أصدر سلطان عُمان، «قابوس بن سعيد»، اليوم الخميس، مرسوماً عين بموجبه «أسعد بن طارق بن تيمور آل سعيد»، نائباً لرئيس مجلس الوزراء لشؤون العلاقات والتعاون الدولي، إضافة إلى كونه ممثلاً خاصاً للسلطان، وهو المنصب الذي يشغله منذ 2002.
وبث تلفزيون سلطنة عمان الرسمي نص المرسوم الذي جاء فيه أن السلطان (76 عاماً) قرر «تعيين أسعد بن طارق بن تيمور آل سعيد، نائبًا لرئيس الوزراء لشؤون العلاقات والتعاون الدولي»، حسب وكالة «الأناضول» للأنباء.
وجاء في المرسوم أن التعيين أتى «بناءً على ما تقتضيه المصلحة العامة»، دون تقديم تفاصيل أخرى.
ويعتبر «أسعد بن طارق» (63 عاماً)، وهو ابن عم السلطان «قابوس»، أحد أبرز المقرّبين منه والمرشحين لخلافته، لكونه من أبناء «تركي بن سعيد»، الذين يحق لهم تولي الحكم في السلطنة.
وتعيين الرجل نائباً لرئيس مجلس الوزراء، أي نائباً لرئيس المجلس السلطان «قابوس» نفسه، بمثابة إشارة لقبول السلطان به خليفةً له، في الدولة التي يحظر فيها على السلطان تعيين ولي للعهد، ويخضع تداول الحكم في البلاد لتقاليد أسرية قديمة.
وحسب الدستور العُماني، فإن مجلس العائلة هو المكلف باختيار خليفة للسلطان بعد وفاته، ليكون أحد سلالة «تركي بن سعيد»، وولد لأبوين عُمانيين.
وفي حالة عدم تمكنهم من الاختيار خلال ثلاثة أيام، فإن مجلس الدفاع يقوم باختيار السلطان بالتشاور مع رئيس مجلس الدولة، ورئيس مجلس الشورى، ورئيس المحكمة العليا.
ويعتبر «أسعد بن طارق»، أحد أبرز الأسماء المرشحة لخلافة السلطان «قابوس بن سعيد»، الذي يبلغ من العمر 76 عاماً، ويتولى الحكم في السلطنة منذ 1970.
وولد الرجل عام 1954، وهو من خريجي «أكاديمية ساندهيرست الملكية العسكرية» في بريطانيا، وهو الممثل الخاص للسلطان منذ 2002.
وتولى عدة مهام عسكرية في السابق؛ حيث تدرج بالسلك العسكري وحصل على رتبة عميد، كما خدم رئيساً لسلاح المدرعات في الجيش السلطاني العُماني؛ لذلك رجحت التكهنات سابقاً أن يكون الأقرب إلى عرش السلطنة بدعم من الجيش.
ودرس «بن طارق» العلاقات الدولية في جامعة لندن، كما نال شهادة البكالوريوس في العلوم العسكرية سنة 1986، وتحول إلى الخدمة المدنية عام 1993، وتولى منصب أمين عام اللجنة العليا للمؤتمرات، بمرتبة وزير، ثم عين في عام 2002 ممثلاً خاصاً لسلطان عُمان.
وبتوليه منصبه الجديد، سيعمل جنباً إلى جنب مع مرشح آخر لخلافة السلطان وهو «فهد بن محمود آل سعيد»، نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء منذ 1970، والذي كثيرا ما يمثل السلطان في الخارج، لكنه يبلغ من العمر 70 عاما.
وهناك شقيقان آخران لـ«أسعد بن طارق» هما «هيثم بن طارق» (59 عاماً) و«شهاب بن طارق» (57عاماً).
ويشغل «هيثم» منصب وزير الثقافة في البلاد، أما «شهاب» فهو قائد البحرية الأسبق، لكن حظوظ الرجلين تبدو أضعف من نائبي السلطان الحاليين، حسب مراقبين.
ويثير الحديث عن صحة سلطان عمان، قلقًا بشأن من سيخلفه على العرش الذي يتربع عليه منذ 46 عامًا.
وتولى «قابوس بن سعيد»، سدة الحكم في 23 يوليو/تموز 1970، وهو صاحب أطول فترة حكم بين الحكام العرب الحاليين، كما أنه يعد ثامن سلاطين أسرة «البوسعيد»، وينحدر نسبه من «أحمد بن سعيد»، المؤسس الأول لسلطنة عمان.
وكان سلطان عمان غادر بلاده يوم 13 فبراير/شباط 2016 لإجراء «فحوصات طبية دورية» في ألمانيا، بعد أقل من عام على عودته منها بعد رحلة علاجية استمرت 8 شهور، من مرض لم يتم الإعلان عنه.
وعاد سلطان عُمان إلى بلاده، في 12 أبريل/نيسان الماضي، وأصدر ديوان البلاط السلطاني بيانًا آنذاك جاء فيه أن «سلطان البلاد عاد إلى أرض الوطن بعد إتمام الفحوصات الطبية الدورية في ألمانيا، والتي تكللت بفضل الله بالنتائج الجيدة المرجوة»، دون ذكر المزيد من التفاصيل.
وعلى خلاف نظرائه من حكام منطقة الخليج العربي، فإن السلطان «قابوس» لم يسمِّ وريثًا للعرش، وليس له أبناء ولا أشقاء.
وأكد وزير الشؤون الخارجية العماني «يوسف بن علوي»، في تصريحات صحفية له في 13 أكتوبر/تشرين أول الماضي أن السلطان «بصحة طيبة»، وبين أن أمور خلافته «مرتبة بشكل واضح».
وقال آنذاك: «الأمور مرتبة بشكل واضح، وهذا مسجل في النظام، ومكتوب ومعروف عند العمانيين، والدولة صارت على هذه الحال منذ 260 عاما، وقلق الناس في الخارج أكثر من قلق الناس في الداخل، وهذا غريب».
وأوضح أن «بحسب المادة السادسة من النظام الأساسي للدولة يقوم مجلـس العائلة المالكة، خلال ثلاثة أيام من شغور منصب السلطان، بتحديد من تـنتـقل إليه ولاية الحكم. فإذا لم يتـفق مجلس العائلة المالكة على اختيار سلطـان للبلاد يقوم مجلس الدفاع بالاشتراك مع رئيسي مجلس الدولة ومجلس الشورى ورئيس المحكمة العليا وأقدم اثنين من نوابه بتثبيت من أشار به السلطان فـي رسالته إلى مجلس العائلة. وكل ذلك مسجل قانونياً وفقا للنظام الأساسي للدولة».
الاناضول-