شؤون خليجية-
قبل انعقاد القمة الخليجية – الأمريكية تشهد منطقة الشرق الأوسط زيارات مكوكية لبعض المسؤولين الأمريكيين، وعلى غرار اجتماع وزير الخارجية جون كيري مع نظرائه في المنامة، يشارك وزير الدفاع آشتون كارتر في اجتماع مشترك لنظرائه الخليجيين في الرياض، فما الهدف من زيارات كيري وكارتر للمنطقة قبل وصول الرئيس الأمريكي باراك أوباما للرياض للحضور القمة؟
بدأ وزير الدفاع الأمريكي، أمس السبت، جولة خليجية لمدة ستة أيام من أبو ظبي يختتمها، الخميس، بحضور قمة "مجلس التعاون الخليجي" في الرياض مع الرئيس باراك أوباما.
ويلتقي كارتر خلال زيارته ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد ال نهيان، وولي ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، ووزير الدولة القطري لشؤون الدفاع خالد بن محمد العطية، والملك السعودي سلمان، بحسب ما أفادت اوساط المسؤول الاميركي.
محاربة داعش
وتأتي زيارة الوزير للمنطقة في هذه المرحلة لإرساء أسس مشاركة الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، في اجتماع مجلس التعاون الخليجي في المملكة العربية السعودية الخميس المقبل، والتي من المتوقع أن يتناول فيها أوباما تشديد حملة مكافحة "داعش" ومناقشة إمكانية العدوان الإيراني والنفوذ الخبيث، وفق ما ذكره موقع وزارة الدفاع الأمريكي الرسمي.
وقال كارتر للصحفيين في القاعدة الجوية "الظفرة" في أبو ظبي إنه يريد مناقشة مجموعة كاملة من العمليات ضد "داعش"، مضيفا: "نتطلع إلى بذل المزيد من الجهد.. ولكن العمليات تتراوح من جوية إلى أخرى برية، جميعها بما يتفق مع نهجنا الاستراتيجي الشامل، الذي يتمحور حول تمكين القوات المحلية لهزيمة داعش شكل مستدام."
وأخبر كارتر طياري التحالف في قاعدة "الظفرة"، أنه يمكنهم توقع المزيد من الطلعات الجوية أو تحولا في طبيعة حملاهم، وأحد الأمثلة على هذا النوع من التحول، هو استهداف البنوك ومناطق التخزين النقدية التي يعتمد عليها "داعش".
وتابع كارتر: "لقد تحدثت مع العديد من الناس هنا حول التغييرات الهامة التي سيتم إجراؤها على هذه المنصات وقياداتها، وهذا أمر مهم.. هذه التغييرات تسمح للقوات الجوية الأمريكية بالعمل بشكل أكثر فعالية مع حلفاء التحالف."
وسيناقش كارتر أيضا الحاجة إلى مواصلة الحلفاء الإقليميين المشاركة لفترة طويلة في العراق وسوريا بعد هزيمة "داعش"، إذ قال وزير الدفاع: "من أجل استمرار هزيمة داعش في العراق وسوريا، هذه الأماكن المدمرة، التي هدمها داعش ونهب ثرواتها وخرّبها، ستحتاج هذه الأماكن إلى إعادة بنائها."
أهمية الزيارات الأمريكية وتأثيراها على أوضاع المنطقة
وحول أهمية الزيارات وتأثيراتها على مجمل أوضاع المنطقة،نظرا لحساسية الملفات التي سيتم مناقشتها خلال هذه الزيارات، قال المراقب السياسي نياز حاجي أن " الهدف من زيارة كيري إلى البحرين هو تنظيم الملفات المتعلقة بـ(المجلس العسكري الخليجي ــ الامريكي)،"سياسيا" وكذلك تحديد وجهات العمل المستقبلية"،
وأوضح أن الهدف من زيارة وزير الدفاع آشتون كارتر للسعودية تنظيم الملفات المتعلقة بالمجلس المذكور "من الناحية العسكرية" والاتفاق على الخطط العسكرية المستقبلية لمواجهة الإرهاب بكل أنواعه".
ورأى أن زيارة أوباما ستكون للاتفاق النهائي على المواضيع و الخطط السياسية والعسكرية التي سيرتبها كل من وزيري الخارجية والدفاع الامريكيين مع المسؤولين الخليجيين قبل زيارة اوباما للسعودية".
وبحسب حاجي"الهدف من الاجتماعات والزيارات الثلاث هو مناقشة موضوع خارطة الشرق الاوسط الجديد والاتفاق عليها والتنسيق بين التحالفين الدولي بقيادة الولايات المتحدة والاسلامي بقيادة السعودية وتحديد الأهداف والخطط المشتركة بين التحالفين في الحرب ضد الارهاب"، مستدركا بالقول"بعد هذه الزيارات والاتفاقات التي ستتمخض عنها،ستشهد الحرب على الإرهاب تغييرات فعلية على الارض".
ولم يستبعد هذا المراقب السياسي احتمال ان تطرح السعودية ودول مجلس التعاون الخليجي خلال اللقاءات الثلاث مسألة ادراج الميليشيات الشيعية العراقية المسماة بالحشد الشعبي على لائحة الجماعات الارهابية حالها حال حزب الله اللبناني ".
وذكّر نياز حاجي بأجتماع رؤساء اركان جيوش دول التحالف الاسلامي (اكثر من 35 دولة) في 27/3 بالرياض ومناورات رعد الشمال بالقرب من الحدود العراقية السعودية ،ومناورة جوية اخرى بين الولايات المتحدة ودول الخليج وتركيا واخرى بحرية جرت بين الولايات المتحدة ودول الخليج، كاشفاً أن هذه الاحداث والتطورات في المنطقة تنبأ بحصول امر كبير في المنطقة خلال الفترة القادمة".
دعم قادة الخليج للعراق
ويري مراقبون أنه في الوقت الذى تتكثف الحملة العسكرية ضد تنظيم "داعش"، يود المسؤولون الأميركيون الحصول خصوصاً على مساهمة أكبر من قادة الخليج لدعم العراق.
وكان كارتر أعلن، هذا الأسبوع، خلال زيارة للهند والفيليبين أن "نجاح الحملة ضد تنظيم الدولة الإسلامية يتوقف أيضاً على التقدم الاقتصادي والسياسي" في العراق.
وشدد على وجوب "الاستمرار في دعم" رئيس الوزراء حيدر العبادي في الجهود التي يبذلها لبناء عراق "لامركزي" و"متعدد الطوائف"، مضيفاً ان "هذا هو التحدي في العراق".
إصلاح العلاقات بين واشنطن والرياض
نشر موقع “بلومبرج فيو” الأمريكي مقالا لـ”جوش روجين” تحدث فيه عن أن الولايات المتحدة تعمل حاليًا على إصلاح العلاقات المتضررة مع السعودية.
وأشار إلى أن وزير الدفاع الأمريكي “أشتون كارتر” سيزور قريبًا المملكة لمناقشة سبل تعزيز التعاون في الحرب ضد “داعش”.
وأضاف أن عليه أن يطمئن السعودية بالتزام الولايات المتحدة تجاه المملكة والمنطقة واستعادة العلاقة الحيوية بينهما التي تضررت نتيجة فقدان الثقة العام الماضي.
وذكر أن “كارتر” من المقرر أن يلتقي في 20 أبريل الجاري بولي ولي العهد وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان، وستسبق الزيارة بيوم واحد وصول الرئيس الأمريكي باراك أوباما الذي سيجتمع مع قادة دول مجلس التعاون الخليجي.
وتحدث عن أن زيارة “كارتر” ستكون هي المرة الخامسة التي يلتقي فيها بولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان منذ العام الماضي، لكن وعلى الرغم من اللقاءات الشخصية، ما زالت العلاقة على أعلى المستويات بين البلدين لم تتحسن منذ قمة كامب ديفيد عندما عبر المسؤولون السعوديون علنا عن عدم رضاهم بالاتفاق النووي مع إيران، وذلك نقلا عن مسؤولين أمريكيين وخبراء.
وأشار إلى أن كثير من صفقات السلاح التي وعدت بها الولايات المتحدة لدول الخليج في كامب ديفيد متوقفة مثل مبيعات مقاتلات إف 15 لقطر وإف 18 للكويت، كما أن الاختلافات بين السعودية والولايات المتحدة بشأن سوريا أصبحت أكبر والعلاقات الثنائية تبدو باردة أكثر من أي وقت مضى.
وأضاف الكاتب أن العلاقات بين البلدين معقدة، وما زال هناك تعاون قوي على عدة مستويات بما في ذلك ما يتعلق باليمن، لكن إذا كان “كارتر” جادا في تحسين العلاقات فعليه أن يقدم أكثر من صفقات السلاح للرياض وتوفيق الرؤية بين الولايات المتحدة والسعودية بشأن المنطقة.