محمد أبو رزق - الخليج أونلاين-
ضمن سعي سلطان عُمان، هيثم بن طارق، لتجويد العمل الحكومي في السلطنة، وضخ دماء جديدة في مجلس الوزراء، ذهب إلى إجراء تعديل وزاري، وإحالة عدد من الوزراء الذين أمضوا في وزاراتهم أكثر من 20 عاماً إلى التقاعد.
وشمل التعديل الوزاري الذي صدر ضمن مرسوم سلطاني، (الخميس 16 يونيو الجاري)، تعيين ثلاثة وزراء جدد، هم محمد بن سعيد بن خلفان المعمري وزيراً للأوقاف والشؤون الدينية، وهلال بن علي بن هلال السبتي وزيراً للصحة، وسالم العوفي وزيراً للطاقة والمعادن.
وجاء التعديل ضمن الإجراءات المستمرة التي يقوم بها السلطان لتحسين مستوى الخدمات التي تقدمها الوزارات للمواطنين، خاصة أن التعديل شمل وزارات خدماتية، ووسط أزمات عالمية يعيشها قطاعا الطاقة والصحة، بسبب الأزمة التي سببها الغزو الروسي لأوكرانيا، وجائحة كورونا وغيرها من الفيروسات التي تظهر بين حين وآخر.
ولم يكن التعديل الوزاري الحالي الأول في عهد السلطان هيثم، حيث سبقه تعديل وزاري في أغسطس 2020، شمل تعيين بدر بن حمد بن حمود البوسعيدي، وزيراً للخارجية، خلفاً لوزير الدولة المخضرم يوسف بن علوي، الذي تولى الوزارة قبل 23 عاماً، وتعيين سلطان بن سالم الحبسي، وزيراً للمالية، خلفاً للوزير درويش بن إسماعيل البلوشي.
ووفقاً لما نشرته وكالة الأنباء العُمانية الرسمية، في حينها، فإن السلطان هيثم أصدر 28 مرسوماً، بينها "إعادة تشكيل مجلس الوزراء، وإنشاء وزارة الثقافة والرياضة والشباب، ودمج وزارتي العدل والشؤون القانونية بمسمى وزارة العدل والشؤون القانونية، وإنشاء وزارة للعمل، ووزارة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات".
وقضت المراسيم السلطانية باستحداث وزارة للاقتصاد مع تحديد اختصاصاتها، وهيئة للمنشآت الصغيرة والمتوسطة، إلى جانب تحديد اختصاصات وزارة الإعلام، واعتماد هياكل تنظيمية للوزارات الجديدة التي جرى دمجها مع إضافة مهمات جديدة إليها.
رؤية عُمان 2040
وحول أهداف التعديل الوزاري الجديد ودلالاته، يؤكد الكاتب والمحلل العُماني، حبيب الهادي، أنه يخدم بالدرجة الأولى رؤية عُمان 2040، "حيث يواكب السلطان هيثم من خلال التعديلات الوزارية تطورات الرؤية، ومتطلباتها المختلفة، ودمج بعض المؤسسات الحكومية".
وفي حديثه لـ"الخليج أونلاين"، يقول الهادي: "التعديل الوزاري الذي جرى، لم يستهدف الوزارات السيادية ولكن معظمها تقدم خدمات للمواطنين، حيث تم طرح أسماء جديدة معظمها شبابية، أي إن الوزراء السابقين الذين تجاوزوا الستينات أحيلوا للتقاعد".
وتهدف تلك التعديلات، حسب الهادي، إلى ضخ دماء جديدة في العمل الحكومي العُماني، عبر تصدير شخصيات لها قبول في المجتمع وأدوار نشطة سابقاً.
ويبين الهادي أنه خلال التعديل الوزاري، "تم إعفاء عدد من الوزراء الذين بقوا سنوات طويلة بوزارتهم كوزيري الطاقة والمعادن، والأوقاف والشؤون الدينية، حيث عينوا عام 1997".
وخلال التعديل الوزاري، يوضح الهادي، بقيت أسماء الوزارات في سلطنة عُمان على ما هي عليه سابقاً، مع بعض التغييرات الإدارية في بعض الولايات، كإضافة وتفعيل نظام المحافظات، التي تدير نفسها بنفسها من خلال المحافظ، ومنحها ميزانيات خاصة، وذلك تحقيقاً لأهداف رؤية عُمان 2040.
الوزراء الجدد
وخلال التعديل الوزاري قدم سلطان عُمان أسماء لها خبرة طويلة في مجالاتها، كوزير الطاقة والمعادن، سالم العوفي.
فقد شغل العوفي وفقاً للبيانات الرسمية، منصب وكيل وزارة الطاقة والمعادن قبل توليه منصب الوزير، كما شغل منصب وكيل الوزارة من 2013 إلى 2022، حيث كان في هذا المنصب عندما كان اسم الوزارة "وزارة النفط والغاز" وقبل أن تتحول إلى وزارة الطاقة والمعادن وفقاً للمرسوم السلطاني الصادر في 2020.
والعوفي حاصل على ماجستير في هندسة النفط عام 1995 من "جامعة هيريوت وات" في اسكتلندا ببريطانيا، كما شغل منصب نائب رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للمياه "ديم"، ومنصب عضو مجلس إدارة "شركة تنمية نفط عُمان".
وتولى المهندس العوفي منصب الرئيس التنفيذي في "الهيئة العامة للطيران المدني" بعُمان بين 2012 و2013، كما عمل مديراً للقطاع الشمالي في "شركة تنمية نفط عُمان" خلال المدة من 2010 إلى 2012، وتولى منصب نائب الرئيس للإنتاج في "شركة شل-كندا" بين 2008 و2010.
وقدم التعديل الوزاري وزير صحة جديداً وهو هلال بن علي بن هلال السبتي، صاحب السيرة الذاتية الكبيرة، حيث لا يزال يشغل منصب الرئيس التنفيذي للمجلس العماني للتخصصات الطبية (OMSB) منذ مايو 2015 .
والسبتي هو استشاري أول في جراحة القلب والصدر في مستشفى جامعة السلطان قابوس (SQUH)، حصل على الزمالة الفخرية من كلية أطباء التخدير في أيرلندا في مايو 2019.
وأجرى السبتي أول عملية زراعة قلب صناعي في السلطنة لمريض يعاني قصوراً في القلب، وحققت نجاحاً في حينها.
وكرم السبتي بميدالية دول مجلس التعاون الخليجي في الخدمة المدنية والتنمية الإدارية في مايو 2019.
وشمل التعديل أيضاً تعيين محمد بن سعيد بن خلفان المعمري وزيراً للأوقاف والشؤون الدينية، الذي عين في مناصب عدة في السلطنة والعالم العربي.
وكان المعمري قبل تعيينه وزيراً للأوقاف وكيل الوزارة، وهو حاصل على شهادة الدكتوراة في الدراسات الدينية في ألمانيا.
وأسس المعمري معرض التسامح العلمي في الدين والتفاهم والتعايش بين الأمم والثقافات والأديان والحضارات في عمان منذ عام 2019، كما كان رئيس بعثة الحج العمانية منذ عام 2010.