صحيفة هآرتس-
قالت صحيفة “هآرتس” العبرية، اليوم الأربعاء، إن تعيين بدر البوسعيدي وزيرا جديدا للخارجية في سلطنة عُمان جاء بعد يوم من تحدث سلفه يوسف بن علوي مع نظيره الإسرائيلي غابي أشكنازي على خلفية اتفاق التطبيع بين إسرائيل والإمارات.
وأضافت “هآرتس” أن البوسعيدي تلقى على الفور تهنئة من وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف على تويتر، حيث كتب “أهنئ الأخ والصديق العزيز معالي بدر البوسعيدي على تعيينه وزيرا للخارجية في سلطنة عمان الشقيقة”.
وقالت الصحيفة إن وسائل إعلام محلية وعربية لفتت إلى أن الإقالة تمت بعد محادثة بن علوي مع أشكنازي، لكنها لم تصل إلى حد وصفها بأنها عامل حاسم وراء الخطوة، مشيرة إلى عدد من القضايا الأخرى مثل العلاقات المتوترة مع قادة دول الخليج الأخرى.
وشغل بن علوي بن منصب وزير الدولة للشؤون الخارجية في عهد السلطان الراحل قابوس بن سعيد الذي تولى المنصب الرسمي كوزير للخارجية. وبعد وفاته في يناير/ كانون الثاني الماضي، تولى هيثم بن طارق آل سعيد السلطة، وقرر، أمس الثلاثاء، تعيين وزيري الخارجية والمالية لأول مرة، ووضع مسؤولين في مناصب شغلها منذ فترة طويلة سلفه الراحل.
وأوضحت “هآرتس” أنه من خلال التعديل الحكومي، أعطى السلطان المحفظة الخارجية لعضو مخضرم والمدير العام السابق لوزارة الخارجية بدر البوسعيدي. وبحسب تقارير في وسائل إعلام عربية، درس البوسعيدي الاقتصاد والدبلوماسية في جامعة أكسفورد، ولعب دورا في المفاوضات بين إيران والولايات المتحدة قبل الاتفاق الدولي بشأن برنامج طهران النووي.
ووفق حساب الوزارة العمانية على تويتر، ناقش وزيرا الخارجية الإسرائيلي والعماني، يوم الإثنين، التطورات الإقليمية، وجددت عُمان التزامها بـ “سلام شامل وعادل ودائم في الشرق الأوسط”. وناقش الجانبان أيضا ضرورة استئناف المفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين “لتحقيق المطالب المشروعة للشعب الفلسطيني بإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية”.
وقال أشكنازي على تويتر إنه وبن علوي ناقشا أيضا اتفاقية التطبيع التي توصلت إليها إسرائيل مع الإمارات وضرورة تعزيز العلاقات بين الدولتين. وأضاف أن الجانبين اتفقا في نهاية الدعوة على البقاء على اتصال مباشر ومستمر ومواصلة الحوار بين الدولتين “لتعزيز عملية التطبيع في الشرق الأوسط”.
وأشارت “هآرتس” إلى أن عُمان لا تزال محاورا رئيسيا بين الغرب وإيران، وكذلك المتمردين الحوثيين في اليمن، مما ساعد في إطلاق سراح السجناء في الماضي. بالنظر إلى دور الدولة كوسيط، يتوقع الخبراء أنها لن تتبع خطى الإمارات وتطبيع العلاقات مع إسرائيل.
ولفتت الصحيفة العبرية إلى أن السلطان هيثم قال إنه يخطط لمواصلة مسار السياسة الخارجية بعدم التدخل الذي حدده السلطان قابوس. وقد رفضت عُمان في عهد السلطان الراحل المشاركة في الحرب التي قادتها السعودية في اليمن، ولم تنضم إلى الدول العربية الأربع في مقاطعتها لقطر.
ومع ذلك، استضاف السلطان قابوس رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في زيارة مفاجئة في أواخر عام 2018.
وتواجه عُمان صعوبات مالية مع استمرار انخفاض أسعار النفط العالمية. إذ خفضت وكالة التصنيف الائتماني موديز في يونيو/ حزيران تصنيف عمان ووضعت توقعاتها على أنها سلبية، محذرة من أن جهود السلطنة في التعامل مع الأزمة الاقتصادية كانت “بطيئة ولا ترقى إلى مستوى الاستقرار في مستويات الدين الحكومي”. ويبلغ الدين الآن حوالي 60 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد.