الوطن العمانية-
أكد سعادة الشيخ خالد بن هلال المعولي رئيس مجلس الشورى، أن موقف السلطنة هو دائما وأبدًا إدانة الإرهاب بكافة أشكاله وصوره. جاء ذلك في كلمته أمام المؤتمر الثالث والعشرين للاتحاد البرلماني العربي أمس بمقر الجامعة العربية، برئاسة نبيه بري رئيس مجلس النواب اللبناني. رافق وفد مجلس الشورى العماني الشيخ خليفة الحارثي سفير السلطنة لدى مصر ومندوبها الدائم لدى جامعة الدول العربية. وأشار إلى أنه التزامًا منها بأهداف وميثاق الأمم المتحدة لصيانة السلم والأمن الدوليين فإنها تؤكد دعمها للجهود الرامية للقضاء على ظاهرة الإرهاب الدولي ومكافحته باتخاذ التدابير المناسبة والفعالة في هذا الشأن وتؤكد على إدانة الإرهاب الدولي والالتزام الثابت بجهود الشرعية الدولية وتنفيذ قرارات مجلس الأمن ذات الصلة وإعرابها الدائم عن استعدادها للتعاون مع الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب الدولي وفق قواعد القانون الدولي. وأضاف: في هذا المقام أود أن استذكر مقولة لجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم ــ حفظه الله ورعاه ـــ، في مطلع التسعينات «إن التطرف مهما كانت مسمياته والتعصب مهما كانت أشكاله والتحزب مهما كانت دوافعه ومنطلقاته نباتات كريهة سامة ترفضها التربة العمانية الطيبة التي لا تنبت إلا طيبًا، ولا تقبل أبدًا أن تلقى فيها بذور الفرقة والشقاق»، ومن هذا النهج الذي رسمه لنا جميعا كعمانيين، واستمرت أقواله ودعواته الكريمة مدرسة يتعامل بها العماني داخل السلطنة وخارجها، بل وتشرب منها الزائر والمقيم تحت ظل حكم وحكمة جلالة السلطان المعظم. وقال أن العمل العربي المشترك ينبغي أن يحظى بالنصيب الأوفر وأن تسخر له كل الجهود الممكنة للارتقاء به إلى الأفضل. وأكد على ضرورة أن نقف متكاتفين إزاء هذا الخطر الكبير بوضع رؤية تساهم في مكافحة الإرهاب مثل العمل على خلق بيئة مستقرة من خلال نشر مفهوم التسامح بين فئات المجتمع بغض النظر عن الانتماء العرقي و الوطني والديني، وتطبيق سيادة القانون على كافة شرائح المجتمع، وتحقيق مبدأ المساواة في الحقوق والواجبات، ونشر الوعي الثقافي و الديني ذو العلاقة بمبادئ الإنسانية التي كفلتها جميع الأديان السماوية وغرسها لدى النشء وفي المراحل الأولى من الأعوام الدراسية، ودعم كافة الجهود الفردية والجماعية التي تحارب الإرهاب و جذوره وأسبابه سواء على المستوى الأهلي أو الحكومي، والعمل على حل الخلافات بالطرق السلمية وفي أقصر وقت ممكن لا تستفحل المشكلة على أطرافها. وأضاف: إننا نراقب سير الأحداث التي تمر بها الدول العربية، ونأمل أن تفضي مبادرات المصالحة والحوار بين الأطراف السياسية إلى وقف حمامات الدم، وإعادة الأمن والاستقرار بما يحقق الوحدة بين مكونات وفئات المجتمع ويراعي حقوق الإنسان، والتي تؤدي مما لا شك فيه إلى البناء والتنمية. وقال أن إتحادنا هذا الذي يعقد اليوم تحفل بنود جدول أعماله بالعديد من المواضيع التي تتطلب منا العناية الكاملة والتبصر في دراستها وإيجاد الحلول الناجعة لها التي تضمن لنا جميعا معالجة انعكاساتها على العمل العربي المشترك خلال المرحلة الماضية.. وأضاف: وإننا هنا كممثلين منتخبين من جماهير هذه الأمة العظيمة يحتم علينا الواجب إيجاد المخارج والحلول التي تحفظ لشعوبنا كرامتها ولبلداننا تنمية شاملة مستدامـة، ولأجيالنا القادمة المكانة اللائقة في هذا العالم. وأكد أن ما تشهده بعض حواضر عالمنا العربي هذه الأيام من تعدي على الحرمات وترويع للآمنين لا يرضي إلا أعـداء هذه الأمة التي وصفهـا المولى عزّ وجلّ في محكـم كتابه بقوله تعالى (بسم الله الرحمن الرحيم) « كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله».(صدق الله العظيم). وقال: في خضم هذه الأحداث المُتسارعة يجب أن لا تخطي بوصلتنا اتجاهها، فإسرائيل تواصل عملياتها الاستيطانية الهادفة إلى المزيد من الاتساع والسيطرة وسلب الأراضي بالقوة، وحصار وتجويع وتهجير الشعب الفلسطيني، وهو مشهد مؤلم يضاف إلى مشهد الواقع العربي، وموقفنا منها يجب أن يكون واحداً جامعاً لا يقبل الانقسام أو التأويل.. دولة واحدة موحدة، عاصمتها القدس، دولة تجمع أبناءها جميعا أينما وجدوا ولأي كيان انتموا. وأكد أن عروبة ووحـدة دولة فلسطين يجب أن تكون الخط الأحمر للجميع، الخط الذي لا يقبل المساومة أو التنازل أو التفاوض. هكذا يجب أن ترجع القضية الفلسطينية إلى الأجندة الدولية. واعتبر أن هذا الاجتماع أمامه فرصة لطرح قضيتنا كما هي عليه في حقيقتها، شعب عربي انتزع من أرضه، يرزح تحت الاحتلال، مورست عليه كل أنواع الجرائم.