 مليوناً أموال تقاعد. إضافة إلى ذلك، ليست “فينكس” مجرد شركة تأمين أخرى، بل باتت أكثر من ذلك بكثير – شركة لها استثمارات حقيقية في شركات إسرائيلية كثيرة من شبكة أغذية (خمور ليتان) وحتى بارتنر وغاما – قروض خارج بنكية، ورافا للأدوية، وهيئات مالية للاستثمار وغيرها. ويشكل الاستثمار في فينكس بطاقة دخول في مسار سريع لكل السوق الإسرائيلية، وليس فقط لأموال الموفرين. قسم كبير من أرباح “فينكس” يأتي من الاستثمارات الحقيقية”.
لقد خلقت الصفقة صدى من النقد ضدها، بحجة مركزية أن صندوق ADQ صندوق حكومي يسيطر عليه حاكم أبو ظبي الشيخ محمد بن زايد. هذه دولة ليس كل شيء فيها شفافاً وهي في منطقة ليست مستقرة دوماً. قال مقرب من السلطة المالية لـ “مامون”: “عندما توجهنا إلى الاتفاقات، كان النهج الإسرائيلي هو جلب المال للاستثمار في الزراعة، والشركات، واستحداثات شيكل بثمن 2 شيكل. فكرنا أنه يمكن بيع الأحلام لهم. نتنياهو فتح لهم الطاولة، واعتقدنا أنهم سيكتفون بالفلافل، فإذا بهم يختارون الوجبة الأفضل – شركة التأمين الرائدة في إسرائيل. ذخر مثبت مع إمكانات كبرى. إذا اعتقد أحد ما في البلاد أن بإمكانه أن يخدعهم، فمن المحتمل أكثر أن العكس هو ما سيحصل. في النهاية، سيتعين على المقررين أن يشرحوا الخطر المحدق منها إذا أرادوا عدم إقرار الصفقة. إذا لم تقر الصفقة، من ناحية الإماراتيين، سيزال القناع عن نوايا حكومة إسرائيل. حسب تجربتي طويلة السنين، سيتعين عليهم أن يقتلوا هذا برقة بوسائل بيروقراطية، فيطلبون من الشارين المزيد من الوثائق والمعطيات على أمل أن ييأسوا أو يحصل البديل فتفرض سلطة المال قيوداً مختلفة ومتنوعة على الشارين، بحيث تصبح “فينكس” أقل جذباً لهم. لا شك أن على المنظم في البلاد أن يكون خلاقاً”.
في المقابل، هناك من يؤيد الصفقة. فقد قال مالك شركة الاستثمارات: “من حيث المبدأ، ليس لأصحاب السيطرة تأثير أو تدخل في توفيرات “فينكس”. هذه خطوة ستشجع مزيداً من الاستثمارات من دبي، وتأتي في اللحظة التي يتوجه فيها الاقتصاد العالمي والإسرائيلي إلى الإبطاء، وتضعف فيها التكنولوجيا العليا”.