ميدل إيست مونيتور - ترجمة الخليج الجديد-
كشفت إسرائيل النقاب، عن خطط لبناء أطول كابل كهربائي تحت البحر في العالم، يربط دول أوروبا ودول الخليج عبر الأردن ومصر.
وقالت وزارة الطاقة الإسرائيلية، إن المجلس الوطني للتخطيط والبناء بدأ دفع خطط خط تصدير الكهرباء إلى أوروبا، قُدمًا، وفق ما نقل تقرير لموقع "ميدل إيست مونيتور"، وترجمه "الخليج الجديد".
ونقل بيان نشرته وكالة "رويترز"، عن وزير الطاقة يسرائيل كاتس، قوله إن المشروع جزء من خطة أوسع نطاقًا لربط شبكات الكهرباء في إسرائيل، بنظيرتها في مصر والأردن ودول الخليج أيضًا.
كما تتضمن الخطة إقامة خط آخر لربط شبكات الكهرباء الإسرائيلية عبر البحر المتوسط، بجزيرة قبرص واليونان في أوروبا.
ويبلغ طول الخط المقترح 150 كيلومترًا (93 ميلًا) داخل إسرائيل، وسيحمل الكهرباء من مزارع الطاقة الشمسية في صحراء النقب جنوب إسرائيل، إلى وسط وشمال البلاد.
وأشاد كاتس بالخطة باعتبارها "مشروعًا رائدًا وعابرًا للحدود من شأنه أن يدفع شبكة الكهرباء الإسرائيلية إلى الأمام، ويعزز مكانة إسرائيل في المنطقة".
وقال: "الكبل جزء مهم من الخطة الوطنية للطاقة والبنية التحتية في إسرائيل، وسيسهم في الاستقرار الاقليمي".
وكانت قبرص وإسرائيل واليونان قد أبرمت، في مارس/آذار 2021، اتفاقية مبدئية للربط الكهربائي بين البلدان الـ3، ويتضمن مدّ أطول خط كهرباء تحت سطح المياه في العالم.
وكان من المتوقع تشغيل المرحلة الأولى من المشروع -الذي يُطلق عليه اسم "يورو آسيا انتركونكتور"- بحلول عام 2025.
وعبر خط تحت المياه بقدرة 2000 ميغاواط، سيربط المشروع شبكات الكهرباء في مدن الخضيرة شمال غرب إسرائيل، وجزيرة قبرص، وجزيرة كريت اليونانية.
ويبلغ طول خط تصدير الكهرباء إلى أوروبا 1208 كيلومترات، وتقع أدنى نقطة له عند 3000 متر تحت مستوى سطح البحر.
وفي تصريحات سابقة لوزراء خارجية قبرص واليونان وإسرائيل، في مارس/آذار 2023، أعربوا عن أملهم في أن يكون الخط البحري الجديد لتصدير الكهرباء إلى أوروبا "مزودًا رئيسًا للقارة العجوز".
من المتوقع أن يموّل الاتحاد الأوروبي عبر مرفق التواصل الأوروبي -جزئيًا- كلًا من خط الكهرباء البحري وخط أنابيب غاز شرق المتوسط.
وتصل مساهمة الاتحاد في مشروع الربط العابر لقارّتي آسيا وأوروبا إلى نحو ثُلث الاستثمارات البالغة 1.6 مليار يورو (1.74 مليار دولار أمريكي).
وما زالت دراسات الجدوى جارية بشأن خط أنابيب شرق المتوسط، الذي من المتوقع أن يصل طوله إلى 1900 كيلومتر، بإجمالي استثمارات 6 مليارات دولار.
ويأتي الحديث عن الكابل الكهربائي، بعد نحو شهرين من كشف تقارير عن تحرك صندوق استثمار إسرائيلي كبير، بدعم أمريكي، لدعم مشروع في السعودية لبناء كابل ألياف ضوئية يربط بين الرياض وتل أبيب، وعواصم خليجية أخرى.
والمشروع يكتسب زخما في السعودية، ويطلق عليه "المنظومة العابرة لأوروبا وآسيا (TEAS)"، وسيكون أول قطعة بنية تحتية تربط إسرائيل بالمملكة مباشرة.
ويحظى المشروع أيضاً بدعم هيئة الربط الكهربائي لدول مجلس التعاون الخليجي، ومقرها السعودية، وهي شركة خاصة مملوكة بشكل مشترك لدول المجلس الست، وتهدف إلى بناء شبكة كهرباء عابرة للحدود في المنطقة.
ويمرّ الكابل الذي يبلغ طوله 20 ألف كيلومتر عبر أربع دول أخرى من دول مجلس التعاون الخليجي؛ هي والبحرين وقطر وسلطنة عمان، بالإضافة إلى الأردن وفلسطين على طريق بين مرسيليا في فرنسا ومومباي في الهند.
وتمّ الإعلان عن الخط على أنه "ثوري" في الصناعة، لأنه سيكون أول كابل يمر عبر شبه الجزيرة العربية من رأس الخير على الخليج إلى عمان، ثم إلى إسرائيل، وسيمتد جزء جنوبي منه على طول قاع البحر من المحيط الهندي عبر البحر الأحمر إلى خليج العقبة.
ويتجنب كلا المسارين مصر، التي تهيمن حالياً على خطوط الكابلات من أوروبا إلى غرب آسيا وأفريقيا، والتي تمثل ما يصل إلى 30% من حركة الإنترنت العالمية.
وتم الكشف عن التدخل الإسرائيلي بالمشروع في يناير/كانون الثاني 2021، عندما ذكرت صحيفة الأعمال اليومية "كيستون جلوبز"، عن صندوق استثمار في البنية التحتية الإسرائيلية يمتلك حصة أغلبية في شركة النقل الوطنية، قد استحوذ على حصة 25% في المشروع.