دول » البحرين

التعليم والأمراض المزمنة

في 2015/10/30

 فاطمة النزر- الوسط البحرينية-

تشهد مملكة البحرين في الآونة الأخير تطورا كبيرا في الخدمات المخصصة لذوي الاحتياجات الخاصة، وخصوصا الخدمات التعليمية ودمجهم مع اقرانهم من الطلبة الأصحاء واستحداث مناهج تتناسب معهم، مع تطلعنا لمزيد من التطوير في الخدمات لهذه الفئة التي لا يستهان بعطاءاتهم للوطن وبقدراتهم وأفكارهم الإبداعية.

ولكن في خضم تلك الخدمات المخصصة لذوي الاحتياجات الخاصة نجد فئة -لها احتياجات خاصة- لا تحظى بالقدر الكافي من الخدمات التعليمية، بل ولا تندرج ضمن ذوي الاحتياجات الخاصة، وهم الطلبة المصابون بأمراض مزمنة مثل السكلر وضعف المناعة والكبد والفشل الكلوي، وغيرها من الأمراض التي تعيق الطالب عن الانتظام في الحضور للمدرسة، وتعرقل تحصيله الأكاديمي.

فكثيرا ما نقف عاجزين امام حالات ترغب في الدراسة ولكن تحول ظروفها الصحية دون ذلك، ونحن هنا لا ننكر الجهود التي تبذلها وزارة التربية والتعليم مع الطلبة المصابين بمثل هذه الامراض وخصوصا مع مرضى السرطان والخدمات التعليمية المميزة المقدمة لهم، بالإضافة لتعاونها مع الجهات الاهلية مثل مبادرة ابتسامة لدعم مرضى السرطان، وجمعية أمنية طفل وغيرها من الجمعيات المعنية بمرضى السرطان، ولكن في الوقت ذاته نتطلع للاهتمام بالحالات المرضية الأخرى من الامراض المزمنة.

حيث يجد أولياء الأمور صعوبة شديدة في تزويد أبنائهم بالكفايات التعليمية، وخصوصا مع ندرة الخدمات التي تتناسب مع احتياجاتهم وقدراتهم الصحية، باستثناء إمكانية تقديم امتحانات في لجان خاصة، ولعل هذا الامر يزيد من الأعباء النفسية على الاسرة بسبب صعوبة مواجهة المرض وما يترتب عليه من عدم حصول ابنهم لخدمات أساسية بسبب حالته.

لذلك نأمل بأن تشمل الخدمات التعليمية المقدمة لمرضى السرطان باقي الطلبة المصابين بأمراض أخرى، بالإضافة لحصر هذه الحالات ومقابلة أولياء امورهم للتعرف على احتياجاتهم التعليمية والتربوية وأهم الصعوبات والمعوقات التي تواجههم في هذا الجانب.

فاطمة_السيكولوجست: ترتقي المجتمعات بتكاتف سواعد أفرادها، وخير وسيلة لنهوض المجتمعات تنمية عقول أبنائها بالعلم والمعرفة.