منصور الجمري- الوسط البحرينية-
لعل أكثر تصريح لفت انتباه الناس أمس، هو ما ورد على لسان النائب خالد الشاعر «أن الأزمة الاقتصادية التي تعيشها البحرين، هي الأربعة ملايين برميل نفط، التي أغرقت إيران السوق بها، وباعتها برخص التراب»، واعتبر أن الدافع الإيراني هو «استهداف البحرين ودول الخليج بغرض تعطيل مصالحها الاقتصادية». هذا التصريح أثار تعليقات كثيرة، إذ كان البعض يردده من باب السخرية قبل أن يتحدث به النائب في جلسة مجلس النواب أمس، وهو يعكس حالة تعطل التفكير بصفاء حول هذا الموضوع الجاد.
انخفاض أسعار النفط له عدة أسباب، وواحد منها يعود إلى إيران مستقبلاً (وليس حالياً). فإيران تنتج حالياً -بسبب الحظر الاقتصادي- نحو 2.7 مليون برميل يومياً، تستهلك 1.7 مليون برميل محلياً، وتصدر مليون برميل إلى الخارج، وتخزن الفائض الذي لم تستطع تصديره منذ 2012، ويقدر الخبراء أن لديها نحو 35 مليون برميل في مخزونها، وهذه الكمية جاهزة لدخول السوق العالمي، كما وستعود إيران إلى إنتاج كامل طاقتها البالغة 4 ملايين برميل يومياً خلال الشهر الجاري (بعد الإعلان عن رفع العقوبات).
هناك أسباب أخرى غير إيران. فالدول المصدرة للنفط (أوبك) قررت الشهر الماضي عدم وضع سقف للإنتاج، على رغم أن هناك 2 مليون برميل يومياً أكثر من حاجة السوق العالمي. ربما أن دول الأوبك كانت في الأساس تريد منع منافسة النفط الصخري الذي تنتجه أميركا، إذ إن هذا النوع من النفط يحتاج لسعر البرميل أن يكون 70 دولاراً أو أكثر، ولذلك فإن دول الأوبك ضخَّت الكثير من النفط وخفَّضت سعر البرميل كثيراً.
الصين تباطأت في استيراداتها من النفط بسبب تعرض سوق الأسهم لديها لاضطرابات، وبالتالي فإن الطلب ليس محموماً على النفط كما كان. روسيا بدأت تضخ نفطاً أكثر في محاولة للتعويض عن خسائرها ولمقاومة الضغوط الاقتصادية عليها... تنظيم «داعش» يبيع 1.5 مليون برميل يومياً بسعر التراب... وهذه جميعها أدت وستؤدي إلى نزول برميل النفط إلى مستوى قد يصل إلى 20 دولاراً، كما توقع خبراء أمس الأول.