موقع بريطاني-
تقول مريم الخواجة، وهي ناشطة بحرينية في مجال حقوق الإنسان وتعيش في المنفى الاختياري، إنها ستخاطر بالسفر إلى البحرين الأسبوع المقبل رغم احتمال اعتقالها، وذلك من أجل لفت النظر الى قضية سجن والدها ومئات آخرين يواصلون إضرابا جماعيا عن الطعام في سجون البحرين.
وتضيف مريم الخواجة أن العودة إلى البحرين هي المحاولة الأخيرة لإنقاذ حياة والدها عبد الهادي الخواجة، وهو شخصية معارضة بارزة، ومحكوم عليه بالسجن مدى الحياة ابتداء من عام 2011 بعد أن شارك في احتجاجات سلمية تدعو إلى احترام الحريات الأساسية في المملكة.
وتفيد المعطيات المتوفرة بأن الخواجة من بين 800 سجين يقول النشطاء إنهم مضربون عن الطعام منذ أوائل شهر آب /أغسطس الماضي للاحتجاج على ظروف الاعتقال في سجن جو حيث يتم حبسهم في زنازينهم.
وبعد يومين من الإضراب، تم إدخال الخواجة البالغ من العمر 62 عاما إلى وحدة العناية المركزة في مستشفى عسكري مع عدم انتظام ضربات القلب. وبعد العلاج، استقرت نبضات قلبه وأعيد إلى السجن حيث استأنف إضرابه عن الطعام.
وتقول مريم التي تشعر بقلق شديد “كل يوم يمر أشعر بالقلق من أنني سأتلقى مكالمة هاتفية تفيد بأن والدي قد توفي في السجن”، وتضيف في حديثها لموقع ميدل إيست آي “هذه محاولتي الأخيرة لإنقاذ حياة والدي، وأريد أيضا أن ألفت الانتباه إلى وضع أكثر من 800 معتقل مضرب عن الطعام في البحرين الآن”.
وتدرك مريم أنه قد يكون لقرارها بالعودة إلى البحرين عواقب وخيمة، إذ تقول إنها “تخاطر باحتمال سجنها مدى الحياة”.
وفي عام 2014، حكم على مريم غيابيا بالسجن لمدة عام بتهمة الاعتداء على ضباط الشرطة. وقالت إنها هي التي تعرضت للاعتداء من قبل الشرطة التي اتهمتها بعد ذلك بالاعتداء، بالإضافة إلى الحكم بالسجن لمدة عام واحد. وأوضحت خواجة أنها تواجه أربع تهم أخرى تتعلق بإهانة الملك، كل منها يحمل عقوبة محتملة بالسجن لمدة سبع سنوات.
وقالت: “على حد علمي، كانت هناك أيضا تهمة تم توجيهها بموجب قانون الإرهاب ضدي والتي تم تعريفها بشكل غامض، مما يعني أنه حتى عمل المدافع عن حقوق الإنسان يمكن اعتباره إرهابا”.
لدى الناشطة مريم مجموعة من الأشخاص الذين تعهدوا بالسفر معها، بالنظر إلى الخطر الكبير للغاية المتمثل في احتمال اعتقالها بمجرد وصولها إلى البحرين.
ومن أجل زيادة الوعي بقضية والدها، والآن قضيتها الخاصة، دعت خواجة الى التضامن معها، على أمل أن يوفر لها ذلك بعض الحماية.
“مذعورة بشأن العودة”
في حين تم الترحيب بقرارها على أنه شجاع من قبل النشطاء وأصدقائها الآخرين، قالت خواجة إنه لم يكن خيارا سهلا، وأضافت “في الحقيقة، أنا مرعوبة من العودة… وبالتأكيد لا أريد العودة إلى السجن. لقد عانيت من السجن، وعانيت من الإضراب عن الطعام، أعرف كيف يبدو ذلك”.
ومع هذا، تأمل مريم في ممارسة ضغط كاف على السلطات حتى تتم تلبية مطالب المضربين عن الطعام، وألا ينتهي بها الأمر خلف القضبان.
وفقا لخواجة، فإن الطريقة الوحيدة لتحقيق ذلك هي الضغط من جانب الحكومات الكبرى، وخاصة الغربية، على الحكومة البحرينية لإطلاق سراح جميع السجناء السياسيين وسجناء الرأي. وتختم بالقول “على الرغم من الخوف، أعتقد أن محاولة إنقاذ حياة والدي أهم من الخوف”.