هيومن رايتس ووتش-
طالبت منظمات بحرينية ودولية، السلطات في المملكة للإفراج عن المدون والناشط الحقوقي "عبدالجليل السنكيس"، بعد تدهور حالته الصحية مؤخرا.
جاء ذلك في رسالة وجهتها المنظات بقيادة "هيومن رايتس ووتش" و"العفو الدولية"، إلى العاهل البحريني الشيخ "حمد بن عيسى آل خليفة" وولي عهده رئيس الوزراء "سلمان بن حمد".
وجددت المنظمات دعوتها للإفراج عن "السنكيس" فورًا ودون قيد أو شرط، داعية إلى أنه حتى تنفيذ مطالبهم يجب "ضمان احتجازه في ظروف تلاقي المعايير الدولية، وتلقي أدويته دون تأخير، وحصوله على الرعاية الصحية المناسبة، في الامتثال لأخلاقيات مهنة الطب، والتأكد من نقل أبحاثه التي تمت مصادرتها بشكل تعسفي إلى أفراد أسرته على الفور".
و"السنكيس" أكاديمي وناشط ومدون حائز على جوائز، يقضي عقوبة بالسجن المؤبد في البحرين لمجرد ممارسته حقوقه الإنسانية في حرية التعبير والتجمع السلمي.
وجاءت الرسالة لتصادف 15 يناير/كانون الثاني الجاري، وهو عيد ميلاد "السنكيس" الـ 61، والسنة الثانية عشرة التي يقضها رهن الاعتقال.
((1)) وسبق أن طالبت هذه المنظمات في رسالة مماثلة، في 13 أغسطس/آب 2022، بالإفراج الفوري وغير المشروط عن "السنكيس"، وضمان حصوله على الرعاية الصحية الكافية، وحمايته من التعذيب وغيره من المعاملة السيئة، وأن يتم نقل عمله الأكاديمي إلى عائلته في غضون تحقيق ذلك.
ولفتت المنظمات أن وضع المعتقل البحريني "مقلق"، بعدما مر عام ونصف منذ أن بدأ "السنكيس" إضرابه عن الطعام في 8 يوليو/تموز 2021 ردًا على مصادرة سلطات السجن لكتابه عن اللهجات البحرينية العربية، حيث قضى 4 سنوات في البحث والكتابة يدويًا.
وتقول حكومة البحرين، إن الوثائق التي يتحدث عنها السجين صودرت خلال محاولة لتهريبها خارج السجن، في انتهاك للقواعد والإجراءات المعمول بها، حسب قولها.
ووفق الرسالة، فـ"خلال إضرابه عن الطعام، كان يسند نفسه فقط من خلال مكمل سائل متعدد الفيتامينات، الشاي بالحليب والسكر، الماء والأملاح".
وأضافت: "نحن منزعجون بشدة من التحديثات الواردة من عائلة السنكيس والتي توضح بالتفصيل حالته الطبية الحالية".
((2)) وزادت الرسالة" "السنكيس يعاني من ضعف في البصر وألم والتهاب في المفاصل ورجفة ومشاكل في البروستاتا، وفي الأشهر الأخيرة، استمرت هذه المشكلات الطبية في التدهور - فقد زاد الألم في كتفه الأيسر وتدهور بصره بشكل أكبر".
وتابعت رسالة المنظمات: "في ظل تدهور صحة السنكيس، نشعر بقلق بالغ إزاء استمرار تأخير أو رفض توفير أدوية السنكيس، فيما نخشى أن يكون محاولة عقابية للضغط عليه لإنهاء إضرابه عن الطعام".
وواصلت الرسالة التعبير عن القلق بالغشارة إلى تلقي المنظمات معلومات من عائلة "السنكيس" تفيد بأنه "محتجز فيما يرقى فعليًا إلى الحبس الانفرادي داخل غرفته في مركز كانو الطبي، حيث مُنع من الخروج أو التعرض لأشعة الشمس المباشرة أو تلقي العلاج الفيزيائي الذي يحتاجه لإعاقته".
وتابعت: "أدى الحرمان المتعمد من الرعاية الصحية إلى تعريض حياة السنكيس لخطر جسيم، وهو بمثابة فشل واضح في توفير الرعاية الصحية بما يتماشى مع التزامات البحرين بموجب القانون الدولي لحقوق الإنسان".
وسبق أن تبنى البرلمان الأوروبي في 14 ديسمبر/كانون الأول الماضي، قرارًا عاجلاً يدعو إلى الإفراج عن "السنكيس" إلى جانب سجناء آخرين "اعتُقلوا وحُكم عليهم لمجرد ممارستهم لحقهم في حرية التعبير".
((3)) و"عبدالجليل السنكيس" أكاديمي بحريني، وكان ناشطا في مجال حقوق الإنسان ومدونا بارزا، وهو واحد من بين مجموعة "البحرين 13" التي تضم القادة السياسيين الذين اعتقلوا لدورهم في الحراك الديمقراطي في البحرين عام 2011، وحكم عليه بالسجن مدى الحياة بتهمة محاولة إسقاط الحكومة.
يقضي "السنكيس"، عقوبته في سجن "جو" سيئ السمعة في البحرين، يعاني من عدة أمراض مزمنة، منها متلازمة ما بعد شلل الأطفال، وحالة عضلية هيكلية تتطلب استخدام عكازات أو كرسي متحرك، ما يجعل إضرابه عن الطّعام ضارًا بشكل خاص بصحته.
وخلال فترة وجوده في السجن، اشتكى مرارًا وتكرارًا من الإهمال الطبي من قبل سلطات السجن، وهو أسلوب شائع من العقاب ضد السجناء السياسيين في البحرين.
وحسب اللّجنة البحرينية المستقلة لتقصي الحقائق، تعرّض "السنكيس" للتعذيب الوحشي بعد اعتقاله، بما في ذلك الضّرب المتكرر، والتحرش الجنسي، وإجباره على لعق حذاء حراس السّجن، والتّهديد باغتصاب زوجته وابنته، من بين انتهاكات أخرى.
ودعا المجتمع الدولي مرارًا وتكرارًا إلى إطلاق سراحه، بمن في ذلك المقرّرون الخاصّون للأمم المتحدة المعنيّون بالمدافعين عن حقوق الإنسان.